الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لهما: ديننا أفضل من دينكم، ونحن أهدى منكم سبيلًا. قال لهم عمار: كيف نَقْضُ العهد فيكم؟ قالوا: شديد. قال عمار: فإني عاهدتُ ربي أن لا أكْفُر بمحمد أبدًا، ولا أتَّبع دينًا غير دينه. فقالت اليهود: أمّا عمار فقد ضلَّ وصبأ عن الهُدى بَعْدَ إذ بصره الله، فكيف أنت يا حذيفة، ألا تبايعنا؟ قال حذيفة: الله ربي، ومحمد نبيي، والقرآن إمامي، أطيع ربي، وأقتدي برسولي، وأعمل بكتاب الله ربي، حتى يأتيني اليقين على الإسلام، والله السلام، ومنه السلام. فقالوا: وإلهِ موسى، لقد أُشْرِبَت قلوبُكم حبَّ محمد. فقال عمار: ربي أحمده، وربي أكرم محمدًا، ومنه اشتق الجلالة، إن محمدًا أحمد هو محمد. ثم أتَيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال:«ما رددتُما عليهما» . فقالا: قلنا: الله ربنا، ومحمد رسولنا، والقرآن إمامنا، الله نطيع، وبمحمد نقتدي، وبكتاب الله نعمل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أصبتما أخا الخير، وأفلحتما» . فأنزل الله عز وجل يُحَذِّر المؤمنين:
{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم
من بعد ما تبين لهم الحق}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
3357 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك-: إنّ رسولًا أُمِّيًا يخبرهم بما في أيديهم من الرسل والكتب والآيات، ثم يصدق بذلك عليه مثل تصديقهم أو أشد من تصديقهم، ولكنهم جحدوا ذلك كفرًا وحسدًا وبغيًا، وكذلك قال الله:{كفارا حسدا من عند أنفسهم}
(2)
. (ز)
3358 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {حسدا من عند
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 130 - 131.
قال الزَّيْلَعِي في تخريج أحاديث الكشاف 1/ 79: «غريب، وهو في تفسير الثعلبي هكذا من غير سند ولا راو» . وقال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب 1/ 356: «ذكره الثعلبي بغير إسناد» .
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 205.