الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ
(142)}
28767 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قال: قال موسى لأخيه هارون: {اخلفني في قومي وأصلح} ، وكان من إصلاحه أن لا يدع العِجْلَ يُعْبَد
(1)
. (ز)
28768 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة} الآية، قال: يقول: إنّ ذلك بعد ما فرغ من فرعون، وقبل الطور، لَمّا نجّى الله موسى عليه السلام من البحر، وغَرَّق آل فرعون، وخلص إلى الأرض الطيبة؛ أنزل الله عليهم فيها المنَّ والسلوى، وأمره ربُّه أن يلقاه، فلمّا أراد لقاء ربِّه استخلف هارونَ على قومه، وواعدهم أن يأتيهم إلى ثلاثين ليلة ميعادًا مِن قِبَلِه من غير أمر ربِّه ولا ميعاده، فتَوَجَّه ليلقى ربه، فلمّا تمت ثلاثون ليلة قال عدوُّ الله السامريُّ: ليس يأتيكم موسى، وما يصلحكم إلا إله تعبدونه. فناشدهم هارون، وقال: لا تفعلوا، انظروا ليلتكم هذه ويومكم هذا، فإن جاء، وإلا فعلتم ما بدا لكم. فقالوا: نعم. فلما أصبحوا مِن غَدٍ ولم يروا موسى عاد السامريُّ لِمِثْل قوله بالأمس، قال: وأَحْدَثَ اللهُ الأجلَ بعد الأجل الذي جعله بينهم عشرًا، فتمَّ ميقات ربه أربعين ليلة، فعاد هارون فناشدهم، إلا ما نظروا يومهم ذلك أيضًا، فإن جاء، وإلّا فعلتم ما بدا لكم. ثم عاد السامريُّ الثالثة لمثل قوله لهم، وعاد هارون فناشدهم أن ينتظروا، فلما لم يروه
(2)
. (ز)
28769 -
قال مقاتل بن سليمان: {وقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} بني إسرائيل بخير، حين خرج إلى الجبل، {وأَصْلِحْ} يعني: وارفق بهم. نظيرها في القصص: {وما أُرِيدُ أنْ أشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّالِحِينَ (27)} يعني: الرافقين بك. {ولا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ} منهم
(3)
. (ز)
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}
28770 -
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمّا كلَّم الله موسى يوم الطور كلَّمه بغيرِ الكلام الذي كلَّمه يومَ ناداه، فقال له موسى: يا ربِّ، أهذا كلامُك الذي كلَّمتني
(1)
أخرجه جرير 10/ 416.
(2)
أخرجه جرير 10/ 416 - 417، وقال محققوه: كذا في النسخ ليس فيها تتمة لهذا الأثر.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 60 - 61.
به؟ قال: يا موسى، إنّما كلَّمتُك بقوةِ عشرةِ آلافِ لسانٍ، ولي قُوَّةُ الأَلْسُنِ كلِّها وأقوى من ذلك. فلمّا رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا: يا موسى، صِفْ لنا كلامَ الرحمن. فقال: لا تستطيعونه، ألم ترَوا إلى أصواتِ الصَّواعق التي تُقبِلُ في أحلى حلاوةٍ سمِعْتموه؟! فذاك قريبٌ منه، وليس به»
(1)
. (6/ 541)
28771 -
(2)
. (6/ 543)
28772 -
عن الضحاك -من طريق جويبر- عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله تبارك وتعالى ناجى موسى عليه السلام بمائة ألفٍ وأربعين ألفَ كلمةٍ في ثلاثة أيام، فلمّا سمِع موسى كلامَ الآدميين مقَتَهم؛ لِما وقَع في مسامعه من كلام الربِّ عز وجل، فكان فيما ناجاه أن قال: يا موسى، إنّه لَمْ يَتَصَنَّع المُتَصَنِّعون بمثل الزُّهْد في الدنيا، ولم يتقرَّبْ إلَيَّ المُتَقَرِّبون بمثل الوَرَع عما حرَّمتُ عليهم، ولم يتعبَّدِ المتعبِّدون بمثل البكاء من خشيتي. فقال موسى: يا ربِّ، ويا إلهَ البَرِيَّةِ كلِّها، ويا مالك يوم الدين، ويا ذا الجلال والإكرام، ماذا أعددتَ لهم، وماذا جزَيتَهم؟ قال: أمّا الزاهدون في الدنيا فإنِّي أُبيحُهم جنتي حتّى يتبوَّءوا فيها حيثُ شاءوا، وأمّا الورِعون عما حرَّمتُ عليهم فإذا كان يومُ القيامة لم يبقَ عبدٌ إلا ناقَشْتُه الحساب، وفتَّشْتُ عما في يديه، إلّا الورِعون فإنِّي أستَحْيِيهم، وأُجِلُّهم، وأُكرِمُهم، وأُدخِلُهم الجنَّةَ بغير حساب، وأمّا الباكون من
(1)
أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 210، والبيهقي في الأسماء والصفات 2/ 31 - 32 (601)، وابن أبي حاتم 4/ 1119 (6286)، 5/ 1557 - 1558 (8925)، 9/ 2973 (16882).
قال أبو نعيم: «هذه الأحاديث مما تفرَّد بها الفضل، عن محمد بن المنكدر، ولم يُتابَع عليه، وما رواه عنه أبو عاصم العباداني فمن مفاريده عن الفضل، واسمه عبد الله بن عبيد الله المري، بصري، سكن عبادان، وفيه وفي الفضل ضعف ولين» . وقال البيهقي: «حديث ضعيف؛ الفضل بن عيسى الرقاشي ضعيف الحديث، جرَّحه أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري» . وقال ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 113: «وليس هذا حديث؛ ليس بصحيح» . وقال ابن كثير في تفسيره 2/ 475 معلقًا على رواية ابن أبي حاتم وابن مردويه: «وهذا إسناد ضعيف؛ فإنّ الفضل هذا الرقاشي ضعيف بمرة» . وقال الهيثمي في المجمع 8/ 204 (13782): «رواه البزار، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو ضعيف» .
(2)
عزاه السيوطي إلى الديلمي. وهو في الفردوس ولكن من رواية ابن عباس 3/ 425 (5304).
خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى، لا يُشاركُهم فيه أحد»
(1)
. (6/ 545)
28773 -
عن كعب الأحبار، قال: لَمّا كلم الله موسى قال: يا ربِّ، أهكذا كلامُك؟ قال: يا موسى، إنّما أُكَلِّمُك بقوةِ عشرة آلافِ لسانٍ، ولي قُوَّةُ الألسنة كُلِّها، ولو كلَّمتُك بكُنْهِ كلامي لم تكُ شيئًا
(2)
. (6/ 541)
28774 -
عن كعب الأحبار -من طريق جرير بن جابر- قال: لَمّا كلَّم الله موسى كلَّمه بالألسنة كلها قبلَ كلامِه -يعني: كلامَ موسى-، فجعَل يقول: يا ربِّ، لا أفهم. حتى كلَّمه آخرَ الألسنة بلسانِه بمثلِ صوتِه، فقال: يا ربِّ، هكذا كلامُك؟ قال: لا، لو سمعتَ كلامي -أي: على وجهه- لم تكُ شيئًا. قال: يا ربِّ، هل في خلقِك شيءٌ يُشْبِهُ كلامَك؟ قال: لا، وأقربُ خَلقي شبهًا بكلامي أشدُّ ما سَمِع الناسُ من الصواعق
(3)
. (6/ 542)
28775 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- قال: أدْناهُ حتى سَمِع صريفَ الأقلام
(4)
. (ز)
28776 -
عن وهب بن منبه -من طريق عطاء بن مسلم- قال: كلَّم الله موسى في ألفِ مقام، فكان كلَّما كلَّمه رأى النورَ على وجهه ثلاثة أيام. قال: وما قَرِبَ موسى امرأةً منذُ كلَّمه ربُّه
(5)
. (6/ 544)
28777 -
عن أبي الحُوَيْرِث عبد الرحمن بن معاوية -من طريق أبي معشر- قال: إنّما كلَّم الله موسى بقدر ما يُطيقُ من كلامه، ولو تكلَّم بكلامِه كلِّه لم يُطِقْه شيءٌ، فمكث موسى أربعين ليلةً لا يراه أحدٌ إلا مات مِن نور ربِّ العالمين
(6)
. (6/ 542)
28778 -
عن [محمد] بن عَجْلان -من طريق بكر بن مضر- قال: كلَّم الله موسى
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 120 (12650)، والبيهقي في الشعب 13/ 118 - 119 (10047).
قال ابن كثير في تفسيره 2/ 474: «هذا إسناد ضعيف؛ فإنّ جويبر ضعيف، والضحاك لم يدرك ابن عباس» . وقال الهيثمي في المجمع 8/ 203 (13776): «رواه الطبراني، وفيه جويبر، وهو ضعيف جدًّا» .
(2)
عزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 238 - 239، وابن جرير 7/ 689 - 690، وابن أبي حاتم 5/ 1558، والبيهقي في الأسماء والصفات (602). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه جرير 10/ 455.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1558، وأبو نعيم في الحلية 4/ 50. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1558، والحاكم 2/ 576 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.