الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2953 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله:{من دون الناس} ، يقول: من دون محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين استهزأتم بهم، وزعمتم أن الحق في أيديكم، وأن الدار الآخرة لكم دونَهم
(1)
. (ز)
2954 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- {خالصة من دون الناس} ، يعني: المؤمنين
(2)
[372]. (1/ 472)
{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
(94)}
2955 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: {فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} ، أي: ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب، فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله لنبيه:{ولَنْ يَتَمَنَّوْهُ أبَدًا بِما قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ}
(3)
[373]. (1/ 473)
[372] رجَّحَ ابنُ جرير (2/ 271) العمومَ في معنى {الناس} بظاهر التنزيل، فقال:«الذي يَدُلُّ عليه ظاهرُ التنزيل أنهم قالوا: لنا الدار الآخرة عند الله خالصة من دون جميع الناس، ويبين أن ذلك كان قولهم من غير استثناء منهم من ذلك أحدًا من بني آدم إخبار الله عنهم أنهم قالوا: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، إلا أنّه رُوِي عن ابن عباس قول غير ذلك» .
وذكر ابنُ عطية (1/ 287) احتمال {الناس} العمومَ والخصوصَ دون ترجيح، فقال:«يحتمل أن يراد بالنّاسِ محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه، ويحتمل أن يراد العموم التام، وهو قول اليهود فيما حُفِظَ عنهم» .
[373]
اختلف أهل التأويل في الوجه الذي أُمِرُوا أن يتمنوا الموت به، على قولين: الأول: الدعاء على الفريق الكاذب منهم أو من المسلمين على وجه المباهلة. الثاني: تشهي الموت وإرادته لا على وجه المباهلة.
واسْتَدْرَك ابنُ كثير (1/ 496 - 497) على كلام ابن جرير، بقوله:«هذا الكلام منه أوله حسن، وأما آخره فيه نظر؛ وذلك أنه لا تظهر الحجة عليهم على هذا التأويل؛ إذ يقال: إنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أنهم يتمنون الموت؛ فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت، وكم من صالح لا يتمنى الموت، بل يود أن يعمر ليزداد خيرًا، وترتفع درجته في الجنة، كما جاء في الحديث: «خيركم من طال عمره، وحسن عمله» . ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا: فها أنتم تعتقدون -أيها المسلمون- أنكم أصحاب الجنة، وأنتم لا تتمنون في حال الصحةِ الموتَ؛ فكيف تلزمونا بما لا نلزمكم؟ وهذا كله إنما نشأ من تفسير الآية على هذا المعنى، فأمّا على تفسير ابن عباس فلا يلزم عليه شيء من ذلك، بل قيل لهم كلام نَصَف: إن كنتم تعتقدون أنكم أولياء الله من دون الناس، وأنكم أبناء الله وأحباؤه، وأنكم من أهل الجنة، ومن عداكم من أهل النار، فباهلوا على ذلك، وادعوا على الكاذبين منكم أو من غيركم، واعلموا أنّ المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة، وسُمِّيَت هذه المباهلة تمنّيًا لأنّ كل مُحِقٍّ يود لو أهلك الله المبطل المناظر له، ولا سيّما إذا كان في ذلك حجة له فيها بيان حقه وظهوره، وكانت المباهلة بالموت؛ لأن الحياة عندهم عزيزة عظيمة لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت».
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 2/ 272.
(2)
أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 274.
(3)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 542 - ، وابن جرير 2/ 273، وابن أبي حاتم 1/ 177.
2956 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق عن الضحاك- في قوله: {فتمنوا الموت} ، قال: فسَلُوا الموت {إن كنتم صادقين}
(1)
[374]. (1/ 473)
[374] بيَّنَ ابن جرير (2/ 272) أنّ التمني بمعنى المسألة لا يُعرَفُ في كلام العرب، ثم وجَّهَ تفسير ابن عباس بقوله:«أحسب أن ابن عباس وجَّه معنى الأمنية -إذ كانت محبة النفس وشهوتها- إلى معنى الرغبة والمسألة؛ إذ كانت المسألة هي رغبة السائل إلى الله فيما سأله» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 2/ 271 - 272.