الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقعا فيه من الخطيئة، قيل لهما: اختارا عذابَ الدنيا، أو عذاب الآخرة. فقالا: أما عذاب الدنيا فينقطع ويذهب، وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له. فاختارا عذاب الدنيا، فجُعِلا ببابل، فهما يعذبان
(1)
[408]. (1/ 521)
{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}
3155 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق قيس بن عَبّاد- قال: إنّ هاروت وماروت
وعلَّقَ ابن عطية (1/ 302) -بعد أن اختصر الكلام عن هاروت وماروت- بقوله: «وهذا القصص يزيد في بعض الروايات، وينقص في بعض، ولا يُقْطَع منه بشيء؛ فلذلك اختصرته» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 2/ 345.
قال ابن كثير في تفسيره 1/ 201: «قد رواه الحاكم في مستدركه مُطَوَّلًا
…
ثم قال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. فهذا أقرب ما روى في شأن الزهرة».
أُهْبِطا إلى الأرض، فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نَهَياه أشد النَّهْيِ، وقالا له:{إنما نحن فتنة فلا تكفر} . وذلك أنهما علما الخير والشر، والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السحر من الكفر، فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشيطان فعلَّمه، فإذا تعلمه خرج منه النور، فنظر إليه ساطعًا في السماء
(1)
. (1/ 523)
3156 -
عن الحسن البصري -من طريق أبي صالح [الهذيل بن حبيب]- في قوله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل} ، قال: وكان هاروت وماروت مطيعين لله عز وجل، هبطا بالسحر ابتلاء من الله لخلقه، وعهد إليهما عهدًا أن لا يُعَلِّما أحدًا سحرًا حتى يقولا له مقدمة:{إنما نحن فتنة} يعني: محنة وبلوى، {فلا تكفر} فإذا أبى عليهما إلا تعليم السحر قالا له: اذهب إلى موضع كذا وكذا، فإنك إذا أتيته وفعلت كذا وكذا كنت ساحرًا
(2)
. (ز)
3157 -
عن قتادة بن دعامة =
3158 -
والحسن البصري -من طريق سعيد- قالا: كانا يُعَلِّمان السحر، فأخذ عليهما أن لا يُعلِّما أحدًا حتى يقولا:{إنما نحن فتنة فلا تكفر}
(3)
. (1/ 534)
3159 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {إنما نحن فتنة} ، قال: بلاء
(4)
[409]. (1/ 534)
3160 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: إذا أتاهما -يعني: هاروت وماروت- إنسانٌ يريد السحر وعَظاه، وقالا له: لا تكفر، إنما نحن فتنة. فإن أبى قالا له: ائْت هذا الرماد فبُلْ عليه. فإذا بال عليه خرج منه نور يسطع حتى يدخل السماء، وذلك الإيمان، وأقبل شيء أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكلِّ شيء منه، فذلك غضبُ الله، فإذا أخبرهما بذلك عَلَّماه السحر، فذلك قول الله:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} الآية
(5)
. (ز)
[409] ذَهَبَ ابنُ جرير (2/ 356)، وابن كثير (1/ 536) إلى ما ذهب إليه قتادة مِن أنّ الفتنة في ذلك الموضع معناها: الاختبار، والابتلاء.
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 192، 194.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 128.
(3)
أخرجه ابن جرير 2/ 355، وابن أبي حاتم 1/ 192 عن الحسن من طريق عباد، وعن قتادة من طريق أبي جعفر. وذكره يحيى بن سلام عن قتادة -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 166 - .
(4)
أخرجه ابن جرير 2/ 357، وابن أبي حاتم 1/ 192 من طريق أبي جعفر.
(5)
أخرجه ابن جرير 2/ 355.