الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-والذي لا إله غيره- رمى الذي أُنزِلت عليه سورة البقرة
(1)
. (1/ 94)
246 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: لا تقولوا: سورة البقرة. ولكن قولوا: السورة التي يُذكر فيها البقرة
(2)
. (1/ 95)
تفسير السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
{الم
(1)}
247 -
عن ابن عباس، عن جابر بن عبد الله بن رِئاب، قال: مرَّ أبو ياسر بن أخْطَبَ في رجال من يهودَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة:{الم ذلك الكتاب} ، فأتى أخاه حُيَيّ بن أخْطَب في رجال من اليهود، فقال: تعلمون -والله- لقد سمعت محمدًا يتلو فيما أُنزِل عليه: {الم ذلك الكتاب} . فقالوا: أنتَ سَمِعْتَه؟ قال: نعم. فمشى حُيَيٌّ في أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، ألم يُذكر أنك تتلو فيما أُنزِل عليك:{الم ذلك الكتاب} ؟ قال: «بلى» . قالوا: قد جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال: «نعم» . قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء، ما نعلمه بَيَّن لنبيٍّ منهم ما مُدَّة ملكه، وما أجل أمته غيرك. فقال حُيَيُّ بن أخطب -وأقبل على مَن كان معه-: الألِف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة، أفتدخلون في دين نبيٍّ إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟! ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، هل مع هذا غيره؟ قال:«نعم» . قال: وما ذاك؟ قال: «{المص}» . قال: هذه أثقل وأطول؛ الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه إحدى وستون ومائة سنة، هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال:«نعم» . قال: وما ذاك؟ قال «{الر}» . قال: هذه أثقل وأطول؛ الألف واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة، فهل مع
(1)
أخرجه أبو داود الطيالسي 1/ 251 (318)، وأخرج النسائي 5/ 274 (3073)، والبيهقي 5/ 210 (9547) عن الأعمش أنّه سمع الحجاج بن يوسف ينهى عن التسمية بسورة كذا. وأصل الحديث عند البخاري 2/ 177 (1747)، ومسلم 2/ 942 (1296) دون ذكر سبب القصة.
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (2583).
وقد ذكر السيوطي بعد هذا 1/ 95 - 118 آثارًا عديدة في فضائل سورة البقرة.
هذا يا محمد غيره؟ قال: «نعم، {المر}» . قال: فهذه أثقل وأطول؛ الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مائتان، فهذه إحدى وسبعون سنة ومائتان. ثم قال: لقد لُبّس علينا أمرك، يا محمد، حتى ما ندري أقليلًا أُعْطِيتَ أم كثيرًا؟ ثم قاموا، فقال أبو ياسر لأخيه حُيَيّ ومَن معه مِن الأحبار: ما يُدريكم، لعله قد جُمع هذا لمحمد كلُّه؛ إحدى وسبعون، وإحدى وستون ومائة، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون. فقالوا: لقد تشابه علينا أمره. فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} [آل عمران: 7]
(1)
[31]. (1/ 124)
248 -
قال أبو بكر الصديق: في كل كتاب سِرٌّ، وسِرُّ الله تعالى في القرآن أوائل السور
(2)
. (ز)
249 -
وقال علي بن أبي طالب: لكل كتاب صفوة، وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي
(3)
. (ز)
250 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق مُرَّة الهمداني- في قوله: {الم} ، قال: هو اسم الله الأعظم
(4)
. (1/ 122)
[31] انتَقَد ابنُ كثير (1/ 257 - 258) هذا الحديث، فقال:«وأمّا مَن زعم أنها دالَّةٌ على معرفة المُدَد، وأنه يُسْتَخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم؛ فقد ادَّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف، وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته» . ثمَّ ساق الأثر، وتعقَّبه بقوله:«فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به، ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحًا أن يُحسَبَ ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملة كثيرة، وإن حُسبَت مع التكرر فأتم وأعظم» .
_________
(1)
أخرجه البخاري في تاريخه 2/ 208 (2209)، وابن جرير 1/ 221 - 222.
قال ابن جرير (1/ 210): «كرهنا ذكر الذي حُكيَ ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممن لا يُعتمد على روايته ونقله» . وقال السيوطي: «بسند ضعيف» .
(2)
تفسير الثعلبي 1/ 136، وتفسير البغوي 1/ 58.
(3)
تفسير الثعلبي 1/ 136، وتفسير البغوي 1/ 58.
(4)
أخرجه ابن جرير 1/ 206.
251 -
عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -من طريق السدي، عن مُرَّة الهمداني- =
(1/ 121)
252 -
وعبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّي، عن أبي مالك وأبي صالح- قالوا:{الم} حروف اشْتُقَّتْ من حروف هجاء أسماء الله
(1)
. (ز)
253 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الضُّحى- في قوله {الم} ، قال: أنا الله أعلم
(2)
. (1/ 121)
254 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {الم} ، و {حم} ، و {ن} ، قال: اسم مُقَطَّع
(3)
[32]. (1/ 121)
255 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {الم} ، و {المص} ، و {الر} ، و {المر} ، و {كهيعص} ، و {طه} ، و {طسم} ، و {طس} ، و {يس} ، و {ص} ، و {حم} ، و {ق} ، و {ن} ، قال: هو قَسَمٌ أقْسَمَه الله، وهو
[32] بيَّن ابنُ جرير (1/ 215 - 218) أنّ أقوال ابن مسعود من طريق السدي، وابن عباس من طريق السدي وأبي الضحى، وسعيد ابن جبير، المراد بها: أنها حروف مقطعة من أسماء وأفعال، كل حرف من ذلك لمعنًى غير معنى الحرف الآخر.
ثم وجَّه ذلك بأن القائلين بها نَحَوْا بذلك منحى العرب في الاكتفاء بذكر حرف واحد من الكلمة إذا كان فيه دلالة على ما حُذِف منها، وأن ذلك مستفيضٌ ظاهرٌ في كلام العرب، ثم استشهد على صحة ذلك عند العرب بأبيات من الشعر، وبيَّن أن الأمر في الحروف المقطعة على هذا القول كذلك، في كون كل حرف منها دالًّا على كلمة تامة.
وانتقد ابنُ كثير (1/ 253) هذا بقوله: «وما أنشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقية الكلمة، فإنّ في السياق ما يدل على ما حُذف بخلاف هذا» .
ورجَّح ابنُ عطية (1/ 101) أنّ الصواب في هذه الحروف تَلَمُّسُ تفسيرِها، وأن ذلك قول الجمهور، معلِّلًا ذلك بصنيع العرب الذي أشار إليه ابن جرير.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 1/ 208، والبيهقي في الأسماء والصفات (168)، وعند ابن أبي حاتم من قول السدي كما سيأتي. وذكره السيوطي مقتصرًا على ابن مسعود.
(2)
أخرجه ابن جرير 1/ 208، وابن أبي حاتم 1/ 32، والنحاس في القطع والائتناف ص 111، وابن النجار في تاريخه 17/ 3 - 4. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 1/ 207، 20/ 274، 23/ 142 - 143، وابن أبي حاتم 1/ 32. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
من أسماء الله
(1)
. (1/ 121)
256 -
عن عبد الله بن عباس، قال: فواتح السور أسماء من أسماء الله
(2)
. (1/ 122)
257 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي- في قوله: {الم} ، و {حم} ، و {طس} ، قال: هي اسم الله الأعظم
(3)
.
(1/ 122)
258 -
عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قول الله -تعالى ذِكْرُه-: {الم} ، قال: هذه الأحرف من التسعة والعشرين حرفًا، دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه، وليس منها حرفٌ إلا وهو في مدة قوم وآجالهم. وقال عيسى ابن مريم: وعجيب ينطقون في أسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون؟! قال: فالألف: مفتاح اسمه الله، واللام: مفتاح اسمه لطيف، والميم: مفتاح اسمه مجيد. والألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: مجده. الألف: سنة، واللام: ثلاثون سنة، والميم: أربعون
(4)
. (1/ 127)
259 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي-، مثله
(5)
. (ز)
260 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- في قوله: {الم} ، قال: أنا الله أعلم
(6)
. (ز)
261 -
عن سعيد بن جبير أنّه قال: هي أسماء الله تعالى مُقَطَّعة، لو علم الناسُ تَأْلِيفَها لَعَلِمُوا اسم الله الأعظم
(7)
. (ز)
262 -
عن مجاهد -من طريق شبل، عن ابن أبي نَجِيح- في قوله:{الم} ، قال:
(1)
أخرجه ابن جرير 1/ 207، 10/ 53، 15/ 452، 16/ 7، 17/ 542، 18/ 5، 19/ 398، 20/ 6، 274، 21/ 400، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 1/ 34 - ، وابن أبي حاتم 5/ 1437، 8/ 2747، 9/ 2838 - 2839، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 163. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 1/ 34 - .
(3)
أخرجه ابن جرير 1/ 206، وابن أبي حاتم 1/ 32، 8/ 2838، 3029.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 33، 2/ 584. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وهو عنده من قول الربيع -كما سيأتي-.
(5)
أخرجه ابن جرير 1/ 209 - 210، وابن أبي حاتم 1/ 33، 2/ 584.
(6)
أخرجه ابن جرير 1/ 208، والنحاس في معاني القرآن 1/ 73. وعلَّقه ابن أبي حاتم 1/ 32.
(7)
تفسير الثعلبي 1/ 136، وتفسير البغوي 1/ 59.
اسم من أسماء القرآن
(1)
. (1/ 123)
263 -
عن مجاهد -من طريق ابن جُرَيْج- قال: {الم} ، و {حم} ، و {ألمص} ، و {ص} فواتح افتتح الله بها القرآن
(2)
[33]. (1/ 123)
264 -
عن مجاهد -من طريق خُصَيْف- قال: فواتح السور كلها {الم} ، و {الر} ، و {حم} ، و {ق} ، وغير ذلك هجاء موضوع
(3)
. (1/ 124)
265 -
وقال مجاهد: هي أسماء السور
(4)
. (ز)
266 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق أبي رَوْق- قال: {الم} : أنا الله أعلم
(5)
. (ز)
267 -
عن عكرمة -من طريق خالد الحذاء- قال: {الم} قَسَمٌ
(6)
. (1/ 122)
268 -
عن سالم بن عبد الله، قال:{الم} ، و {حم} ، و {ن} ، ونحوها أسماء الله مُقَطَّعَة
(7)
. (ز)
269 -
عن داود بن أبي هند، قال: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور. فقال: يا داود، إنّ لكل كتاب سِرًّا، وإنّ سِرَّ هذا القرآن فواتح السور، فدعها وسَلْ عمّا بدا لك
(8)
. (1/ 127)
[33] وجَّه ابنُ جرير (1/ 215) ذلك بما نقله عن بعض أهل العربية أنه قال: «ذلك أدِلَّةٌ على انقضاء سُورة وابتداءٍ في أخرى، وعلامةٌ لانقطاع ما بينهما، كما جعلت (بل) في ابتداء قصيدةٍ دلالةً على ابتداء فيها، وانقضاءِ أخرى قَبلها، كما ذكرنا عن العرب إذا أرادوا الابتداءَ في إنشاد قصيدة، قالوا: بل
…
و (بل) ليست من البيت ولا داخلةً في وزنه، ولكن لِيَدُلَّ به على قطع كلام وابتداء آخر».
وذكر نحوه ابنُ عطية (1/ 100).
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 1/ 204، وابن أبي حاتم 1/ 33.
(2)
أخرجه ابن جرير 1/ 205، وابن أبي حاتم 5/ 1437، كما أخرجه ابن جرير من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ ابن حيان.
(3)
أخرجه ابن جرير 1/ 209. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
تفسير البغوي 1/ 59.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 28. وعلَّقه ابن أبي حاتم 1/ 32.
(6)
أخرجه ابن جرير 1/ 207، وابن أبي حاتم 1/ 33.
(7)
أخرجه ابن جرير 1/ 207.
(8)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ ابن حيّان في التفسير.
270 -
عن عامر الشعبي -من طريق إسماعيل بن سالم- أنّه سُئِل عن فواتح السور؛ نحو: {الم} ، و {ألر}. قال: هي أسماء من أسماء الله، مُقَطَّعة الهجاء، فإذا وصَلْتَها كانَتِ اسمًا من أسماء الله
(1)
. (1/ 122)
271 -
عن الحسن البصري، قال:{الم} ، و {طسم} فواتح يفتتح الله بها السور
(2)
. (1/ 123)
272 -
قال يحيى بن سلام: كان الحسن يقول: ما أدري ما تفسير {الم} ، و {الر} ، و {ألمص} ، وأشباه ذلك من حروف المعجم
(3)
. (ز)
273 -
عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {الم} ، قال: اسم من أسماء القرآن
(4)
. (1/ 123)
274 -
قال محمد بن كعب القرظي: الألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: ملكه
(5)
. (ز)
275 -
عن إسماعيل السدي -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: فواتح السور كلها من أسماء الله
(6)
. (1/ 123)
276 -
عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- قال: أما {الم} فهو حرف اشْتُقَّ من حروف اسم الله
(7)
. (ز)
277 -
عن زيد بن أسلم -من طريق ابنه عبد الرحمن- قال: {الم} ونحوها أسماء السور
(8)
[34]. (1/ 124)
[34] علَّق ابنُ كثير (1/ 250) على هذا الأثر بقوله: «ويعتضد هذا بما ورد في الصحيحين، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: {ألم} السجدة، و {هل أتى على الإنسان}» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 32، وابن جرير 1/ 206 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة في تفسيره، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم 8/ 2747 من طريق أبي بكر الهذلي، بلفظ: فواتح افتتح الله بها كتابه، أو القرآن.
(3)
تفسير ابن أبي زمنين 1/ 120.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 39، وابن جرير 1/ 204. وعلّقه ابن أبي حاتم 1/ 33. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
تفسير الثعلبي 1/ 139، وتفسير البغوي 1/ 58.
(6)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (169). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(7)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 32.
(8)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن 2/ 162 (340)، وابن جرير 1/ 206 من طريقه.
278 -
عن زيد بن أسلم: {الم} اسم من أسماء القرآن
(1)
[35]. (ز)
279 -
عن الربيع بن أنس: في قوله: {الم} ، قال: ألف: مفتاح اسمه الله، ولام: مفتاح اسمه لطيف، وميم: مفتاح اسمه مجيد
(2)
. (1/ 125)
280 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- في قول الله: {الم} ، قال: هذه الأحرف من التسعة والعشرين حرفًا، دارت فيها الألسُن كلها، ليس منها حرفٌ إلا وهو مِفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبَلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مُدّةِ قوم وآجالهم. وقال عيسى ابن مريم وعجب: ينطقون في أسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به؟! قال: الألف: مفتاح اسمه «الله» ، واللام: مفتاح اسمه «لطيف» ، والميم: مفتاح اسمه «مجيد» . والألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: مجده. الألف: سنةٌ، واللام: ثلاثون سنة، والميم: أربعون سنة
(3)
[36]. (ز)
[35] وجَّه ابنُ جرير (1/ 213 - 215) هذا الأثر بتوجيهين: الأول: أن {ألم} اسم للقرآن، فيكون تأويل {ألم ذَلِكَ الكِتابُ} على معنى القسم، كأنه قال: والقرآن، هذا الكتاب لا ريب فيه. الثاني: أنه اسمٌ من أسماء السورة التي تُعرف به، فيَفهم السامع من القائل يقول: قرأت اليوم {ألمص} ، {ن} ، أيَّ السُّوَر التي قرأها من سُوَر القرآن. ووجَّهه ابنُ كثير (1/ 251) بقوله:«ولعلَّ هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد: أنّه اسم من أسماء السور، فإنّ كل سورة يُطْلَق عليها اسم القرآن، فإنه يبعد أن يكون {ألمص} اسمًا للقرآن كله؛ لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول: قرأت {ألمص}. إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف، لا لمجموع القرآن» .
[36]
بيَّن ابنُ جرير (1/ 218 - 220) أنّ القائلين بذلك وجَّهوا ذلك إلى أنّ كلَّ حرف من الحروف المقطعة بعضُ حروفِ كلمةٍ تامة استُغْنِيَ بدلالته عَلى تَمامه عن ذكر تمامه، وإنما أُفْرِد كلُّ حرف من ذلك، وقصَّر به عن تمام حروف الكلمة، أنّ جميعَ حُروف الكلمة لو أُظْهِرت لم تدلّ الكلمة التي تُظهر إلا على معنى واحد، لا على معنيين وأكثر منهما، وإذا كان الله -جل ثناؤه- قد أراد الدلالة بكلّ حرف منها على معانٍ كثيرة لشيء واحد لم يَجُز إلا أن يُفرَد الحرفُ الدالُّ على تلك المعاني، لِيَعلمَ المخاطبون به أنّ الله عز وجل -لم يقصد بما خاطبهم به مَعنًى واحدًا، وإنما قصد الدلالةَ به على أشياء كثيرة.
وانتقد ابنُ كثير (1/ 253 - 254 بتصرف) هذا التوجيه بقوله: «هذا ليس كما ذكره أبو العالية -يعني الأثر السابق-، فإنّ أبا العالية زعم أنّ الحرف دلَّ على هذا، وعلى هذا، وعلى هذا معًا
…
، ودلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الإضمار بوضع ولا بغيره، فهذا مما لا يُفْهَم إلا بتوقيف، والمسألة مختلف فيها، وليس فيها إجماع حتى يُحكَم به».
_________
(1)
علّقه ابن أبي حاتم 1/ 33.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 1/ 209. وعلّق ابن أبي حاتم 1/ 33 نحوه.
281 -
قال أبو رَوْق عطية بن الحارث الهمداني: إنها تسكيت للكفار، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقراءة في الصلوات كلها، وكان المشركون يقولون:{لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} [فصلت: 26]، فربما صَفَّقوا، وربما صَفَّرُوا، وربما لَغطوا لِيُغَلِّطُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلما رأى رسول الله ذلك أسَرَّ في الظُّهْر والعصر، وجهر في سائرها، وكانوا أيضًا يأتونه ويُؤْذُونه، فأنزل الله تعالى هذه الحروف المقطعة، فلمّا سمعوها بَقَوْا مُتَحَيِّرِين مُتَفَكِّرِين؛ فاشتغلوا بذلك عن إيذائه وتغليطِه، فكان ذلك سببًا لاستماعهم، وطريقًا إلى انتفاعهم
(1)
. (ز)
282 -
عن جعفر الصادق-من طريق علي بن موسى الرِّضا-: وقد سُئِل عن قوله: {الم} . فقال: في الألف ست صفات من صفات الله: الابتداء؛ لأن الله تعالى ابتدأ جميع الخلق، والألف ابتداء الحروف. والاستواء؛ فهو عادل غير جائر، والألف مُسْتَوٍ بذاته. والانفراد؛ والله فَرْد، والألف فَرْد. واتصال الخلق بالله؛ والله لا وصلة له بالخلق، وكلهم يحتاجون إليه، والله غنيٌّ عنهم، وكذلك الألف لا يتصل بحرف، والحروف متصلة به، وهو منقطع عن غيره، والله بائن بجميع صفاته من خلقه. ومعناه من الألفة؛ فكما أن الله سبب إلْفَةِ الخلق، فكذلك الألف، عليه تَأَلَّفت الحروف، وهو سبب إلْفَتُها
(2)
. (ز)
283 -
عن ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: {الم} اسم من أسماء القرآن
(3)
. (ز)
284 -
عن ابن جُرَيْج -من طريق محمد بن ثور- قال: إنّ اليهود كانوا يَجِدون محمدًا وأمته: أنّ محمدًا مبعوث. ولا يدرون ما مُدَّة أُمَّة محمد، فلمّا بعث الله
(1)
تفسير الثعلبي 1/ 137.
(2)
أخرجه الثعلبي 1/ 140.
(3)
أخرجه ابن جرير 1/ 204.
محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأنزل {الم}؛ قالوا: قد كُنّا نعلم أن هذه الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها، فإن كان محمد صادقًا فهو نبي هذه الأمة، قد بُيّن لنا كم مدة محمد -لأن {الم} في حساب جُمَّلِهم
(1)
إحدى وسبعون سنة-، فما نصنع بدين إنما هو واحد وسبعون سنة؟! فلمّا نزلت {الر} -وكانت في حساب جُمَّلهم مائتي سنة وإحدى وثلاثين سنة-، فقالوا: هذه الآن مائتان وإحدى وثلاثون سنة، وواحدة وسبعون. قيل: ثم أُنزل {المر} -فكان في حساب جُمَّلِهم مائتي سنة وإحدى وسبعين سنة- في نحو هذا من صدور السور. فقالوا: قد التبس علينا أمرُه
(2)
. (1/ 126)
285 -
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي أسماء السور المُفْتَتَحَة بها
(3)
[37]. (ز)
[37] رجَّح ابنُ جرير (1/ 223 - 225) أنّ الحروف المقطعة في فواتح السور تحوي سائر ما قاله مفسرو السلف؛ لأن الله -جلّ ثناؤه- لو أراد بذلك الدلالة على معنًى واحد دون سائر المعاني غيره لأبان ذلك لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي تركه صلى الله عليه وسلم إبانةَ ذلك أوضحُ الدليل على أنه مُرادٌ به جميعُ وجوهه التي هو لها محتمل، إذ لم يكن مستحيلًا في العقل وجهٌ منها أن يكون من تأويله ومعناه، كما كان غير مستحيل اجتماعُ المعاني الكثيرة للكلمة الواحدة باللفظ الواحد في كلام واحد.
ونقل ابنُ عطية (1/ 99 - 101) اختلافًا في التكلم في تفسير الحروف المقطعة، أو الامتناع عن تفسيرها، ثم قال:«والصواب ما قاله الجمهور: أن تُفَسَّر هذه الحروف، ويُلْتَمَس لها التأويل» .
وعلَّق ابنُ كثير (1/ 255 - 257)، فقال:«ولم يُجمِع العلماء فيها على شيء معين، وإنما اختلفوا، فمَن ظهر له بعض الأقوال بدليلٍ فعليه اتِّباعه، وإلا فالوقف حتى يتبين» .
وفي بيان الحكمة من إيراد هذه الحروف في أوائل السور نقل ابنُ كثير (1/ 257) قولَ مَن قال: «إنما ذُكِرَت هذه الأحرف في أوائل السور التي ذُكِرَت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه تركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها» . ثم رجَّح ذلك بقوله: «ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة، ولهذا يقول تعالى:{ألم * ذَلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 1 - 2]، {الم (1) اللَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ (2) نزلَ عَلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} [آل عمران: 1 - 3]، {المص (1) كِتابٌ أُنزلَ إلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنهُ} [الأعراف: 1 - 2]، {الر كِتابٌ أنزلْناهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم: 1]
…
وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لِمَن أمْعَن النظر».
_________
(1)
حساب الجُمل: طريقة لتسجيل الأعداد والتواريخ باستعمال الحروف الأبجدية؛ إذ يعطى كل حرف رقمًا معينًا يدل عليه؛ فتكوَّن من هذه الحروف جملة تدل على رقم أو تاريخ مقصود، وبالعكس تستخدم الأرقام للوصول إلى الجمل والنصوص. تنظر: الموسوعة العربية العالمية (حساب الجمل).
(2)
أخرجه ابن المنذر 1/ 111.
(3)
تفسير الثعلبي 1/ 136، وتفسير البغوي 1/ 59.