الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30329 -
عن أحمد بن داود الحدّاد -من طريق عباد بن الوليد- يقول: لم يقل الله لشيء إنَّه معه إلا للملائكة يوم بدر، قال:{أني معكم} بالنصر
(1)
. (7/ 59)
{سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}
30330 -
قال عطاء [بن أبي رباح]: {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} ، يريد: الخوف من أوليائي
(2)
. (ز)
30331 -
قال مقاتل بن سليمان: قال: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} بتوحيد الله عز وجل يوم بدر
(3)
. (ز)
{فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}
30332 -
قال عبد الله بن عباس: معناه: واضربوا فوق الأعناق، أي: الأعناق فما فوقها
(4)
[2757]. (ز)
30333 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {فاضربوا فوق الأعناق} ، يقول: اضربوا الرِّقاب
(5)
. (7/ 63)
30334 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد النحوي- في قوله: {فاضربوا فوق الأعناق} ، يقول: الرُّءوس
(6)
[2758]. (7/ 63)
[2757] قال ابنُ جرير (6/ 584) مُبَيِّنًا عِلَّة هذا القول: «قالوا:» على «و» فوق «معناهما متقاربان، فجاز أن يوضع أحدهما مكان الآخر» .
[2758]
بيَّنَ ابنُ جرير (11/ 71) عِلَّة هذه المقالة بقوله: «واعتلّ قائلو هذه المقالة بأن الذي فوق الأعناق: الرؤوس. قالوا: وغير جائز أن تقول: فوق الأعناق، فيكون معناه: الأعناق. قالوا: ولو جاز ذلك، جاز أن يقال: تحت الأعناق، فيكون معناه: الأعناق. قالوا: وذلك خلاف المعقول من الخطاب، وقلبٌ لمعاني الكلام» .
وعلَّقَ ابنُ عطية (4/ 150) على هذا التأويل، بقوله:«وهذا التأويل أنبلها» . ونقل عن المبرد قوله: «وفي هذا إباحة ضرب الكافر في الوجه» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1667.
(2)
تفسير البغوي 3/ 334.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 104.
(4)
تفسير الثعلبي 4/ 334. وقال عَقِبَه: نظيره قوله: {فإن كن نساء فوق اثنتين} أي: اثنتين فما فوقهما.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 70، وابن أبي حاتم 5/ 1668. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(6)
أخرجه ابن جرير 11/ 70، 71، وابن أبي حاتم 5/ 1668.
30335 -
قال الحسن البصري: {فاضربوا فوق الأعناق} ، يعني: فاضربوا الأعناق
(1)
. (ز)
30336 -
عن عطية بن سعد العوفي -من طريق ابن إدريس، عن أبيه- في قوله:{فاضربوا فوق الأعناق} ، قال: اضرِبوا الأعناق
(2)
[2759]. (7/ 63)
30337 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة ممن قتلوهم بضربٍ على الأعناق وعلى البَنان، مثلَ سِمَةِ النار قد أُحرِق به
(3)
. (7/ 63)
30338 -
قال مقاتل بن سليمان: علّمهم الله كيف يصنعون، فقال:{فاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ} ، يعني: الرقاب، تقول العرب: لأضربن فوق رأسك. يعني: الرقاب
(4)
[2760]. (ز)
[2759] بيَّنَ ابنُ جرير (11/ 70) حجة هذا القول بقوله: «احتج قائلو هذه المقالة بأن العرب تقول: رأيت نفس فلان. بمعنى: رأيته. قالوا: فكذلك قوله: {فاضربوا فوق الأعناق}، إنما معناه: فاضربوا الأعناق» .
وعلَّقَ ابنُ كثير (7/ 33 بتصرف) عليه بقوله: «يشهد لهذا المعنى أن الله تعالى أرشد المؤمنين إلى هذا في قوله تعالى: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} [محمد: 4]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لم أبعث لأعذب بعذاب الله، إنما بعثت بضرب الرقاب وشَدِّ الوَثاق» ».
[2760]
أفادت الآثار الاختلاف في تأويل قوله تعالى: {فاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ} على ثلاثة أقوال: أولها: أنّ معناه: فاضربوا الأعناق، و {فوق} صلة زائدة في الكلام. والثاني: أنّ معناه: واضربوا الرؤوس. والثالث: فاضربوا على الأعناق.
وذَهَبَ ابنُ جرير (11/ 71) إلى أنّ الآية تحتمل الأقوال الثلاثة؛ لعدم الدليل على تخصيص أحدها، فقال:«الصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أمر المؤمنين، مُعَلِّمَهم كيفية قتل المشركين وضربهم بالسيف: أن يضربوا فوق الأعناق منهم والأيدي والأرجل. وقوله: {فوق الأعناق} محتمل أن يكون مرادًا به: الرؤوس، ومحتمل أن يكون مرادًا به: من فوق جلدة الأعناق، فيكون معناه: على الأعناق. وإذا احتمل ذلك، صح قول من قال: معناه: الأعناق. وإذا كان الأمر محتملًا ما ذكرنا من التأويل، لم يكن لنا أن نوجِّهه إلى بعض معانيه دون بعض، إلا بحجة يجب التسليم لها، ولا حجة تدلّ على خصوصه، فالواجب أن يقال: إن الله أمر بضرب رؤوس المشركين وأعناقهم وأيديهم وأرجلهم، أصحابَ نبيه صلى الله عليه وسلم الذين شهدوا معه بدرًا» .
وزاد ابنُ عطية (4/ 150 - 151) قولين آخرين، فقال: «ويحتمل عندي أن يريد بقوله: {فوق الأعناق} وصف أبلغ ضربات العنق وأحكمها، وهي الضربة التي تكون فوق عظم العنق ودون عظم الرأس في المفصل، وينظر إلى هذا المعنى قول دُريد بن الصِّمَّة الجُشَمَيّ لابن الدُّغُنَّة السُّلَمي، حين قال له: خذ سيفي، وارفع به عن العظم، واخفض عن الدماغ، فهكذا كنت أضرب أعناق الأبطال.
…
فيجيء على هذا {فوق الأعناق} متمكنًا. وقال ابن قتيبة: {فوق} في هذه الآية بمعنى (دون)». ثم اسْتَدْرَكَ على قول ابن قتيبة قائلًا: «وهذا خَطَأٌ بيِّنٌ، وإنما دخل عليه اللبس من قوله تعالى: {ما بعوضة فما فوقها} [البقرة: 26] أي: فما دونها. قال القاضي أبو محمد: وليست {فوق} هنا بمعنى: دون، وإنما المراد فما فوقها في القلة والصغر، فأشبه المعنى دون» .
_________
(1)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 168 - .
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 70. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1668.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 104.