الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29788 -
قال مقاتل بن سليمان: قال للنبي صلى الله عليه وسلم: {وإنْ تَدْعُوهُمْ إلى الهُدى} يعني: كفار مكة {لا يَسْمَعُوا} الهدى، {وتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إلَيْكَ
وهُمْ لا يُبْصِرُونَ}
(1)
. (ز)
{وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
29789 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} ما تَدْعوهم إليه مِن الهُدى
(2)
[2714]. (6/ 706)
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
(199)}
29790 -
عن الحسن البصري: {وهُمْ لا يُبْصِرُونَ} بقلوبهم
(3)
. (ز)
نزول الآية وتفسيرها
29791 -
عن جابر بن عبد الله -من طريق محمد بن المنكدر- قال: لَمّا نزَلت هذه الآية: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، ما
[2714] رجَّحَ ابنُ جرير (10/ 638) بالسياق أنّ المراد بالضمير المذكور في {ينظرون} و {يبصرون} : الأصنام. ووصْفُهم بالنظر كنايةٌ عن المحاذاة والمقابلة، وما فيها من تخييل النظر، كما تقول: دار فلان تنظر إلى دار فلان.
وعلَّقَ على قول مجاهد هذا بقوله: «كأنّ مجاهدًا وجَّه معنى الكلام إلى أنّ معناه: وترى المشركين ينظرون إليك وهم لا يبصرون، فهو وجْهٌ، ولكن الكلام في سياق الخبر عن الآلهة، فهو بوصفها أشبه» .
وذَهَبَ ابنُ كثير (6/ 488) إلى ما ذهب إليه ابنُ جرير.
ويُفْهَم ذلك أيضًا من كلام ابن عطية (4/ 116 بتصرف) حين بيَّنَ معنى الآية على اختيار ابن جرير، فقال: «ومعنى الآية على هذا تبيين جمودية الأصنام، وصغر شأنها
…
وإنّما تكرر القول في هذا، وترددت الآيات فيه؛ لأنّ أمر الأصنام وتعظيمها كان متمكنًا في نفوس العرب في ذلك الزمن، ومستوليًا على عقولها؛ فأوعب القول في ذلك لُطْفًا من الله تعالى بهم».
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 81.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 638، وابن أبي حاتم 5/ 1637. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
تفسير البغوي 3/ 316.
تأويلُ هذه الآية؟». قال: حتّى أسألَ. فصَعِد، ثم نزَل، فقال: يا محمد، إنّ الله يأمُرُك أن تصفحَ عمَّن ظَلَمك، وتعطيَ مَن حرَمك، وتَصِلَ مَن قطَعك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«ألا أدُلُّكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة» . قالوا: وما ذاك، يا رسول الله؟ قال:«تَعفُو عمَّن ظَلمك، وتُعْطِي مَن حرَمك، وتَصِلُ مَن قَطَعك»
(1)
[2715]. (6/ 708)
29792 -
عن عبد الله بن الزبير -من طريق هشام بن عروة، عن أبيه- قال: ما نزلت هذه الآيةُ إلّا في أخلاق الناس: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} . وفي لفظ: أمَر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يأخُذَ العفوَ مِن أخلاق الناس
(2)
. (6/ 707)
29793 -
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ مكارم الأخلاق عند الله أن تعفوَ عمَّن ظلَمك، وتصِلَ مَن قطَعك، وتعطِيَ مَن حرَمك» . ثم تلا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
(3)
. (6/ 712)
29794 -
عن قيس بن سعد بن عبادة -من طريق العلاء بن بدر- قال: لَمّا نظَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال: «واللهِ، لَأُمَثِّلَنَّ بسبعينَ منهم» . فجاءَه جبريل بهذه الآية: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} . فقال: «يا جبريل، ما هذا؟» . قال: لا أدري. ثم عادَ، فقال: إنّ الله يأمُرُك أن تَعْفُوَ عمَّن ظلَمك، وتَصِلَ مَن قطَعك، وتُعْطِيَ مَن حرَمك
(4)
. (6/ 709)
[2715] علَّقَ ابنُ عطية (4/ 117) على هذا الحديث مُبَيّنًا أنّ ما ورد فيه مِن مكارم الأخلاق إنّما هي غايات عُليا، وأنّ ما دونها مِن خير مطلوب فِعْلُه أيضًا، فقال:«هذا نصب غايات، والمراد: فما دون هذا من فعل الخير» .
_________
(1)
أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 1/ 477 - .
قال العراقي في تخريج الإحياء ص 930: «أخرجه ابن مردويه من حديث جابر، وقيس بن سعد بن عبادة، وأنس، بأسانيد حسان» . وقال ابن حجر في الفتح 8/ 306: «وروى الطبري مرسلًا، وابن مردويه موصولًا، من حديث جابر
…
».
(2)
أخرجه البخاري 6/ 60، 61 (4643، 4644)، وابن جرير 10/ 640.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 28 (1489)، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 329 دون ذكر الآية.
قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 2/ 850 (1694): «رواه عبد الحكيم بن عبد الله القسملي عن أنس، وعبد الحكيم منكر الحديث» .
(4)
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة 4/ 2310 (5697)، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 1/ 477 - ، من طريق محمد بن يونس، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، ثنا عبادة بن مسلم، عن العلاء بن بدر، عن قيس بن سعد بن عبادة به.
إسناده ضعيف؛ فيه محمد بن يونس وهو الكديمي، قال عنه ابن حجر في التقريب (6419):«ضعيف» .