الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمّا نفصل: فنُبَيِّن
(1)
. (ز)
29496 -
قال مقاتل بن سليمان: {وكذلك نفصل الآيات} يعني: هكذا نُبَيِّن الآيات في أمر الميثاق، {ولعلهم} يعني: لكي {يرجعون} إلى التوبة
(2)
. (ز)
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}
نزول الآية، وتفسيرها:
29497 -
عن سعيد بن المسيب -من طريق الزهري- قال: قدِمَتِ الفارِعَةُ أختُ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، فقال لها:«هل تحفظين من شِعر أخيكِ شيئًا؟» . قالت: نعم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا فارِعةُ، إنّ مَثَلَ أخيك كمَثَلِ الذي آتاه الله آياته فانسَلَخَ منها»
(3)
. (6/ 675)
29498 -
عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي- قال: قال أميةُ بن أبي الصَّلْت:
ألا رسولٌ لنا مِنّا يُخَبِّرُنا
…
ما بُعدُ غايتِنا من رأسِ مَجْرانا
قال: ثم خرَج أُمَيَّةُ إلى البحرين، وتنبَّأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأقام أُمَيَّةُ بالبحرين ثماني سنين، ثم قَدِم، فلقِيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في جماعةٍ من أصحابه، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وقرأ عليه: بسم الله الرحمن الرحيم {يس والقرآن الحكيم} ، حتى إذا فرَغ منها وثَب أميةُ يجرُّ رِجْلَيه، فتَبِعته قريشٌ تقول: ما تقولُ، يا أُمَيَّة؟ قال: أشهدُ أنّه على الحقِّ. قالوا: فهل تتَّبعُه؟ قال: حتى أنظرَ في أمرِه. ثم خرَج أُمَيَّةُ إلى الشام، وقدِم بعد وقْعةِ بدر يريدُ أن يُسلِمَ، فلمّا أُخبِر بقتلى بدرٍ ترَك الإسلام، ورجَع إلى الطائف، فمات بها. قال: ففيه أنزَل الله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}
(4)
. (6/ 675)
29499 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق- في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هو بَلْعَمُ. وقال: نزلت في أُمَيَّة
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1616.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 74.
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه 9/ 282 - 284 مُطَوَّلًا.
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه 9/ 285 - 287 مطولًا.
(5)
أخرجه النسائي في سننه الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) 10/ 103 (11129)، كما أخرجه من طريق نافع بن عاصم رقم (11128) بلفظ: نزلت في أمية، وأخرجه الحاكم (ت: مصطفى عطا) 2/ 356 (3258/ 375) عنه أنّه بلعم، وابن أبي حاتم 5/ 1616.
29500 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق- {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هو رجلٌ من بني إسرائيل، يُقال له: بَلْعَمُ بن أبَر
(1)
. (6/ 672)
29501 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق يعقوب ونافع ابنَيْ عاصم- {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هو أُمَيَّةُ بن أبي الصَّلْت الثقفي. وفي لفظ: نزَلَت في صاحبِكم أمية بن أبي الصَّلْت
(2)
. (6/ 675)
29502 -
عن نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود، قال: إنِّي لفي حلْقةٍ فيها عبد الله بن عمرو بن العاص، فقرَأ رجلٌ من القوم الآيةَ التي في الأعراف:{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} . فقال: أتدرون مَن هو؟ فقال بعضهم: هو صَيْفِيُّ بن الراهب. وقال بعضهم: هو بَلْعَمُ -رجلٌ من بني إسرائيل-. فقال: لا. فقالوا: مَن هو؟ قال: أميةُ بن أبي الصَّلْت
(3)
. (6/ 676)
29503 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عمران بن الحارث، وغيره- قال: هو بَلْعَمُ بن باعوراء. وفي لفظ: بَلعامُ بن باعر الذي أُوتيَ الاسم، كان في بني إسرائيل
(4)
. (6/ 673)
29504 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} الآية، قال: هو رجلٌ من مدينة الجبّارين، يُقال له: بَلْعَمُ. تعلَّم اسمَ الله الأكبر، فلمّا نزَل بهم موسى أتاه بنو عمِّه وقومُه، فقالوا: إنّ موسى رجلٌ حديد، ومعه جنود كثيرة، وإنه إن يظهَرْ علينا يُهلِكْنا، فادعُ اللهَ أن يردَّ عنا موسى
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 243، والنسائي في الكبرى (11193)، وابن جرير 10/ 567 - 568، وابن أبي حاتم 5/ 1616، والطبراني (9064). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (11192)، وابن جرير 10/ 570، وابن أبي حاتم 5/ 1616، 1620، والطبراني -كما في المجمع 7/ 25 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1616، وابن مردويه -كما في البداية 3/ 275 - ، وابن عساكر 9/ 265. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 10/ 567 بلفظ: بلعم بن باعرا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
ومَن معه. قال: إنِّي إن دعوتُ الله أن يردَّ موسى ومَن معه مضَت دنياي وآخرتي. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم، فسُلِخ
(1)
مما كان فيه
(2)
. (6/ 673)
29505 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه} الآية، قال: هو رجلٌ أُعطِيَ ثلاثَ دعواتٍ يُستجابُ له فيهن، وكانت له امرأةٌ له منها ولد، فقالت: اجعَلْ لي منها واحدة. قال: فلكِ واحدةٌ، فما الذي تُريدين؟ قالت: ادعُ الله أن يجعَلَني أجملَ امرأة في بني إسرائيل. فدعا الله، فجعَلها أجملَ امرأةٍ في بني إسرائيل، فلما علِمت أن ليس فيهم مثلُها رغِبَتْ عنه، وأرادت شيئًا آخر، فدعا اللهَ أن يجعلَها كلبةً، فصارت كلبة، فذهبت دعوتان، فجاء بنوها، فقالوا: ليس بنا على هذا قرارٌ، قد صارت أمُّنا كلبةً يُعيِّرُنا الناس بها، فادعُ الله أن يردَّها إلى الحال التي كانت عليه. فدعا اللهَ، فعادت كما كانت، فذهبت الدعوات الثلاث، وسُمِّيت: البَسُوس
(3)
. (6/ 674)
29506 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قال: هو رجلٌ يُدعى: بَلْعَم، من أهل اليمن، آتاه الله آياتِه، فترَكَها
(4)
. (6/ 675)
29507 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الشعبي- في هذه الآية: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هو رجل من بني إسرائيل يُقال له: بَلْعَمُ بن باعُورا. وكانت الأنصار تقول: هو ابن الراهب الذي بُنِي له مسجد الشِّقاق. وكانت ثقيفٌ تقول: هو أُمَيَّةُ بن أبي الصَّلْت
(5)
. (6/ 676)
29508 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة- قال: هو صَيْفِيُّ بن الراهب
(6)
. (6/ 677)
29509 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد، وعكرمة- قال: كان في بني إسرائيل بَلعامُ بن باعرَ أوتي كتابًا
(7)
. (ز)
29510 -
عن كعب الأحبار -من طريق قتادة- في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه
(1)
كل شيء خرج من شيء فقد انسلخ منه. جمهرة اللغة (سلخ).
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 568، 570، وابن أبي حاتم 5/ 1616، 1617. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1617 - 1618. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(4)
أخرجه ابن جرير 10/ 569، 575، وابن أبي حاتم 5/ 1618.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1617. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1616.
(7)
تفسير مجاهد ص 346، وأخرجه ابن جرير 10/ 573.
آياتنا}: هو بَلْعَمُ بن [باعُورا]، وكان رجلًا من أهل البَلْقا
(1)
، وكان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب، مع الجبابرة الذين كانوا ببيت المقدس
(2)
. (6/ 677)
29511 -
عن سعيد بن جبير، في قوله:{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: كان اسمُه: بَلْعَم، وكان يُحسِنُ اسمًا من أسماء الله، فغَزاهم موسى في سبعين ألفًا، فجاءَه قومُه، فقالوا: ادعُ الله عليهم. وكانوا إذا غَزاهم أحدٌ أتَوه، فدَعا عليهم، فهَلَكوا، وكان لا يَدْعو حتى يَنامَ فيَنظُرَ ما يُؤْمَرُ به في منامه، فنام، فقيل له: ادعُ الله لهم، ولا تدعُ عليهم. فاستَيقَظ، فأبى أن يَدعُوَ عليهم، فقال لهم: زَيِّنوا لهم النساء؛ فإنّهم إذا رَأَوهنَّ لم يَصْبِروا حتى يُصِيبوا من الذنوب، فتُدالُوا عليهم
(3)
.
(6/ 680)
29512 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {فانسلخ منها} ، قال: بَلعامُ بن باعرَ، من بني إسرائيل
(4)
. (ز)
29513 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي سعد، عن رجل حدَّثه- في الآية، قال: هو نبيٌّ في بني إسرائيل -يعني: بَلْعَمَ- أُوتِي النبوة، فَرَشاه قومُه على أن يَسْكُتَ، ففعَل، وترَكهم على ما هم عليه
(5)
. (6/ 677)
29514 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك- في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: أُناسٌ من اليهود والنصارى والحنفاء، مِمَّن أعطاهم الله مِن آياته وكتابه، فانسَلَخ منها، فجعَله مِثْل الكلب
(6)
. (6/ 678)
29515 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق حصين- قال في الذي {آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هو بَلْعامُ
(7)
. (ز)
29516 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عبد العزيز، عن رجل- قال:
(1)
ذكر في معجم البلدان 1/ 489 أن البَلْقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، ومنها قرية الجبارين.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1617.
(3)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(4)
تفسير مجاهد ص 346، وأخرجه ابن جرير 10/ 568. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 153 - باسم: بلعان بن بعران.
(5)
أخرجه ابن جرير 10/ 573 - 574.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1618. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(7)
أخرجه ابن جرير 10/ 568.
قالت امرأةٌ منهم: أرُوني موسى، فأنا أفْتِنُه. قال: فتَطَيَّبَتْ، فمَرَّت على رجل يشبه موسى، فواقعها، فأتى ابنُ هارون، فأُخْبِر، فأخذ سيفًا، فطعن به في إحْلِيلِه حتى أخرجه وأخرجه مِن قُبُلِها، ثم رفعهما حتى رآهما الناس، فعلم أنه ليس موسى، ففُضِّل آلُ هارون في القُرْبان على آل موسى بالكَتِف والعَضُدِ والفَخِذِ. قال: فهو {الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، يعني: بَلْعَمَ
(1)
. (ز)
29517 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هذا مَثَلٌ ضرَبه الله لِمَن عُرِض عليه الهُدى، فأَبى أن يَقْبَلَه، وترَكه
(2)
. (6/ 678)
29518 -
قال قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر-: يشك فيه، يقول بعضهم: بَلْعَمُ. ويقول بعضهم: أمية بن أبي الصلت
(3)
. (ز)
29519 -
عن قتادة بن دعامة: أنّه أمية بن أبي الصلت
(4)
. (ز)
29520 -
عن مالك بن دينار -من طريق جعفر بن سلمة- قال: بعَث نبيُّ الله موسى بَلْعامَ بن باعُورا إلى مَلِك مَدْيَنَ يَدْعوهم إلى الله، وكان مُجابَ الدعوة، وكان من علماء بني إسرائيل، فكان موسى يُقَدِّمُه في الشدائد، فأقطَعَه وأعطاه، فترَك دينَ موسى، وتَبِع دينَه؛ فأنزَل الله:{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}
(5)
. (6/ 677)
29521 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: إنّ الله لَمّا انقضت الأربعون سنة -يعني: التي قال الله فيها: {إنها محرمة عليهم أربعين سنة} [المائدة: 26]- بعث يُوشَع بن نُون نبيًّا، فدعا بني إسرائيل، فأخبرهم أنّه نبيٌّ، وأنّ الله قد أمره أن يُقاتِل الجبّارين، فبايعوه، وصدَّقوه. وانطلق رجل مِن بني إسرائيل يقال له: بَلْعَمُ، وكان عالِمًا يعلم الاسمَ الأعظمَ المكتوم، فكفر، وأتى الجبّارين، فقال: لا تَرْهَبُوا بني إسرائيل، فإنِّي إذا خرجتم تقاتلونهم أدْعُو عليهم دعوةً فيهلكون. وكان
(1)
أخرجه ابن جرير 10/ 582.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 587، وابن أبي حاتم 5/ 1617 - 1620. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 243، وابن جرير 10/ 572.
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 5/ 1616.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1618. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
عندهم فيما شاء من الدنيا، غير أنّه كان لا يستطيع أن يأتي النساء مِن عِظَمِهِنَّ، فكان ينكح أتانًا له، وهو الذي يقول الله:{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} أي: تَبَصَّر {فانسلخ منها} إلى قوله: {ولكنه أخلد إلى الأرض}
(1)
[2681]. (ز)
29522 -
عن المعتمِر، قال: سُئل سليمان التيمي عن هذه الآية: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} . فحَدَّث عن سَيار أنّه كان رجلًا يُقال له: بَلْعامُ، وكان قد أُوتي النبوة، وكان مُجابَ الدعوة
(2)
. (6/ 679)
29523 -
عن سالم أبي النضر -من طريق محمد بن إسحاق-
…
في بَلْعَمَ بن باعورا أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} يعني: بَلْعَمَ، {فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} إلى قوله: {لعلهم
[2681] اختلف أهل التفسير في الآيات التي أوتيها المذكور في الآية على أقوال؛ الأول: هي اسم الله الأعظم. الثاني: كتاب من كتب الله. الثالث: النبوة.
وذكر ابنُ جرير (10/ 574 - 575) أنّ الآيات هي الحجج، وأنها تحتمل معنيين: 1 - ما تعلمه المذكور في الآية من بعض كتب الله التي أنزلها، وعلى هذا يجوز أن يكون الذي أوتيها: بلعم أو أمية؛ لأنّ أمية كان فيما يُقال قد قرأ من كتب أهل الكتاب. 2 - كتاب أنزله الله على من أمر نبي الله أن يتلو على قومه نبأه، أو بمعنى اسم الله الأعظم، أو بمعنى النبوة، فغير جائز أن يكون معنيًّا به أُمَيَّة؛ لأنّ أمية لا تختلف الأمة في أنه لم يكن أوتي شيئًا من ذلك. ثم قال:«ولا خبر بأيِّ ذلك المراد، وأيّ الرجلين المعنيّ يُوجِب الحجة، ولا في العقل دلالة على أنّ ذلك المعني به من أيٍّ» .
وانتَقَد ابنُ عطية (4/ 88) قولَ مجاهد، وسليمان التيمي أنّها النُّبُوَّة بقوله:«وهو قول مردود، لا يصح عن مجاهد، ومَن أُعْطِي النبوة فقد أُعْطِي العِصْمَة ولا بُدَّ، ثبت هذا بالشرع» .
وبنحوه قال ابنُ كثير (6/ 451).
وذكر ابنُ عطية (4/ 88 - 89) أنّ الزجاج نقل أنه قيل: إنّ الإشارة بالقصة إلى منافقي أهل الكتاب. وعلَّق عليه بقوله: «وصواب هذا أن يُقال: إلى كُفّار أهل الكتاب؛ لأنه لم يكن منهم منافق، إنما كانوا مجاهرين» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 10/ 572.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 576 - 578 مُطَوَّلًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
يتفكرون}
(1)
. (ز)
29524 -
عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- {الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ، قال: هو أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت
(2)
. (ز)
29525 -
قال مقاتل بن سليمان: {واتل عليهم} يعني: أهل مكة {نبأ} يعني: حديث {الذي آتيناه آياتنا} يعني: أعطيناه الاسم الأعظم، يعني: بَلْعامُ بن باعورا بن ماث ابن حراز بن آزر من أهل عَمّان، وهي البلقاء التي كان فيها الجبّارون بالشام
(3)
[2682]. (ز)
[2682] اختُلِف في هذا الرجل على أقوال: الأول: رجل من بني إسرائيل يدعى: بلعم. والثاني: رجل من اليمن. والثالث: كان من الكنعانيين. والرابع: هو أمية بن أبي الصلت.
ورجَّح ابنُ جرير (10/ 574 - 575) جواز صحة بعض تلك الأقوال، وعدم القطع بصحة أحدها دون الآخر لعدم الدليل على ذلك، فقال: «وجائز أن يكون الذي آتاه الله الآيات: بلعم. وجائز أن يكون: أمية
…
فالصواب أن يُقال فيه ما قال الله، ويُقَرُّ بظاهر التنزيل على ما جاء به الوحي من الله».
ورجَّح ابنُ كثير (6/ 450) القول الأول، فقال:«وأمّا المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة فإنّما هو رجل من المتقدمين في زمن بني إسرائيل» .
وعلَّق ابنُ كثير على قول عبد الله ابن عمرو بقوله: «وقد روي من غير وجه، عنه وهو صحيح إليه» . ثم وجَّهه بقوله: «وكأنّه إنما أراد أنّ أمية بن أبي الصلت يشبهه، فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه، فإنّه أدرك زمانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبَلَغَتْه أعلامُه وآياتُه ومعجزاتُه، وظهرت لكل مَن له بصيرة، ومع هذا اجتمع به ولم يَتَّبِعْه، وصار إلى موالاة المشركين ومناصرتهم وامتداحهم، ورثى أهل بدر من المشركين بمرثاة بليغة -قبحه الله تعالى-، وقد جاء في بعض الأحاديث: أنه ممن آمن لسانه، ولم يؤمن قلبه. فإنّ له أشعارًا ربّانِيَّةً، وحِكَمًا، وفصاحة، ولكنه لم يشرح الله صدره للإسلام» . وقد قال بقول ابن عمرو الزهريُّ، وقتادةُ، وسعيدُ بن جبير، وابنُ السائب.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 10/ 579.
(2)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 243، وابن جرير 10/ 572. وأخرج عبد الرزاق 2/ 243 أيضًا عن معمر عن الكلبي قال: بينما أمية بن أبي الصلت راقد ومعه ابنتان له إذ فزعت إحداهما، فصاحتْ عليه، قال: ما شأنُكِ؟ قالت: رأيتُ نسرين كَشَطا سقف البيت، فنزل أحدهما إليك، فشَقَّ بطنُكَ، والآخر واقفٌ على ظهر البيت، فناداه، فقال: أوَعى؟ قال: وعى. قال: أزَكا؟ قال: أبى. قال أُمَيَّة: ذلك خيرٌ أريد بأبيكما فلم يقبله.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 74 - 75.