الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم صعد أبا قُبَيْس فنادى مثلها، ثم نقض صخرة من الجبل، فرفعها المنادي، فضرب بها الجبل، فانفلقت، فلم يبق بيت بمكة إلا دخلت قطعة منه فيه، فلَمّا أصبحت أخبرت أخاها العباس ورجلًا وعنده أبو جهل بن هشام، فقال أبو جهل: يا آل قريش، ألا تعذرونا من بني عبد المطلب!، إنهم لا يرضون أن تنبأ رجالهم حتى تنبأت نساؤهم! ثم قال أبو جهل للعباس: تنبأت رجالكم، وتنبأت نساؤكم، والله لَتَنتَهُنَّ. وأَوْعَدَهم، فقال العباس: إن شئتم ناجَزْناكم الساعة. فلما قدم ضَمْضَم بن عمرو الغفاري قال: أدرِكوا العِير أو لا تدركوا. فعمد أبو جهل وأصحابه فأخذوا بأستار الكعبة، ثم قال أبو جهل: اللهم انصر أعلى الجندين، وأكرم القبيلتين. ثم خرجوا على كل صَعْب وذَلُول لِيُعِينُوا أبا سفيان، فترك أبو سفيان الطريق، وأغز
(1)
على ساحل البحر، فقدم مكة، وسبق أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المشركين إلى ماء بدر، فلما التَقَوْا قال أبو جهل: اللهم اقض بيننا وبين محمد، اللهم أينا كان أحب إليك، وأرضى عندك فانصره. ففعل الله عز وجل ذلك، وهزم المشركين، وقتلهم، ونصر المؤمنين، فأنزل الله في قول أبي جهل:
{إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ}
(2)
. (ز)
تفسير الآية:
{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}
30448 -
قال أبي بن كعب =
30449 -
وعطاء الخراساني: هذا خطاب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى للمسلمين:{إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، أي: إن تستنصروا فقد جاءكم الفتح والنصر
(3)
. (ز)
30450 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {إن تستفتحوا} ، يعني: المشركين، إن تَسْتَنْصِروا فقد جاءكم المَدَد
(4)
. (7/ 77)
(1)
كذا أثبته محققه، وذكر أن في بعض النسخ: وأخذ.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 106 - 107.
(3)
تفسير الثعلبي 4/ 340، وتفسير البغوي 3/ 342 دون ذكر عطاء الخراساني.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 90، وابن أبي حاتم 5/ 1675. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
30451 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عبد الله بن كثير- قوله: {إن تستفتحوا} ، قال: إن تَسْتَقْضوا القضاء، وإنه كان يقول:{وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا} . قلت: للمشركين؟ قال: لا نعلم إلا ذلك
(1)
. (ز)
30452 -
عن عروة بن الزبير -من طريق محمد بن جعفر بن الزبير- {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، أي: لقول أبي جهل: اللهم أقطعُنا للرَّحِم، وآتانا بما لا يُعْرَف؛ فأَحِنْه الغداة. والاستفتاح: الإنصاف في الدعاء
(2)
. (ز)
30453 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- {إن تستفتحوا} ، يقول: تستنصروا
(3)
. (ز)
30454 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، قال: إن تَسْتَقْضُوا فقد جاءكم القضاء
(4)
. (ز)
30455 -
عن عكرمة مولى ابن عباس - من طريق أيوب- في قوله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، قال: إن تستَقْضُوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر
(5)
. (7/ 79)
30456 -
عن الحسن البصري -من طريق سهل بن السراج- في قول الله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، قال: القضاء
(6)
. (ز)
30457 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ} الآية، يقول: قد كانت بدر قضاء وعبرة لمن اعتبر
(7)
. (ز)
30458 -
عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- {فقد جاءكم الفتح} ، يعني: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
(8)
. (ز)
30459 -
قال محمد بن السائب الكلبي: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، بلغنا: أنّ المشركين لَمّا صافُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قالوا: اللهم ربنا، أينا كان أحب إليك، وأرضى عندك؛ فانصره. فنصر الله نبيه، وقال:{إن تستفتحوا} يعني:
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 90.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1675.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 92.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 89.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 90. وعلَّقه ابن أبي حاتم 5/ 1675. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1675.
(7)
أخرجه ابن جرير 11/ 92.
(8)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1675.
تستنصروا {فقد جاءكم الفتح} النصر، يعني: أن الله قد نصر نبيه، {وإن تنتهوا} يعني: عن قتال محمد
(1)
. (ز)
30460 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ} ، يقول: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، فقد نصرت من قلتم
(2)
. (ز)
30461 -
قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- فقال الله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، لقول أبي جهل: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرف، فأَحِنه الغَداةَ. قال: الاستفتاح: الإنصاف في الدعاء
(3)
. (ز)
30462 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ، قال: إن تستفتحوا العذاب، فعذبوا يوم بدر. قال: وكان استفتاحهم بمكة، قالوا:{اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} [الأنفال: 32]. قال: فجاءهم العذاب يوم بدر. وأخبر عن يوم أحد: {وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين}
(4)
[2771]. (ز)
_________
(1)
ذكره يحيى بن سلام - تفسير ابن أبي زمنين 2/ 171.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 107.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 94.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 92.