الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مملوكين له عند موته، لم يكن له مال غيرهم، فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجزأهم أثلاثًا، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة، وقال له قولا شديدًا
(1)
.
وليس في الحديث ما يدل على تخصيص الحكم بالعتق دون سائر التبرعات، بل هذا من الجمود على الظاهر.
قال ابن عبد البر: «أجمع الجمهور من العلماء الذين هم حجة على من خالفهم أن هبات المريض، وصدقاته، وسائر عطاياه
…
لا ينفذ منها إلا ما حمل ثلثه»
(2)
.
ونوقش هذا الحديث من وجهين:
الوجه الأول:
أن المعتبر في الثلث هو القيمة، وليس العدد، سواء كان الحاصل من ذلك اثنين منهم، أو أقل، أو أكثر.
ويجاب:
بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جزأهم ثلاثة أجزاء، وهذا يدل على أنه أقامهم وعدلهم بالقيمة، ويحتمل أن قيمهم متساوية.
قال الخطابي في معالم السنن: «عبيد أهل الحجاز إنما هم الزنوج والحبش، والقيم قد تتساوى فيها غالباً أو تتقارب»
(3)
.
(1)
. صحيح مسلم (1668).
(2)
. الاستذكار (7/ 282).
(3)
. معالم السنن (4/ 76).