الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونوقش هذا:
بأن ركوب الهدي مقيد بحال الاضطرار؛
(ح-985) لما رواه مسلم من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، قال:
سمعت جابر بن عبد الله سئل عن ركوب الهدي، فقال: سمعت النبي يقول: اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرًا
(1)
.
فإن مفهوم هذا الحديث أنه يركب إذا اضطر لذلك، ويتركه إذا ارتفعت الضرورة، وإذا كان الإجماع على أنه لا يجوز له تأجيرها
(2)
، كان الانتفاع منها كذلك ليس له أن ينتفع منها إلا في حال الضرورة.
ويجاب بجوابين:
الأول: أن أبا الزبير قد اختلف عليه في قوله: (إذا ألجئت إليها)
(ح-986) فقد رواه مسلم من طريق معقل، عن أبي الزبير، قال:
سألت جابرًا رضي الله عنه عن ركوب الهدي، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اركبها بالمعروف حتى تجد ظهرًا
(3)
.
(1)
. مسلم (1324).
(2)
. شرح معاني الآثار (2/ 162).
(3)
. الحديث رواه أبو الزبير، عن جابر رضي الله عنه، واختلف على أبي الزبير:
فرواه معقل، عن أبي الزبير كما في صحيح مسلم وليس فيه ذكر (إذا ألجئت إليها).
وتابعه على ذلك ابن لهيعة كما في مسند أحمد (3/ 348)، وشرح معاني الآثار للطحاوي (2/ 162). وقد قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص: 417): «قد استنكر الإمام أحمد روايات معقل عن أبي الزبير، وقال: هي تشبه أحاديث ابن لهيعة، وقد تتبع ذلك فوجد كما قال أحمد» ، قلت: كيف وقد رواه ابن لهيعة.
ورواه ابن جريج، واختلف على ابن جريج فيه:
فرواه أبو خالد الأحمر كما في مصنف ابن أبي شيبة (15129)، ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في مسنده (1815)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 162)، وفي أحكام القرآن (1772)، وابن حبان في صحيحه (4015، 4017).
وأنس بن عياض كما في مسند أبي عوانة، انظر إتحاف المهرة (3423) كلاهما رواه عن ابن جريج، عن أبي الزبير دون زيادة (إذا ألجئت إليها).
ورواه ابن أبي زائدة كما في مسند أبي يعلى (2204).
وحجاج بن محمد كما في مسند أحمد (3/ 325) كلاهما عن ابن جريج به بذكر الزيادة.
ورواه محمد بن المنكدر في مسند أبي يعلى (2199) عن سفيان بن وكيع، عن محمد بن المنكدر، عن ابن جريج به، بلفظ (إذا ألجئت إليها) وسفيان بن وكيع، ضعيف
ورواه محمد بن بكر البرساني، واختلف عليه:
فرواه ابن خزيمة في صحيحه (2499) عن محمد بن معمر القيسي، ثنا محمد بن بكر (البرساني) حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، بدون قوله:(إذا ألجئت إليها).
ورواه أحمد بن حنبل (3/ 324) عن محمد بن بكر مقروناً بحجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير به، بزيادة (إذا ألجئت إليها) ولعل هذا لفظ حجاج بن محمد، فإنه رواه أحمد عنه عن حجاج من طريق مستقل بهذه الزيادة (3/ 325) والله أعلم.
ورواه يحيى بن سعيد القطان، واختلف عليه:
فرواه محمد بن بشار كما في صحيح ابن خزيمة (2498)، ومستخرج أبي نعيم (3067)، عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن جريج به بدون ذكر (إذا ألجئت إليها)
وخالفه كل من:
أحمد بن حنبل كما في المسند (3/ 317)، ومن طريق أحمد رواه أبو داود في مسنده (1761)،
ومحمد بن حاتم كما في صحيح مسلم (1324).
وعمرو بن علي الفلاس كما في سنن النسائي (المجتبى)(2802)، والكبرى للنسائي (3770).
وعبد الله بن هاشم كما في منتقى ابن الجارود (429).
ومحمد بن أبي بكر المقدمي كما في السنن الكبرى للبيهقي (5/ 236).
ومسدد كما في المعرفة للبيهقي (4/ 260 - 261). فتبين من هذا أن أبا الزبير قد اختلف عليه في هذه الزيادة، وإن كان الأكثر على ذكرها، والله أعلم.