الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}
29734 -
عن سَمُرة بن جندب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:«لَمّا ولَدتْ حواءُ طاف بها إبليسُ، وكان لا يَعِيشُ لها ولدٌ، فقال: سمِّيه: عبد الحارث؛ فإنّه يَعِيش. فسمَّتْه: عبد الحارث، فعاش، فكان ذلك مِن وحي الشيطان وأمرِه»
(1)
. (6/ 699)
29735 -
عن سَمُرَة بن جندب -من طريق أبي العلاء- في قوله: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء} ، قال: سَمَّياه: عبد الحارث
(2)
. (6/ 700)
29736 -
عن أُبَيّ بن كعب، قال: لَمّا حمَلتْ حواءُ -وكان لا يَعِيشُ لها ولدٌ- أتاها الشيطان، فقال: سمِّياه: عبد الحارث؛
(1)
أخرجه أحمد 33/ 305 (20117)، والترمذي 5/ 313 - 314 (3332)، والحاكم 2/ 594 (4003)، وابن جرير 10/ 623، وابن أبي حاتم 5/ 1631 (8637).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة، ورواه بعضهم عن عبد الصمد، ولم يرفعه» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح» . وقال ابن كثير في تفسيره 3/ 526: «هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه: أحدها: أنّ عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثَّقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يُحْتَجُّ به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا، فالله أعلم. الثاني: أنّه قد رُوِي من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعًا
…
الثالث: أنّ الحسن نفسه فسَّر الآية بغير هذا،
…
ولو كان هذا الحديث عنده محفوظًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله وورعه، فهذا يدلُّك على أنّه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب مَن آمن منهم، مثل كعب، أو وهب بن منبه وغيرهما». وقال في البداية والنهاية 1/ 225 - 226 بعد ذكره قول الترمذي:«فهذه عِلَّةٌ قادحة في الحديث؛ أنّه روي موقوفًا على الصحابي، وهذا أشبه، والظاهر أنّه تلقاه من الإسرائيليات. وهكذا رُوِي موقوفًا على ابن عباس، والظاهر أنّ هذا مُتَلَقًّى عن كعب الأحبار، ومَن دونه، والله أعلم. وقد فسر الحسنُ البصريُّ راوي الحديث هذه الآية بخلاف هذا، فلو كان عنده عن سمرة مرفوعًا لَما عدل عنه إلى غيره» . وقال الألباني في الضعيفة 1/ 516 (342): «ضعيف» .
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 623. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.
فكان ذلك مِن وحْيِ الشيطان وأمره
(1)
. (6/ 700)
29737 -
عن أُبَيّ بن كعب -من طريق ابن عباس- قال: لَمّا حمَلتْ حواءُ أتاها الشيطان، فقال: أتُطِيعيني ويَسْلَمَ لك ولدُكِ؟ سمِّيه: عبد الحارث. فلم تَفْعَلْ، فولَدتْ، فمات، ثم حمَلتْ، فقال لها مِثلَ ذلك، فلَم تَفْعلْ، ثم حمَلتِ الثالثَ، فجاءها، فقال لها: إن تُطِيعيني يَسْلَمْ لك، وإلا فإنّه يكون بهيمة. فهيَّبها، فأطاعَتْه
(2)
. (6/ 700)
29738 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- قال: لَمّا وُلِد له أوَّلُ ولدٍ أتاه إبليس، فقال: إنِّي سأنصح لك في شأن ولدك هذا، تُسَمِّيه: عبد الحارث. فقال آدم: أعوذ بالله من طاعتك. -قال ابن عباس: وكان اسمه في السماء الحارث- قال آدم: أعوذ بالله من طاعتك، إنِّي أطعتُكَ في أكل الشجرة فأخرجتني من الجنة، فلن أطيعك. فمات ولدُه، ثم وُلِد له بعد ذلك ولَدٌ آخر، فقال: أطعني، وإلّا مات كما مات الأول. فعصاه، فمات، فقال: لا أزال أقتلهم حتى تسميه: عبد الحارث. فلم يزل به حتى سماه: عبد الحارث، فذلك قوله:{جعلا له شركاء فيما آتاهما} ، أشْرَكَه في طاعته في غير عبادة، ولم يُشْرِك بالله، ولكن أطاعه
(3)
. (ز)
29739 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي-: قوله في آدم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ} إلى قوله: {فَمَرَّتْ بِهِ} ، فشَكَّت أحبلت أم لا؟ {فَلَمّا أثْقَلَتْ دَعَوا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحًا} الآية، فأتاهما الشيطان، فقال: هل تدريان ما يُولَد لكما؟ أم هل تدريان ما يكون أبهيمة تكون أم لا؟ وزيَّن لهما الباطلَ إنّه غَوِيٌّ مبين. وقد كانت قبل ذلك ولدت ولدين، فماتا، فقال لهما الشيطان: إنّكما إن لم تُسَمِّياه بي لم يخرج سَوِيًّا، ومات كما مات الأوَّلان. فسَمَّيا ولدهما: عبد الحارث، فذلك قوله:{فَلَمّا آتاهُما صالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما}
(4)
. (ز)
29740 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: حمَلت حواءُ، فأتاها إبليس، فقال: إنِّي صاحِبُكما الذي أخرَجْتُكما مِن الجنة، لَتُطِيعِيني أو لَأجْعَلَنَّ له قَرْنَي إيَّلٍ، فيخرجُ مِن بطنك، فيَشُقُّه، ولَأَفعلَنَّ ولَأَفعلَنَّ -فخوَّفَهما-، سَمِّياه:
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1633. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 10/ 624 - 625.
(4)
أخرجه ابن جرير 10/ 624.
عبد الحارث. فأبَيا أن يُطِيعاه، فخرَج ميتًا، ثم حمَلت، فأتاهما أيضًا، فقال مثلَ ذلك، فأبَيا أن يُطِيعاه، فخرَج مَيِّتًا، ثم حمَلت، فأتاهما، فذكَر لهما، فأدْرَكَهما حُبُّ الولد، فسَمَّياه: عبد الحارث، فذلك قوله:{جعلا له شركاء فيما آتاهما}
(1)
[2708]. (6/ 702)
29741 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{جعلا له شركاء} ، قال: كان شِرْكًا في طاعة، ولم يكن شِرْكًا في عبادة
(2)
.
(6/ 705)
29742 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: ما أشرَك آدم؛ إنّ أولَها شُكْر، وآخِرَها مَثَلٌ ضَرَبه لِمَن بعدَه
(3)
. (6/ 705)
29743 -
عن سعيد بن جبير -من طريق ابن جريج- قال: لَمّا أهبَط الله آدمَ وحواءَ ألقى في نفسِه الشهوةَ لامرأتِه، فتَحرَّك ذلك منه، فأصابَها، فليس إلّا أن أصابَها حمَلتْ، فليس إلّا أن حمَلت تَحَرَّك ولدُها في بطنها، فقالت: ما هذا؟ فجاءها إبليس، فقال لها: إنّكِ قد حمَلْتِ، فتَلِدِين. قالت: ما ألِدُ؟ قال: هل تَرَيْن إلا ناقةً
[2708] علَّقَ ابنُ كثير (6/ 484) على أثر ابن عباس هذا -وأثرين آخرين له بنفس المعنى- بقوله: «وقد تُلُقِّي هذا الأثرُ عن ابن عباس من أصحابه: كمجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة. ومن الطبقة الثانية: قتادة، والسدي، وغير واحد من السلف، وجماعة من الخلف، ومن المفسرين من المتأخرين جماعاتٌ لا يُحْصَوْن كثرة، وكأنّه -والله أعلم- أصلُه مأخوذٌ من أهل الكتاب؛ فإنّ ابن عباس رواه عن أبي بن كعب،
…
وهذه الآثار يظهر عليها -والله أعلم- أنّها من آثار أهل الكتاب، وقد صحَّ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال:«إذا حدَّثكم أهل الكتاب فلا تُصَدِّقوهم، ولا تُكَذِّبوهم» . ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها ما علمنا صِحَّته بما دلَّ عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله، ومنها ما علمنا كذبه بما دلَّ على خلافه من الكتاب والسنة أيضًا، ومنها ما هو مسكوت عنه؛ فهو المأذون في روايته بقوله عليه السلام:«حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» . وهو الذي لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب؛ لقوله: «فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم» . وهذا الأثر هو من القسم الثاني أو الثالث -فيه نظر-، فأمّا مَن حَدَّث به مِن صحابي أو تابعي فإنّه يراه من القسم الثالث».
_________
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (973 - تفسير) من طريق سعيد بن جبير ومجاهد باختلاف يسير، وابن أبي حاتم 5/ 1634. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1633. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
أو بقرةً أو ماعزةً أو ضانيةً؟ هو بعضُ ذلك، ويَخرجُ من أنفك أو من عينك أو من أُذُنك. قالت: واللهِ، ما مِنِّي مِن شيءٍ إلا وهو يَضِيقُ عن ذلك. قال: فأطِيعيني، وسَمِّيه: عبد الحارث -وكان اسمُه في الملائكة: الحارث- تلِدي مِثْلَك. فذكَرَت ذلك لآدم، فقال: هو صاحِبُنا الذي قد علِمْتِ. فماتَ، ثم حمَلت بآخر، فجاءها، فقال: أطِيعيني أو قتَلْتُه؛ فإنِّي أنا قتَلْتُ الأول. فذكَرتْ ذلك لآدم، فقال مثلَ قولِه الأول، ثم حمَلتْ بالثالث، فجاءها، فقال لها مثلَ ما قال، فذكَرَتْ ذلك لآدم، فكأنّه لم يَكْرهْ ذلك، فسَمَّتْه: عبد الحارث، فذلك قوله:{جعلا له شركاء فيما آتاهما}
(1)
. (6/ 701)
29744 -
عن سعيد بن جبير -من طريق سالم بن أبي حفصة- قوله: {أثْقَلَتْ دَعَوا اللَّهَ رَبَّهُما} إلى قوله تعالى: {فَتَعالى اللَّهُ عَمّا يُشْرِكُونَ} ، قال: لَمّا حملت حواءُ في أوَّلِ ولَدٍ ولدته حين أثقلت؛ أتاها إبليس قبل أن تَلِد، فقال: يا حواء، ما هذا الذي في بطنك؟ فقالت: ما أدري. فقال: من أين يخرج؟ من أنفك، أو من عينك، أو من أذنك؟ قالت: لا أدري. قال: أرأيتِ إن خرج سليمًا أتطيعيني أنتِ فيما آمرُكِ به؟ قالت: نعم. قال: سميه: عبد الحارث. وقد كان يسمى إبليس: الحارث، فقالت: نعم. ثم قالت بعد ذلك لآدم: أتاني آتٍ في النوم، فقال لي كذا وكذا. فقال: إنّ ذلك الشيطان؛ فاحذريه؛ فإنّه عدوُّنا الذي أخرجنا من الجنة. ثم أتاها إبليس، فأعاد عليها، فقالت: نعم. فلمّا وضعته أخرجه الله سليمًا، فسَمَّته: عبد الحارث، فهو قوله:{جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالى اللَّهُ عَمّا يُشْرِكُونَ}
(2)
. (ز)
29745 -
عن سعيد بن جبير -من طريق جرير وابن فضيل عن عبد الملك- قال: قيل له: أشْرَكَ آدمُ؟ قال: أعوذ بالله أن أزعم أنّ آدم أشرك، ولكنَّ حواء لَمّا أثقلت أتاها إبليس، فقال لها: من أين يخرج هذا، مِن أنفك أو مِن عينك أو مِن فيكِ؟ فقَنَّطها، ثم قال: أرأيتِ إن خرج سَوِيًّا -زاد ابن فضيل: لم يضُرّكِ ولم يقتلك- أتطيعيني؟ قالت: نعم. قال: فسَمِّيه: عبد الحارث. ففعلت. -زاد جرير: فإنّما كان شركه في الاسم-
(3)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 10/ 621، وابن أبي حاتم 5/ 1632 من طريق سالم بن أبي حفصة مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 626.
(3)
أخرجه ابن جرير 10/ 627.
29746 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون} ، قال: كان لا يعيشُ لآدم وامرأتِه ولدٌ، فقال لهما الشيطان: إذا وُلِد لكما ولَدٌ فسَمِّياه: عبد الحارث. ففعلا، وأطاعاه، فذلك قول الله:{فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء} الآية
(1)
. (ز)
29747 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الزبير بن الخِرِّيتِ- قال: ما أشرك آدمُ ولا حواءُ، وكان لا يعيش لهما ولدٌ، فأتاهما الشيطان، فقال: إن سَرَّكُما أن يعيش لكما ولَدٌ فَسَمِّياه: عبد الحارث. فهو قوله: {جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما}
(2)
. (ز)
29748 -
قال عكرمة مولى ابن عباس: لم يَخُصَّ بها آدمَ، ولكن جعلها عامَّةً لجميع بني آدم مِن بعد آدم
(3)
. (ز)
29749 -
عن بكر بن عبد الله المزني -من طريق سليمان التيمي-: {جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما} أنّ آدم سمّى ابنه: عبد الشيطان
(4)
. (ز)
29750 -
عن الحسن البصري -من طريق عمرو بن عبيد- في الآية، قال: كان هذا في بعض أهلِ الملل، وليس بآدم
(5)
. (6/ 703)
29751 -
عن الحسن البصري، في الآية، قال: هذا في الكُفّار، يَدْعُون اللهَ، فإذا آتاهما صالحًا هَوَّدا ونصَّرا، ثم قال:{أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون} يقول: يُطِيعون ما لا يخلقُ شيئًا؛ وهي الشياطين لا تَخْلقُ شيئًا وهي تُخْلَقُ، {ولا يستطيعون لهم نصرا} يقول: لِمَن يَدْعُوهم
(6)
. (6/ 706)
29752 -
قال الحسن البصري -من طريق مَعْمَر-: إنّما عنى بها: ذُرِّية آدم؛ مَن أشرك مِنهم بعده
(7)
. (ز)
29753 -
عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: هم اليهود والنصارى،
(1)
تفسير مجاهد ص 348، وأخرجه ابن جرير 10/ 626.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 625.
(3)
تفسير الثعلبي 4/ 316.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1634.
(5)
أخرجه ابن جرير 10/ 629. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(6)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(7)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 245، وابن جرير 10/ 629.
رزَقهم الله أولادًا فهَوَّدوا ونَصَّروا
(1)
[2709]. (6/ 706)
29754 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما} ، ذُكِر لنا: أنّه كان لا يعيش لهما ولد، فأتاهما الشيطان، فقال لهما: سمياه: عبد الحارث. وكان من وحي الشيطان وأمره، وكان شِرْكًا في طاعته، ولم يكن شِرْكًا في عبادته
(2)
. (ز)
29755 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {جعلا له شركاء} ، قال: كان شِركًا في طاعته، ولم يكنْ شِركًا في عبادته
(3)
. (6/ 702)
29756 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- =
29757 -
ومحمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا} ، قال: كان آدمُ لا يُولَد له ولد إلا مات، فجاءه الشيطان، فقال: إنّ شَرْطَ أن يعيش ولدُك هذا فسمِّه: عبد الحارث. ففعل. قال: فأشركا في الاسم، ولم يُشركا في العبادة
(4)
. (ز)
29758 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق صدقة- قال: هذا مِن الموصولِ والمفصول،
[2709] علَّقَ ابنُ كثير (6/ 482) على آثار الحسن هذه -ما عدا الثاني منها- بقوله: «هذه أسانيد صحيحة عن الحسن رضي الله عنهما أنّه فسَّر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير، وأَوْلى ما حُمِلَت عليه الآية» .
وبيَّنَ ابنُ جرير (10/ 628) المعنى على قول الحسن -ومَن قال بقوله-، فقال:«قالوا: معنى الكلام: هو الذي خلقكم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها ليسكن إليها، فلما تغشاها -أيها الرجل الكافر- حملت حملًا خفيفًا، فلما أثقلَتْ دعوتما الله ربكما. قالوا: وهذا مِمّا ابتُدِئ به الكلامُ على وجْه الخطاب، ثم رُدَّ إلى الخبر عن الغائب، كما قيل: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ والبَحْرِ حَتّى إذا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} [يونس: 22]» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 10/ 629، وابن أبي حاتم 5/ 1634. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 626.
(3)
أخرجه ابن جرير 10/ 626، وابن أبي حاتم 5/ 1634. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 159 - بلفظ: فكان شركًا في طاعتهما لإبليس في تسميتهما إياه: عبد الحارث، ولم يكن شركًا في عبادة.
(4)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 245.
قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} في شأن آدم وحواء، يعني: في الأسماء، {فتعالى الله عما يشركون} يقول: عمّا يُشْرِكُ المشركون، ولم يَعْنِهما
(1)
. (6/ 705)
29759 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: إنّ أولَ اسمٍ سمَّياه: عبد الرحمن، فمات، ثم سمَّياه: صالحًا، فمات. يعني: آدم وحواء
(2)
. (6/ 702)
29760 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: فولَدَتْ غلامًا -يعني: حواء-، فأتاها إبليسُ، فقال: سَمُّوه عبدي، وإلا قتلته. قال له آدم عليه السلام: قد أطعتُكَ وأخرجتني من الجنة. فأبى أن يطيعه، فسمّاه: عبد الرحمن، فسلط الله عليه إبليس، فقتله، فحملت بآخر، فلمّا ولدته قال لها: سمِّيه عبدي وإلّا قتلته، قال له آدم: قد أطعتك فأخرجتني من الجنة. فأبى، فسمّاه: صالحًا، فقتله، فلمّا أن كان الثالث قال لهما: فإذا غلبتموني فسموه: عبد الحارث. وكان اسم إبليس، وإنّما سُمِّي: إبليس حين أبْلَسَ. فَعَنَوا
(3)
، فذلك حين يقول الله تبارك وتعالى:{جعلا له شركاء فيما آتاهما} . يعني: في الأسماء
(4)
. (ز)
29761 -
قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ إبليسَ أتى حواءَ في صورة رجل لَمّا أثقلت في أوَّل ما حملت، فقال: ما هذا الذي في بطنك؟ قالت: ما أدري. قال: إنِّي أخاف أن يكون بهيمة. فقالت ذلك لآدم، فلم يزالا في غَمٍّ من ذلك، ثم عاد إليها، فقال: إنِّي مِن الله مُنَزَّلٌ، فإن دعوتُ اللهَ فوَلَدتِ إنسانًا أتُسَمِّينهُ بي؟ قالت: نعم. قال: فإنِّي أدعو الله. فأتاها وقد ولَدَت، فقال: سمِّيه باسمي. فقالت: وما اسمك؟ قال: الحارث. ولو سمّى نفسَه لَعَرَفَتْه، فسمَّته: عبد الحارث
(5)
. (ز)
29762 -
قال مقاتل بن سليمان: أتاها -أي: حواء- إبليسُ وغيَّر صورته، واسمه: الحارث، فقال: يا حواء، لعلَّ الذي في بطنكِ بهيمةٌ. فقالت: ما أدري. ثم انصرف عنها، {فَلَمّا أثْقَلَتْ} يقول: فلمّا أثقل الولدُ في بطنها رجع إبليس إليها الثانية، فقال: كيف نجدكِ، يا حواء؟ وهي لا تعرفه، قالت: إنِّي أخافُ أن يكون
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 246 بلفظ: هذا من المفصول المفصل، وابن جرير 10/ 632 أنّ صدقة يحدث عن السدي، وابن أبي حاتم 5/ 1634 من طريق صدقة عن أبيه عبد الله بن كثير المكي يحدث عن السدي. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
عَنَوا: خَضَعا. تاج العروس (عنو).
(4)
أخرجه ابن جرير 10/ 627.
(5)
تفسير الثعلبي 4/ 315، وتفسير البغوي 3/ 312.
في جوفي الذي خَوَّفتَني به، ما أستطيع القيام إذا قعدت. قال: أفرأيتِ إن دعوتُ الله فجعله إنسانًا مثلك ومثل آدم؛ أتُسَمِّينه بي؟ قالت: نعم. ثُمَّ انصرف عنها، فقالت لآدم عليه السلام: لقد أتاني آتٍ، فزعم أنّ الذي في بطني بهيمةٌ، وإنِّي لَأَجِدُ له ثِقَلًا، وقد خِفْتُ أن يكون مثلَ ما قال. فلم يكن لآدم وحواء هَمٌّ غير الذي في بطنها، فجعلا يدعوان الله؛ {دَعَوا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحًا} يقولان: لَئِن أعطيتنا هذا الولد سَوِيًّا صالحَ الخَلْق {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ} في هذه النعمة. فوَلَدَتْ سَوِيًّا صالِحًا، فجاءها إبليس وهي لا تعرفه، فقال: لِمَ لا تسميه بي كما وعدتِني. قالت: عبد الحرث. فكذَّبها، فسمَّتْه: عبد الحارث، فرَضِي به آدم، فمات الولد، {فَلَمّا آتاهُما صالِحًا} يعني: أعطاهما الولدَ صالحَ الخَلْقِ؛ {جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ} يعني: إبليس شريكًا في الاسم، سمَّتْه: عبد الحارث، فكان الشرك في الطاعة من غير عبادة، ولم يكن شِرْكًا في عبادة ربهم. ثُمَّ انقطع الكلام، فذكر كُفّارَ مكة، فرجع إلى أول الآية، فقال الله:{فَتَعالى اللَّهُ عَمّا يُشْرِكُونَ}
(1)
. (ز)
29763 -
عن سفيان: {جعلا له شركاء} ، قال: أشركاه في الاسم. قال: وكنية إبليس: أبو كَدُّوسٍ
(2)
. (6/ 705)
29764 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: وُلِد لآدم ولدٌ، فسمّاه: عبدَ الله، فأتاهما إبليس، فقال: ما سمَّيْتُما ابنَكما هذا؟ قال: عبد الله. وكان وُلِد لهما قبلَ ذلك ولد، فسمَّياه: عبدَ الله، فقال إبليس: أتظنّان أنّ الله تاركٌ عبدَه عندَكما، وواللهِ، ليَذْهبَنَّ به كما ذهَب بالآخر، ولكن أدلُّكما على اسمٍ يَبْقى لكما ما بَقِيتما، فسمِّياه: عبدَ شمس. فسمَّياه، فذلك قوله تعالى:{أيشركون ما لا يخلق شيئا}
(3)
[2710]. (6/ 701)
[2710] أفادت الآثارُ الاختلافَ في المراد بقوله تعالى: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} على قولين: أحدهما: أنّ آدم وحواء جعلا له شركاء في الاسم، لا في العبادة. وهذا قول ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والسديّ. والآخر: أنّ المعنيّ بذلك: رجل وامرأة من أهل الكفر، جعلا لله شركاء مِن الآلهة والأوثان حين رزقهما الولد. وهذا قول الحسن.
ورجَّحَ ابنُ جرير (10/ 629 - 630) القولَ الأولَ استنادًا إلى إجماع الحجة، فقال:«وأَوْلى القولين بالصواب قولُ مَن قال: عنى بقوله: {فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء} في الاسم، لا في العبادة، وأنّ المعنيَّ بذلك: آدم وحواء؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك. فإن قال قائل: فما أنت قائل -إذ كان الأمر على ما وصفتَ في تأويل هذه الآية، وأنّ المعنيَّ بها: آدم وحواء- في قوله: {فتعالى الله عما يشركون}؟ أهو استِنكافٌ من الله أن يكون له في الأسماء شريك، أو في العبادة؟ فإن قلت: في الأسماء. دلَّ على فساده قوله: {أيشركون ما لا يخلق شيئًا وهم يخلقون}. وإن قلتَ: في العبادة. قيل لك: أفكان آدمُ أشرك في عبادة الله غيره؟ قيل له: إنّ القول في تأويل قوله: {فتعالى عما يشركون} ليس بالذي طننتَ، وإنّما القول فيه: فتعالى الله عما يُشرِك به مشركو العرب من عبدة الأوثان. فأمّا الخبر عن آدم وحواء فقد انقضى عند قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما}، ثم استؤنف قوله: {فتعالى الله عما يشركون}» . واستشهد بأثر السديّ.
واسْتَدْرَكَ ابنُ عطية (4/ 110) على كلام ابن جرير الأخير قائلًا: «هذا تَحَكُّمٌ لا يُساعِدُه اللفظُ، ويَتَّجِه أن يُقال: تعالى الله عن ذلك اليسير المتوهم من الشرك في عبودية الاسم. ويبقى الكلام في جهة أبوينا آدم وحواء?، وجاء الضمير في {يشركون} ضمير جمع؛ لأنّ إبليس مُدَبِّرٌ معهما تسمية الولد: عبد الحارث» .
ورجَّحَ ابنُ كثير (6/ 485 بتصرف) القولَ الثاني مستندًا إلى السياق، فقال: «أمّا نحن فعلى مذهب الحسن البصري? في هذا، وأنّه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك: المشركون من ذريته، ولهذا قال الله:{فتعالى الله عما يشركون}
…
، فذكر آدم وحواء أولًا كالتوطئة لما بعدهم من الوالدين، وهو كالاستطراد من ذِكر الشخص إلى الجنس، كقوله:{ولَقَدْ زَيَّنّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ} الآية [الملك: 5]، ومعلوم أنّ المصابيح -وهي النجوم التي زينت بها السماء- ليست هي التي يُرْمى بها، وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها، ولهذا نظائر في القرآن».
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 79 - 80.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1635 (8664) من طريق أصبغ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.