الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(10)}
30275 -
عن أبي العالية الرياحي -من طريق الربيع بن أنس- {إن الله عزيز حكيم} ، يقول: عزيز في نقمته إذا انتقم، حكيم في أمره
(1)
. (ز)
30276 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} يعني: منيع، {حَكِيمٌ} في أمره حكم النصر
(2)
. (ز)
30277 -
قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {عزيز حكيم} : العزيز في نصرته ممن كفر به إذا شاء
(3)
[2752]. (ز)
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ
(11)}
قراءات:
30278 -
عن داود بن أبي هند، قال: قرأ رجل عند سعيد بن المسيب: {ويُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ} . فقال سعيد: إنما هي: (وُينْزِلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّماءِ مَآءً لِّيُطْهِرَكُم بِهِ)
(4)
. (ز)
نزول الآية:
30279 -
عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق يونس- في قوله: «إذْ يَغْشاكُمُ النُّعاسُ أمَنَةً مِّنْهُ» ، قال: بلَغَنا: أن هذه الآية أُنزلت في المؤمنين يومَ بدر فيما أغْشاهم اللهُ من النعاس أمنةً منه
(5)
. (7/ 56)
[2752] قال ابنُ عطية (4/ 144): «هذه القصة كلها -مِن قصة الكفار، وغلبة المؤمنين لهم- تليق بها مِن صفات الله عز وجل العزة والحكمة إذا تُؤُمِّل ذلك» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1664.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 103.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1664.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 68.
و (لِّيُطْهِرَكُم) بإسكان الطاء مخففة قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص 54.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1664.
30280 -
قال محمد بن السائب الكلبي: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه} إلى قوله: {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} ، بلغنا: أن المشركين سبقوا رسول الله إلى ماء بدر، فقدم رسول الله، فنزل حيالهم، بينه وبينهم الوادي، ونزل على غير ماء، فقذف الشيطان في قلوب المؤمنين أمرًا عظيمًا، فقال: زعمتم أنكم عباد الله، وعلى دين الله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلُّون مُحْدِثين مُجْنِبِين، فأحب الله أن يُذْهِب من قلوبهم رجز الشيطان، فغَشّى المؤمنين نعاسًا أمنةً منه، وأنزل من السماء ماء ليطهرهم به من الأحداث والجنابة، ويذهب عنهم رجز الشيطان؛ ما كان قذفه في قلوبهم، وليربط على قلوبهم، ويثبت به الأقدام، وكان بطن الوادي فيه رملة تغيب فيها الأقدام، فلما مطر الوادي اشتدت الرملة فمشى عليها الرجال، واتخذ رسول الله حِياضًا على الوادي، فشرب المسلمون منها، واستقوا، ثم صفوا، وأوحى ربك إلى الملائكة:{أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب}
(1)
. (ز)
30281 -
قال مقاتل بن سليمان: وقوله: {إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ} وذلك أن كفار مكة سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ماء بدر، فخَلَّفوا الماء وراء ظهورهم، ونزل المسلمون حيالهم على غير ماء [2753]، وبينهم وبين عدوهم بطن واد فيه رَمْل، فمكث المسلمون يومًا وليلة يصلون مُحْدِثين مُجْنِبِين، فأتاهم إبليس -لعنه الله- فقال لهم: أليس قد زعمتم أنكم أولياء الله على دينه، وقد غُلبتم على الماء، تُصلُّون على غير طهور، وما يمنع القوم من قتالكم إلا ما أنتم فيه من العطش والبلاء، حتى إذا انقطعت رقابكم من العطش قاموا إليكم فلا يبصر بعضكم بعضًا، فيقرنونكم بالحبال، فيقتلون منكم من
[2753] علَّقَ ابنُ عطية (4/ 147) على هذا القول بقوله: "الصحيح من القول -وهو الذي في سيرة ابن إسحاق، وغيرها-: أن المؤمنين سبقوا إلى الماء ببدر، وفي هذا كلام حُباب بن المنذر الأنصاري حين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أول ماء، فقال له حباب: أبِوَحْي يا رسول الله هو المنزل؛ فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو عندك الرأي والمكيدة. الحديث المستوعب في السيرة
…
ولكن نزول المطر كان قبل وصولهم إلى الماء، وذلك أن القوم من المؤمنين لحقتهم في سفرهم الجنابات، وعدموا الماء قريب بدر، فصلوا كذلك».
وبنحوه قال ابنُ كثير (7/ 31).
_________
(1)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 167 - .