الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1080 -
عن الحسن البصري، مثله
(1)
[127]. (ز)
{فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}
1081 -
عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -من طريق السدي، عن مُرَّة الهمداني- =
1082 -
وعن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله:{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات} ، قال: إنّ الله كان عرشُه على الماء، ولم يخلُق شيئًا قبل الماء، فلَمّا أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دُخانًا، فارتفع فوق الماء، فسَما عليه، فسَمّاه سماءً، ثم أيْبَسَ الماء، فجعله أرضًا واحدة، ثم فَتَقَها، فجعلها سبع أرضين في يومين؛ في الأحد والاثنين، فخلق الأرض على حوتٍ، وهو الذي ذكره في قوله:
[127] رجَّح ابنُ جرير (1/ 457) أن {استوى} بمعنى: علا، وارتفع. فقال:«وأَوْلى المعاني بقول الله -جل ثناؤه-: {ثم استوى إلى السماء فسواهن}: عَلا عليهن، وارتفع، فدَبَّرَهُنَّ بقدرته، وخَلَقَهُنَّ سبع سموات» .
ثم تَعَجَّب ممن أنكر هذا المعنى المفهوم من كلام العرب؛ هربًا عند نفسه من أن يكون إنّما علا وارتفع بعد أن كان تحتها، وانتَقَدَه (1/ 457) بقوله:«يُقال له: زعمتَ أن تأويل قوله: {استوى}: أقْبَلَ. أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها عُلُوَّ ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال» .
وعَلَّل ابنُ تيمية (1/ 185 - 186) تفسيرَ السلف له بالارتفاع بدلالة القرآن في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} [فصلت: 11]: «وهذه نزلت في سورة (حم) بمكة، ثم أنزَل الله في المدينة سورةَ البقرة: {ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، فلمّا ذَكَرَ أنّ اسْتِواءَه إلى السماء كان بعد أن خلق الأرض، وخلق ما فيها، تَضَمَّن معنى الصُّعُود؛ لأنّ السماء فوق الأرض، فالاستواءُ إليها ارتفاعٌ إليها» .
وعلَّقَ ابنُ كثير (1/ 332) بقوله: «أي: قَصَد إلى السماء، والاستواءُ هاهنا تَضَمَّن معنى القصد والإقبال؛ لأنه عُدِّي بـ {إلى}» .
_________
(1)
علَّقه ابن أبي حاتم 1/ 75.
{ن والقلم} [القلم: 1]، والحوتُ في الماء، والماءُ على ظهر صَفاةٍ، والصَّفاة على ظهر ملك، والملكُ على صخرة، والصخرةُ في الريح، وهي الصخرةُ التي ذكرها لقمان، ليست في السماء ولا في الأرض، فتحرك الحوت، فاضطرَب، فتزلزلت الأرض، فأرسى عليها الجبالَ، فقرّت، فالجبال تفخر على الأرض، فذلك قوله:{وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل: 15]. وخلق الجبال فيها، وأقوات أهلها، وشجرها، وما ينبغي لها في يومين؛ في الثلاثاء والأربعاء، وذلك قوله:{إنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض} إلى قوله: {وبارك فيها} [فصلت: 9 - 10]، يقول: أنبت شجرها، {وقدر فيها أقواتها} يقول: أقواتها لأهلها، {في أربعة أيام سواء للسائلين} يقول: من سأل فهكذا الأمر، {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} [فصلت: 11]، وكان ذلك الدخانُ من تَنَفُّسِ الماء حين تَنَفَّس، فجعلها سماءً واحدة، ثم فتقها، فجعلها سبع سموات في يومين؛ في الخميس والجمعة، وإنما سُمِّي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض، {وأوحى في كل سماء أمرها} [فصلت: 12] قال: خلق في كل سماء خَلْقَها؛ من الملائكة، والخلق الذي فيها من البحار، وجبال البَرَد، ومما لا يُعلم، ثم زَيَّن السماء الدنيا بالكواكب، فجعلها زينةً وحِفْظًا من الشياطين. فلمّا فرغ من خلق ما أحبَّ استوى على العرش، فذلك حين يقول:{خلق السموات والارض في ستة أيام} [الأعراف: 54]، يقول:{كانتا رتقا ففتقناهما} [الأنبياء: 30]
(1)
. (1/ 232)
1083 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-، مثله
(2)
. (ز)
1084 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله -حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء، ثم ذكر السماء قبل الأرض، وذلك أن الله خَلَق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء-:{ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات} ، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فذلك قوله:{والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30]
(3)
. (ز)
1085 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله:{فسواهن} ، يعني: خلق سبع سموات. قال: أجرى النار على الماء، فبَخَرَ البحر، فصعد في الهواء، فجعل السموات منه
(4)
. (1/ 232)
(1)
أخرجه ابن جرير 1/ 462، وابن أبي حاتم 1/ 74 موقوفًا على السدي، والبيهقي في الأسماء والصفات (807). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 74.
(3)
أخرجه ابن جرير 1/ 464.
(4)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (872).