الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن حجر الهيتمي من الشافعية
(1)
.
وقال إمام الحرمين: «وأصل الهبة مجمع عليه»
(2)
.
وقال العمراني في البيان: أجمع المسلمون على استحبابها»
(3)
.
الدليل السادس:
لما كانت الهبة من صفات الكمال وصف الله بها نفسه، ولله المثل الأعلى:
قال تعالى: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [ص: 9].
وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا} [ص: 43].
وقال تعالى: {يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى:49].
وقال تعالى: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [ص: 35].
وقال تعالى: {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].
فالله سبحانه وتعالى هو الوهاب، يهب للمؤمل فوق ما يؤمل، ويعطي السائل قبل أن يسأل، وأكثر مما يسأل، قال تعالى:{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: 34].
وإذا اتصف أحد من البشر بصفة الواهب فقد شرف قدره، وارتفعت منزلته، واتصف بصفات الكرام، وأبعد عن الشح والبخل، واكتسب محبة الناس.
قال ابن عبد البر: و «العلة فيها استجلاب المودة، وسل سخيمة الصدر،
(1)
. الحاوي الكبير (7/ 534)، تحفة المحتاج (6/ 295).
(2)
. نهاية المطلب (8/ 407).
(3)
. البيان في مذهب الإمام الشافعي (8/ 108).
ووجده، وحقده، وغله؛ لتعود العداوة محبة، والبغضة مودة، وهذا مما تكاد الفطرة تشهد به؛ لأن النفوس جبلت عليه»
(1)
.
«ولقد أحسن القائل
هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هوى وودا وتكسوهم إذا حضروا جمالا
وقال غيره:
إن الهدايا لها حفظ إذا وردت أحظى من الابن عند الوالد الحدب»
(2)
.
وفي الصحيحين: اليد العليا خير من اليد السفلى، والعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة
(3)
.
وكان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
(ح-1104) وروى مسلم في صحيحه من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت،
عن أنس، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنمًا بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم أسلموا، فوالله إن محمدًا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر.
فقال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها
(4)
.
* * *
(1)
. الاستذكار (8/ 293).
(2)
. التمهيد (21/ 19).
(3)
. البخاري (1429)، ومسلم (1033).
(4)
. صحيح مسلم (2312).