الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موت سليمان بن داود عليه السلام، فكتبوا أصناف السحر: مَن كان يُحْبُّ أن يَبْلُغَ كذا وكذا فلْيَقُل كذا وكذا. حتى إذا صنفوا أصناف السحر جعلوه في كتاب، ثم ختموا عليه بخاتم على نقش خاتم سليمان، وكتبوا في عنوانه: هذا ما كتب آصَفُ بن بَرْخِيا الصِّديق للملك سليمان بن داود من ذَخائِر كنوز العلم. ثم دفنوه تحت كرسيه، فاستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حين أحْدَثُوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: والله ما كان سليمان بن داود إلا بهذا. فأَفْشَوُا السحر في الناس، وتَعَلَّمُوه، وعَلَّمُوه، فليس في أحد أكثر منه في يهود، فلَمّا ذَكَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما نزل عليه من الله- سليمانَ بن داودَ، وعَدَّه فيمن عَدَّه من المرسلين؛ قال من كان بالمدينة من يهود: ألا تَعْجَبُون لمحمد، يزعم أنّ سليمان بن داود كان نبيًّا! والله ما كان إلا ساحرًا. فأنزل الله في ذلك من قولهم على محمد صلى الله عليه وسلم:{واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} ، أي: باتِّباعهم السحر، وعملهم به
(1)
. (ز)
{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ}
3107 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} أي: في ملك سليمان، يعني: اليهود الذين قالوا ما قالوا، {وما كفر سليمان} أي: ما علم بالسحر، والسحرُ كفرٌ لِمَن عَمِل به، {ولكن الشياطين كفروا} أي: هم الذين صنعوا ما صنعوا
(2)
. (1/ 504)
3108 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {وما أنزل على الملكين} ، قال: التفريق بين المرء وزوجه
(3)
. (1/ 504)
3109 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {وما أنزل على الملكين} ، قال: لم يُنزِلِ اللهُ السحرَ
(4)
.
(1/ 504)
3110 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق القاسم بن مسلم اليَشْكُرِيّ- {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} ، قال: يُعَلِّمان الناس السحر
(5)
. (1/ 505)
(1)
أخرجه ابن جرير 2/ 316 - 317.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 186 - 187.
(3)
أخرجه ابن جرير 2/ 333، وابن أبي حاتم 1/ 188. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 2/ 331، وابن أبي حاتم 1/ 188.
(5)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 168. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
3111 -
عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: قال الله: {وما أنزل على الملكين} قال: لم ينزل عليهما السحر، يقول: علما الإيمان والكفر، فالسحر من الكفر، فهما ينهيان عنه أشد النهي
(1)
. (ز)
3112 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: أما السحر فإنّما تُعَلِّمه الشياطين، وأما الذي يُعَلِّمُه المَلَكان فالتفريق بين المرء وزوجه
(2)
[396]. (1/ 503)
3113 -
عن القاسم بن محمد -من طريق يحيي بن سعيد- وسأله رجل عن قول الله: {يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} ؟ فقال الرجل: يُعَلِّمانِ الناسَ ما أُنزِل عليهما، أم يُعَلِّمان الناسَ ما لم يُنزَل عليهما؟ قال القاسم: ما أُبالِي أيتهما كانت
(3)
. (ز)
3114 -
عن عطية العوفي -من طريق فُضَيْل بن مرزوق- {وما أنزل على الملكين} ، قال: ما أُنزِل على جبريل وميكائيل السِّحرَ
(4)
. (1/ 505)
3115 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين} ، قال: فالسحر سِحْران؛ سحر تُعَلِّمه الشياطين، وسحر يُعَلِّمه هاروت وماروت
(5)
. (1/ 503)
[396] علَّقَ ابن جرير (2/ 335) على قول مجاهد، فقال:«فتأويل الآية على هذا القول: واتبعوا السحر الذي تتلو الشياطين في ملك سليمان، والتفريق الذي بين المرء وزوجه الذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت» .
وذكر ابن عطية (1/ 299 - 300) أن {ما} عطف على السحر فهي مفعولة، ثم قال:«وهذا على القول بأن الله تعالى أنزل السحر على الملكين فتنة للناس ليكفر من اتبعه ويؤمن من تركه، أو على قول مجاهد وغيره: إن الله تعالى أنزل على الملكين الشيء الذي يفرق به بين المرء وزوجه دون السحر، أو على القول إنه تعالى أنزل السحر عليهما ليعلم على جهة التحذير منه والنهي عنه» . وعلَّق على القول الأخير، بقوله:«والتعليم على هذا القول إنما هو تعريف يسير بمبادئه» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 188.
(2)
أخرجه ابن جرير 2/ 336.
(3)
أخرجه ابن جرير 2/ 336، كما أخرج عبد الله بن وهب في الجامع 3/ 59 - 60 (136) نحوه من طريق أنس بن عياض، عن بعض أصحابه: قيل له: أُنزل أو لم يُنزل؟ قال: ما أبالي أي ذلك كان، إلا أنِّي آمنت به.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 188.
(5)
أخرجه ابن جرير 2/ 333. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 165 - .
3116 -
قال خالد بن أبي عمران -من طريق خلاد بن سليمان-: وذَكَر هاروتُ وماروتُ أنَّهما يُعَلِّمان السحر، فقال خالد: نحن نُنَزِّههما عن هذا. فقرأ بعض القوم: {وما أنزل على الملكين} ، قال خالد: لم يُنزَل عليهما
(1)
. (ز)
3117 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: {وما أنزل على الملكين} ، قال: هذا سِحْر خاصموه به؛ فإنّ كلام الملائكة فيما بينهم إذا علمته الإنس فصُنِع وعُمِل به كان سحرًا
(2)
[397]. (1/ 503)
3118 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {وما أنزل على الملكين} ، قال: ما أنزل الله عليهما السحرَ
(3)
[398]. (ز)
[397] بيَّن ابن جرير (2/ 334) أن معنى (ما) في قوله: {وما أنزل على الملكين} -على قول السّدّيّ- بمعنى: الذي. ثم قال مُعَلِّقًا على هذا القول: «فمعنى الآية على تأويل هذا القول: واتبعت اليهود الذي تلت الشياطينُ في ملك سليمان الذي أُنزِل على الملكين ببابل هاروت وماروت. وقال قائلو هذه المقالة: إن الله أنزل السحرَ على هاروت وماروت ببابل، وهما مَلَكان من ملائكة الله» .
[398]
بيَّن ابن جرير (2/ 331 بتصرف) أنّ (ما) في قوله تعالى: {وما أنزل على الملكين} -على هذا القول- معناها الجحد، وهي بمعنى: لم. ثم قال مُعَلِّقًا عليه: «فتأويل الآية على هذا المعنى: واتبعوا الذي تتلو الشياطين على ملك سليمان من السحر، وما كفر سليمان، ولا أنزل الله السحرَ على المَلَكَيْن، {ولَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ} ببابل هاروت وماروت، فيكون حينئذ قوله: {بِبابِلَ هارُوتَ ومارُوتَ} من المُؤَخَّرِ الذي معناه التقديم. فإن قال لنا قائل: وكيف وجه تقديم ذلك؟ قيل: وجه تقديمه أن يقال: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما أنزل على الملكين، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فيكون مَعْنِيًّا بالمَلَكَيْن: جبريل وميكائيل؛ لأن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تزعم أنّ الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود، فأكذبها الله بذلك، وأخبر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم يَنزِلا بسحر قَطّ، وبَرَّأَ سليمانَ مِمّا نَحَلوه من السحر، فأخبرهم أن السحر من عمل الشياطين، وأنها تُعَلِّم الناس ببابل، وأن الذين يعلمونهم ذلك رجلان اسم أحدهما هاروت واسم الآخر ماروت؛ فيكون هاروت وماروت على هذا التأويل ترجمة على الناس، وردًا عليهم» .
_________
(1)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع 1/ 96 - 97 (220). وعلَّقه ابن أبي حاتم 1/ 188.
(2)
أخرجه ابن جرير 2/ 333، وابن أبي حاتم 1/ 193 عند قوله تعالى:{فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} .
(3)
أخرجه ابن جرير 2/ 331، وابن أبي حاتم 1/ 188.