الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
(6)}
نزول الآية:
456 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأَنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} ونحو هذا من القرآن، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس، ويتابعوه على الهدى، فأخبره الله أنّه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذِّكْرِ الأول، ولا يَضِلُّ إلا من سَبَق له من الله الشقاء في الذِّكْرِ الأول
(1)
. (1/ 153)
457 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده-: أنّ صدر سورة البقرة إلى المائة منها نزل في رجالٍ سَمّاهُم بأعيانهم وأنسابهم من أحبار اليهود، ومن المنافقين من الأوس والخزرج
(2)
. (ز)
458 -
عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: {إن الذين كفروا} ، قال: أُنزِلَت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب، وهم الذين ذَكَرهم الله في هذه الآية:{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} [إبراهيم: 28]، قال: فهم الذين قُتِلوا يوم بدر، ولم يدخل من القادة أحدٌ في الإسلام إلا رجلان: أبو سفيان، والحكم بن أبي العاص
(3)
. (1/ 154)
459 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي-، مثله
(4)
[51]. (ز)
[51] وجَّه ابنُ جرير (1/ 260) أثر الربيع بن أنس بقوله: «إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- لَمّا أخبرَ عن قوم من أهل الكفر بأنهم لا يؤمنون، وأنّ الإنذارَ غيرُ نافعهم، ثم كانَ من الكُفّار مَن قد نَفَعه الله بإنذار النبي صلى الله عليه وسلم إيّاه، -لم يَجُز أن تكون الآية نزلت إلا في خاصٍّ من الكفار- وإذا كان قادة الأحزاب لا شك أنّهم مِمَّن لم ينفعه الله بإنذار النبي صلى الله عليه وسلم إياه، حتى قتلهم الله بأيدي المؤمنين يوم بدرٍ؛ عُلِم أنهم مِمّن عنى الله -جَلَّ ثناؤُه- بهذه الآية» .
وقال ابنُ عطية (1/ 110 - 111): «وكلُّ من عيَّن أحدًا فإنما مَثَّل بمن كشف الغيبُ بموته على الكفر أنه في ضمن الآية» .
ووجَّهه ابنُ تيمية (1/ 155) بقوله: «جعلهم قادة الأحزاب لكَوْنهم أضَلُّوا الأتباعَ، والأحزاب يوم الخندق قد أسلم عامة قادتها وحَسُن إسلامهم، والحزب الآخر غطفان وقد أسلموا أيضًا» .
وانتقد ابنُ عطية (1/ 111) قولَ الربيع بن أنس بقوله: «هكذا حُكِي هذا القول، وهو خطأ؛ لأن قادة الأحزاب قد أسلم كثيرٌ منهم، وإنما ترتيب الآية في أصحاب القَلِيب» .
_________
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 254 (13025)، وابن جرير 1/ 259، 12/ 298، وابن أبي حاتم 4/ 1284 (7250)، 4/ 1385 (7875)، 8/ 2749 (15531).
قال الهيثمي في المجمع 7/ 85 (11243): «ورجاله وُثِّقُوا، إلا علي بن أبي طلحة، قيل: لم يسمع من ابن عباس» . وقال الحافظ ابن حجر في العجاب 1/ 315: «إسناد جيد» .
(2)
أخرجه ابن جرير 1/ 258.
إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 40 (93) دون آخره. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 1/ 259، 273.
460 -
عن الحسن [البصري]-من طريق الربيع بن أنس- قال: أمّا القادةُ فليس فيهم نَجِيبٌ، ولا ناجٍ، ولا مُهْتَدٍ
(1)
. (ز)
461 -
قال الضحاك: نزلت في أبي جهل، وخمسة من أهل بيته
(2)
. (ز)
462 -
قال الكلبي: يعني: اليهود
(3)
. (ز)
463 -
قال مقاتل بن سليمان: نزلت هاتان الآيتان في مشركي العرب، منهم: شيبة وعتبة ابنا ربيعة، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل ابن هشام -اسمه عمرو-، وعبد الله بن أبي أُمَيَّة، وأُمَيَّة بن خَلَف، وعمرو بن وهب، والعاص بن وائل، والحارث بن عمرو، والنَّضْر بن الحارث، وعَدِيُّ بن مُطْعِم بن عَدِيّ، وعامر بن خالد، وأبو البَخْتَرِي ابن هشام. ثم رجع إلى المنافقين فقال عز وجل:{ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر}
(4)
[52]. (ز)
[52] رجَّح ابنُ جرير (1/ 260 - 262) مستندًا إلى دلالة السياق أنّ الآية نزلت «في أحبار اليهود الذين قُتِلوا وماتوا على الكفر، مُسْتَدِلًّا بأنّ مجيء قول الله: {إن الذين كفروا سواء عليهم} عَقِيبَ خبر الله عن مؤمني أهل الكتاب يُقَوِّي أن المراد بذلك الخبر عن كُفّار أهل الكتاب، ومُسْتَدِلًّا باستمرار آيات السورة في ذكر أخبارهم، وبيان أخذ الله العهود والمواثيق عليهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: {يا بَنِي إسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 40] وما بعدها، وأنّ الخبر إذا كان أوًّلًا عن مُؤمِني أهل الكتاب، وآخرًا عن مشركيهم، فأَوْلى أن يكون وسَطًا عنهم، إذْ كان الكلامُ بعضُه لبعض تَبَعٌ» .
ورجَّح ابنُ عطية (1/ 110 - 111) ما أفاده قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة من أنّ الآية عامة فيمن سبق في علم الله أنه لا يؤمن.
وكذا رجَّحه ابنُ كثير (1/ 277).
وبيَّن ابنُ تيمية (1/ 152 - 156) أنّ الآية مطلقةٌ عامَّةٌ تتناولُ كلَّ الكفار، وأنّ المراد بها أن الكافر ما دام مُصِرًّا على كُفْرِه لا ينفعه الإنذار؛ للحُجُب التي على قلبه وسمعه وبصره، وذلك لا يمنع انتفاعَه بالإنذار إذا زالت تلك الحُجُب.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 1/ 273 - 274.
(2)
تفسير الثعلبي 1/ 149. وعلَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 231، والوسيط 1/ 83.
(3)
تفسير الثعلبي 1/ 149، وتفسير البغوي 1/ 64. وعلَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 231، والوسيط 1/ 83.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 88.