الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزول الآية:
30016 -
عن أبي أيوب الأنصاري، قال: بعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فنصرها الله، وفتح عليها، فكان مَن أتاه بشيء نَفَّلَه من الخُمُس، فرجع رجال كانوا يستقدِمُون ويَقْتُلون ويأسِرون، وتركوا الغنائم خلفهم، فلم ينالوا من الغنائم شيئًا، فقالوا: يا رسول الله، ما بالُ رجالٍ مِنّا يستْقدِمون ويأسِرون، وتخلَّفَ رجالٌ لم يَصِلوا بالقتال، فنفَّلْتَهم من الغنيمة؟! فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزَل:{يسألونك عن الأنفال} الآية. فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«رُدُّوا ما أخذتم، واقْتَسِمُوهُ بالعدل والسَّوِيَّة، فإنّ الله يأمركم بذلك» . قالوا: قد أنفَقْنا وأكَلْنا. قال: «احتَسِبوا ذلك»
(1)
. (7/ 9)
30017 -
عن سعد بن أبي وقاص، قال: لما كان يوم بدر قُتِل أخي عُمير، وقَتَلْتُ سعيد بن العاصي، وأخذت سيفه، وكان يُسمى: ذا الكَتِيفَةِ، فأتيتُ به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «اذهب فاطرحه في القَبَضِ
(2)
». فرجَعتُ وبي ما لا يعلمه إلا الله مِن قتل أخي وأخذِ سَلَبي، فما جاوزتُ إلا يسيرًا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اذهب فخذ سيفك»
(3)
. (7/ 6)
30018 -
عن سعد بن أبي وقاص، قال: قلتُ: يا رسول الله، قد شفاني الله اليوم من المشركين، فهَبْ لي هذا السيف. قال:«إنّ هذا السيف لا لكَ ولا لي، ضَعْه» . فوضعتُه، ثم رجعتُ، قلتُ: عسى يُعطى هذا السيف اليوم مَن لا يُبْلِي بلائي، إذا رجلٌ يدعوني مِن ورائي، قلت: قد أُنزلَ فِيَّ شيءٌ؟ قال: «كنتَ سألتَني هذا السيف، وليس هو لي، وإني قد وُهِبَ لي، فهو لك» . وأنزل الله هذه الآية: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول}
(4)
. (7/ 6)
(1)
أخرجه إسحاق بن راهويه -كما في إتحاف الخيرة للبوصيري 6/ 212 (5712)، والمطالب العالية لابن حجر 14/ 672 (3613) -.
قال البوصيري: «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف واصل بن السائب» .
(2)
القَبَض -بالتحريك-: بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم. النهاية (قبض).
(3)
أخرجه أحمد 3/ 129 (1556)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 5/ 198 - 199 (983)، وابن جرير 11/ 16 - 17.
قال البوصيري في إتحاف الخيرة 6/ 212 (5710): «رواه أبو بكر بن أبي شيبة، بسند رواته ثقات» .
(4)
أخرجه أحمد 3/ 117 - 118 (1538)، وأبو داود 4/ 371 - 372 (2740)، والترمذي 5/ 314 - 315 (3333)، والحاكم 2/ 144 (2595)، وابن جرير 11/ 15 - 16، وابن أبي حاتم 5/ 1650 (8756). وأورده الثعلبي 4/ 325.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه» .
30019 -
عن سعد بن أبي وقاص، قال: أصاب رسول الله غنيمةً عظيمة، فإذا فيها سيف، فأخذتُه، فأتيتُ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نَفِّلْني هذا السيف، فأنا مَن عَلِمتَ. فقال:«رُدَّه مِن حيث أخَذْتَه» . فرجَعتُ به، حتى إذا أردتُ أن أُلقيَه في القَبَض لامَتْني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعْطِنيه. فشدَّ لي صوتَه، وقال:«رُدَّه من حيث أخَذْتَه» . فأنزل الله: {يسألونك عن الأنفال}
(1)
. (7/ 7)
30020 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-، قال: لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن قَتَل قتيلًا فله كذا وكذا، ومَن أسَر أسيرًا فله كذا وكذا» . فأما المَشْيَخَةُ فثبتُوا تحتَ الرايات، وأما الشُبّان فتسارعُوا إلى القتل والغنائم، فقالت المشيخةُ للشبان: أشرِكُونا معكم، فإنّا كنا لكم رِدْءًا، ولو كان منكم شيءٌ لَلجَأتم إلينا. فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت:{يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول} . فقسَم الغنائمَ بينهم بالسَّوِيَّة
(2)
. (7/ 10)
30021 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح-، قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قَتَل قتيلًا فله كذا، ومَن جاء بأَسِيرٍ فله كذا» . فجاء أبو اليَسَرِ بن عمرو الأنصاري بأسيرين، فقال: يا رسول الله، إنك قد وعدتنا. فقام سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إنك إن أعطيت هؤلاء لم يَبْقَ لأصحابك شيء، وإنه لم يَمْنَعْنا مِن هذا زهادة في الأجر، ولا جُبْن عن العدو، وإنما قمنا هذا المقام محافظة عليك أن يأتوك مِن ورائك. فتشاجروا، فنزَل القرآن:{يسألونك عن الأنفال} . وكان أصحابُ عبد الله يقرءونها: (يَسْأَلُونَكَ الأَنفالَ قُلِ الأَنفالُ للهِ والرَّسُولِ فاتَّقُواْ اللهَ وأَصْلِحُواْ ذاتَ بَيْنِكُمْ فِيما تَشاجَرْتُم بِهِ)، فسلَّموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن:{واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} إلى آخر الآية [الأنفال: 41]
(3)
. (7/ 11)
(1)
أخرجه مسلم 4/ 1877 (1748) مطولًا.
(2)
أخرجه أبو داود 4/ 369 - 371 (2737 - 2739)، وابن حبان 11/ 490 (5093)، والحاكم 2/ 143 (2594)، 2/ 241 (2876)، وابن جرير 11/ 12، 13.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، فقد احتج البخاري بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود بن أبي هند، ولم يُخَرِّجاه» . وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح، ولم يُخَرِّجاه» . وقال الرباعي في فتح الغفار 4/ 1793 (5264): «صححه أبو الفتح في الاقتراح على شرط البخاري» .
(3)
أخرجه عبد الرزاق 5/ 239 (9483)، وأبو نعيم في الحلية 7/ 102.
إسناده ضعيف جدًّا، وينظر مقدمة الموسوعة.
(وأَصْلِحُواْ ذاتَ بَيْنِكُمْ فِيما تَشاجَرْتُم بِهِ) قراءة شاذة.
30022 -
عن عثمان بن الأرقم، عن عمه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «ردوا ما كان من الأنفال» . فوضع أبو أُسَيْدٍ الساعدي سيفَ ابن عائذ المَرْزُبان، فعرفه الأرقم، فقال: هَبْه لي يا رسول الله. قال: فأعطاه إياه
(1)
. (ز)
30023 -
عن أبي أُمامة، قال: سألتُ عبادة بن الصامت عن الأنفال. فقال: فينا أصحابَ بدر نزلت حين اختلفنا في النَّفْل، فساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله مِن أيدينا، وجَعَلَه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقَسَمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بَواءٍ. يقول: عن سواءٍ
(2)
. (7/ 8)
30024 -
عن عبادة بن الصامت -من طريق أبي أمامة-، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهِدتُ معه بدرًا، فالتَقى الناس، فهَزَمَ الله العدوَّ، فانطَلَقَتْ طائفة في آثارهم يَهْزِمون ويَقْتُلُون، وأكَبَّتْ طائفة على العسكر يَحُوزُونه ويَجمَعونه، وأحدَقَت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُصِيب العدوُّ منه غِرَّةً، حتى إذا كان الليل، وفاءَ الناس بعضُهم إلى بعض، قال الذين جمَعوا الغنائم: نحن حَوَيناها وجمَعناها، فليس لأحدٍ فيها نصيب. وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحَقَّ بها منّا، نحن نفَيْنا عنها العدو وهزَمْناهم. وقال الذين أحدقُوا برسول الله صلى الله عليه وسلم: لستم بأحقِّ بها منّا، نحن أحْدَقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخِفنا أن يُصيبَ العدو منه غِرَّة، واشتَغَلنا به. فنزَلت:{يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} ، فقسَمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغارَ في أرض العدو نفَّلَ الربُع، وإذا أقْبَلَ راجعًا وكَلَّ الناس نفَّلَ الثلث، وكان يَكرَهُ الأنفال، ويقول:«لِيَرُدَّ قويُّ المسلمين على ضعيفهم»
(3)
. (7/ 9)
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 18، من طريق يحيى بن عمران، عن جده عثمان بن الأرقم = وعن عمه، عن جده به.
إسناده ضعيف، فيه يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم، قال أبوحاتم في الجرح والتعديل 9/ 178:«سألت أبي عنه، فقال: مجهول» .
(2)
أخرجه أحمد 37/ 410 - 411 (22747)، 37/ 414 - 515 (22753)، والحاكم 2/ 148 (2608)، 2/ 356 (3259)، وابن جرير 11/ 14 - 15، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 10 - . وأورده الثعلبي 4/ 325.
قال الحاكم في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 26 (11024، 11025): «رواه أحمد
…
ورجال الطريقين ثقات».
(3)
أخرجه أحمد 37/ 421 - 422 (22762)، وابن حبان 11/ 193 (4855)، والحاكم 2/ 147 (2607)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 5/ 187 - 188 (982)، وابن أبي حاتم 5/ 1653 - 1654 (8768).
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 6/ 92 (10032): «ورجال أحمد ثقات» . وقال الشوكاني في الدراري المضيئة 2/ 449: «أحمد برجال الصحيح» .
30025 -
عن عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بني ساعدة، قال: سمعت أبا أُسيد مالك بن ربيعة، يقول: أصبت سيف ابن عائذ يوم بدر، وكان السيف يُدْعى: المَرْزُبان، فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَرُدُّوا ما في أيديهم من النَّفْل أقبلت به، فألقيته في النفل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع شيئًا يُسْأَله، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه إياه
(1)
. (ز)
30026 -
عن سعد بن أبي وقاص، قال: نَفَّلَني النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر سيفًا، ونَزَلَ فِيَّ النَّفْل
(2)
.
(7/ 8)
30027 -
عن سعد بن أبي وقاص -من طريق مصعب بن سعد-، قال: أصبتُ سيفًا يوم بدر، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، نفِّلْنيه. فقال:«ضَعْه مِن حيث أخَذْتَه» . فنزلت: {يسألونك عن الأنفال} . وهي في قراءة عبد الله هكذا: (يسْألُونَك الأنفالَ)
(3)
. (7/ 8)
30028 -
عن سعد بن أبي وقاص، قال: نزَلتْ فِيَّ أربع آيات: بِرُّ الوالدين، والنَّفْلُ، والثُّلُثُ، وتحريم الخمر
(4)
. (7/ 7)
30029 -
عن سعد بن أبي وقاص -من طريق مصعب بن سعد-، قال: نزَلتْ فِيَّ أربع آيات من كتاب الله؛ كانت أمي حلَفَتْ ألّا تأكل ولا تشرب حتى أفارقَ محمدًا صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله:{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} [لقمان: 15]. والثانية أني كنتُ أخذتُ سيفًا أعجبني، فقلتُ: يا رسول الله، هبْ لي هذا. فنزَلت:{يسألونك عن الأنفال} . والثالثة أني مرِضتُ، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، إني أريدُ أن أقْسِمَ مالي،
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 17.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
أخرجه أحمد 3/ 136 - 137 (1567) بنحوه، والطيالسي في مسنده 1/ 168 - 169 (205)، وأبونعيم في معرفة الصحابة 1/ 130 (504)، من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه.
إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن قد أخرجه مسلم 3/ 1367 (1748) من نفس الطريق بنحوه مختصرًا، دون ذكر القراءة في الآية.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
أفأُوصِي بالنصف؟ قال: «لا» . فقلتُ: الثلث؟ فسكت، فكان الثلثُ بعدَه جائزًا. والرابعةُ أنِّي شربت الخمر مع قوم من الأنصار، فضرب رجلٌ منهم أنفي بِلَحْيِ جمل، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزَل الله تحريم الخمر
(1)
. (7/ 7)
30030 -
عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من بدر، وقدِمَ المدينة؛ أنزل الله عليه سورة الأنفال، فعاتَبَه في إحلال غنيمة بدر؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسَمَها بين أصحابه؛ لِما كان بهم من الحاجة إليها، واختلافِهم في النفْل، يقول الله:{يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} ، فرَدَّها الله على رسوله، فقَسَمها بينهم على السواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعتُه، وطاعةُ رسوله، وصلاحُ ذات البَيْن
(2)
. (7/ 12)
30031 -
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، أن الناس سألوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم بدر، فنزلتْ:{يسألونك عن الأنفال}
(3)
. (7/ 10)
30032 -
عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّة، فمكث ضعفاء الناس في العسكر، فأصاب أهل السريَّة غنائم، فقَسَمها رسول الله بينهم كلهم، فقال أهل السريَّة: يُقاسمُنا هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يَشْخَصُوا معنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهل تُنْصَرون إلا بضُعفائِكم» . فأنزَل الله: {يسألونك عن الأنفال}
(4)
. (7/ 12)
30033 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول} ، قال: الأنفال المغانم، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة، ليس لأحدٍ منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتَوْه به، فمن حبَسَ منه إبرةً أو
(1)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 22 (24) واللفظ له، ومسلم 3/ 1367، 4/ 1877، 1878 (1748).
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 20 من طريق عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به.
إسناده ضعيف؛ فيه الحجاج بن أرطاة، وهو كما قال ابن حجر في التقريب (1119):«صدوق كثير الخطأ والتدليس» . وقد نصّ الأئمة على تدليسه في عمرو بن شعيب خاصة، فقال ابن معين:«صدوق ليس بالقوي، يدلّس عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عمرو بن شعيب» . وقال أبو حاتم: «صدوق، يدلس عن الضعفاء» . وقال ابن المبارك: «كان الحجاج يدلّس، وكان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب ممّا يحدثه العرزمي، والعرزمي متروك لا نُقِرُّ به» . ينظر: تهذيب الكمال للمزّي 5/ 425.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
سِلْكًا فهو غُلول، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعطِيَهم منها شيئًا، فأنزَل الله:{يسألونك عن الأنفال قل الأنفال} لي، جعلتُها لرسولي، ليس لكم فيها شيء، {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} إلى قوله:{إن كنتم مؤمنين} . ثم أنزَل الله: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} الآية [الأنفال: 41]، ثم قسَم ذلك الخُمُسَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولذي القُربى واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وجعل أربعة أخماس الناس فيه سواء؛ للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، وللراجل سهم
(1)
. (7/ 14)
30034 -
عن الحجاج بن سُهيل النَّصْري، وقيل: إن له صحبةً -من طريق مكحول-، قال: لما كان يوم بدر قاتَلَت طائفةٌ من المسلمين، وثبتَتْ طائفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت الطائفة التي قاتَلَت بالأسلاب وأشياء أصابوها، فقُسِمتِ الغنيمة بينهم، ولم يُقْسَم للطائفة التي لم تقاتِل، فقالت الطائفة التي لم تقاتِل: اقسِمُوا لنا. فأبَت، وكان بينهم في ذلك كلام، فأنزل الله:{يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} ، فكان صلاح ذات بينهم أن ردُّوا الذي كانوا أُعطُوا ما كانوا أخَذوا
(2)
. (7/ 13)
30035 -
عن سعيد بن جبير -من طريق أبي معاوية البَجَلِيِّ-: أن سعدًا ورجلًا من الأنصار خرجا يَتَنَفَّلان، فوجدا سيفًا مُلقًى، فخَرّا عليه جميعًا، فقال سعد: هو لي. وقال الأنصاري: هو لي. قال: لا أُسْلِمُه حتى آتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتَياه، فقصّا عليه القصة، فقال رسول الله:«ليس لك يا سعد، ولا للأنصاري، ولكنه لي» . فنزلت: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله} . يقول: سلِّما السيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم نُسِخَت هذه الآية، فقال:{واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} [الأنفال: 41]
(3)
. (7/ 12)
30036 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح-: أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن
(1)
أخرجه البيهقي في الكبرى 6/ 479 - 480 (12718)، وابن جرير 11/ 19 - 20، وابن أبي حاتم 5/ 1649 (8754)، 5/ 1653 (8766).
قال الألباني في الإرواء 5/ 63 عن سند البيهقي: «هذا سند ضعيف، فيه عِلَّتان» .
(2)
أخرجه ابن عساكر 12/ 98.
(3)
أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص 455 - 456.
قال النحاس: «هذه الزيادة حسنة، وإن كانت غير متصلة» .
الخُمُس بعد الأربعة الأخماس، فنزلت:{يسألونك عن الأنفال}
(1)
. (7/ 12)
30037 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق إبراهيم بن مهاجر- في قوله: {يسألونك عن الأنفال} ، قال: قال سعد: كنت أخذت سيف سعيد بن العاص بن أُمَيَّة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أعطني هذا السيف، يا رسول الله. فسكت، فنزلت:{يسألونك عن الأنفال} إلى قوله: {إن كنتم مؤمنين} ، قال: فأعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
. (ز)
30038 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، {يسألونك عن الأنفال} ، قال: كان هذا يوم بدر
(3)
. (7/ 12)
30039 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق داود- في هذه الآية: {يسألونك عن الأنفال، قل الأنفال لله والرسول} ، قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صنع كذا فله من النفل كذا» . فخرج شبان الرجال، فجعلوا يصنعونه، فلما كان عند القسمة، قال الشيوخ: نحن أصحاب الرايات، وقد كنا رِدْءًا لكم. فأنزل الله في ذلك:{قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}
(4)
. (ز)
30040 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} ، قال: كان نبي الله يُنَفِّل الرجل من المؤمنين سَلَب الرجل من الكفار إذا قتله، ثم أنزل الله:{فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}
(5)
. (ز)
30041 -
قال عبد الملك ابن جريج: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّل الرجل من المؤمنين سَلَب الرجل من الكفار إذا قتله، وكان يُنَفِّل على قدر عنائه وبلائه، حتى إذا كان يوم بدر ملأ الناس أيديهم غنائم، فقال أهل الضعف: ذهب أهل القوة بالغنائم. فنزلت: {قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}
(6)
. (ز)
30042 -
عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- قال: لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن جاء برأسٍ فله كذا وكذا، ومَن جاء بأسير فله كذا وكذا» . فلما هُزِم المشركون تبعهم أناس من المسلمين، وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم ناس، فقال الذين بقوا
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 10.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 18.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 14.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 25.
(6)
تفسير الثعلبي 4/ 327.
مع النبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، والله ما منعنا أن نصنع كما صنع هؤلاء، وأن نتبعهم ضعف بنا ولا تقصير، ولكن كرهنا أن يُغَرَّ بك وندعك وحدك. قال: فتَمارَوْا في ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى:{يسألونك عن الأنفال} . ثم أخبر الله تعالى بمواضعها، فقال:{واعلموا أنما غنمتم من شيء، فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} [الأنفال: 41] الآية
(1)
. (ز)
30043 -
قال محمد بن السائب الكلبي: بلَغَنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صافَّ المشركين يوم بدر، قال -لِيُحَرِّض الناس على القتال-:«إن الله وعدني أن يفتح لي بدرًا، وأن يغنمني عسكرهم؛ فمن قتل قتيلًا فله كذا وكذا من غنيمتهم -إن شاء الله-» . فلما تَوافَدُوا أدخل الله في قلوب المشركين الرُّعب، فانهزموا، فأتبعهم سَرَعانٌ
(2)
من الناس؛ فقتلوا سبعين، وغنموا العسكر وما فيه، وأقام وجوه الناس مع رسول الله في مَصافِّه، فلم يشُذَّ عنه منهم أحد، ثم قام أبو اليَسَر بن عمرو الأنصاري من بني سلمة فكَلَّم رسول الله، فقال: يا رسول الله، إنك وعدت من قتل قتيلًا أو أسر أسيرًا من غنيمة القوم الذي وعدتهم، وإنا قتلنا سبعين، وأسرنا سبعين. ثم قام سعد بن معاذ، فقال: يا رسول الله، إنه ما منعنا أن نطلب كما طلب هؤلاء زهادة في الأجر، ولا جبن عن العدو، ولكنا خفنا أن نُعَرِّي صَفَّك فتعطف عليك خيل المشركين. فأعرض عنهما رسول الله. ثم قال أبو اليَسَر مثل كلامه الأول، وعاد سعد فتكلم مثل كلامه الأول. وقال: يا رسول الله، الأسارى والقتلى كثير، والغنيمة قليلة، وإن تُعْطِ هؤلاء الذي ذكرت لهم لم يَبْقَ لسائر أصحابك كبير شيء. فنزلت هذه الآية:{يسألونك عن الأنفال} فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار
(3)
. (ز)
30044 -
قال مقاتل بن سليمان: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفالِ} وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: «إن الله وعدني النصر أو الغنيمة، فمن قتل قتيلًا، أو أسر أسيرًا فله من عسكرهم كذا وكذا -إن شاء الله-، ومن جاء برأس فله غُرَّة» . فلما تواقعوا انهزم المشركون وأَتْبَعَهُم سَرَعانُ الناس، فجاءوا بسبعين أسيرًا، وقتلوا سبعين رجلًا، فقال أبو اليَسَر الأنصاري: أعطِنا ما وعدتنا من الغنيمة. وكان قَتَل رجلين، وأَسَر رجلين؛
(1)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 5/ 239 (9484)، وفي تفسيره 2/ 111 (989).
(2)
السَّرَعان -بفتح السين والراء، ويجوز تسكين الراء-: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويُقْبِلون عليه بسُرْع. النهاية (سرع).
(3)
أورده يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 164 - 165 - .
العباس بن عبد المطلب، وأبا عَزَّةَ بن عُمَيْرِ بن هشام بن عبد الدار، وكان معه لواء المشركين يوم بدر، قال سعد بن عبادة الأنصاري من بنى ساعدة للنبي صلى الله عليه وسلم: ما منعنا أن نطلب المشركين كما طلب هؤلاء زهادة فى الآخرة، ولا جُبْنٌ عن العدو، ولكن خفنا أن نُعَرِّي صفك، فتعطف عليك خيل المشركين أو رجالاتهم، فتصاب بمصيبة، فإن تُعْطِ هؤلاء ما ذكرت لهم لم يبق لسائر أصحابك كبير شيء. فأنزل الله عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفالِ} ، يعني: النافلة التي وعدتهم، يعني: أبا اليَسَر اسمه كعب بن عمرو الأنصاري من بني سَلِمَةَ بنِ جُشَمَ بن مالك، ومالك بن دُخْشُمٍ الأنصاري من بني عوف بن الخزرج، فأنزل الله عز وجل:{قل} لهم يا محمد: {الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}
…
، لما نزلت هؤلاء الآيات قالوا: سمعنا وأطعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم تُقْسَمِ الغنيمةُ حتى رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فقسم بينهم بالسوية، ورفع الخمس منه
(1)
. (ز)
30045 -
عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجّاج-: {يسألونك عن الأنفال} ، قال: نزلت في المهاجرين والأنصار ممن شهد بدرًا. قال: واختلفوا، فكانوا أثلاثًا. قال: فنزلت: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول} ، ومَلَّكه الله رسوله، يقسمه كما أراه الله
(2)
. (ز)
30046 -
عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حَجّاج- قال: بلغني: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُنَفِّل الرجل على قدر جِدِّه وغنائه على ما رأى، حتى إذا كان يوم بدر وملأ الناس أيديهم غنائم، قال أهل الضعف من الناس: ذهب أهل القوة بالغنائم. فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت:{قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} ، لِيَرُدَّ أهل القوة على أهل الضعف
(3)
. (ز)
30047 -
قال محمد بن إسحاق: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما في العسكر، فجُمِعَ، فاختلف المسلمون فيه، فقال من جمعه: هو لنا، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَّل كلَّ امرئٍ ما أصاب. وقال الذين كانوا يقاتلون العدو: لولا نحن ما أصبتموه. وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأينا أن نقتل العدو، وأن نأخذ المتاع، ولكنا خِفْنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كَرَّة العدوِّ، وقمنا دونه، فما أنتم بأحق به
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 99 - 100.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 20.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 25.