الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
24
- قال المصنف رحمه الله[1/ 592]: وَرَوَى الحَافِظُ أَبُوْ يَعْلَى المَوْصِلِيِّ، مِنْ طَرِيْقِ دُرُسْت بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيْدَ الرَّقَاشِيِّ - وَهُمَا ضَعِيفَانِ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الشَّمْسُ وَالقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ» .
إسناد الحديث ومتنه:
قال أبو يعلى الموصلي رحمه الله: حدثنا موسى بن محمد بن حيان، قال: حدثنا دُرُسْت بن زياد، قال: حدثنا يزيد الرقاشي، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الشمس والقمر ثوران عقيران في النار» .
[«المسند» لأبي يعلى (7/ 148) (4116)]
دراسة الإسناد:
- موسى بن محمد بن سعيد بن حيَّان (1)، أبو عمران البصري.
صَدُوْقٌ.
روى عن: سَلْم بن قتيبة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم.
روى عنه: أبو يعلى، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبد الله الحضرمي (2)، وغيرهم.
(1) تصحَّف في مطبوعة «الميزان» إلى جيان - بالجيم -، والصواب أنه بالحاء المهمله، وجاء على الصحيح في طبعة الرسالة وفيها (4/ 411) قال الذهبي في آخر ترجمته:(وقد نقطه «بجيم» ابنُ الأزهر الصريفيني، فوهِم).
(2)
شيخ الطبراني، كما في «المعجم الكبير» (3/ 32)(2585)،وغيرِه.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: ربما خالف.
وذكر الخطيب أنه رُوي عنه أحاديث مستقيمة.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» : (بصريٌّ صدوق).
وهو من رجال «الأحاديث المختارة» للضياء (1)، وقد اشترط الصحة.
قال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة حديثه، ولم يقرأ علينا، كان قد أخرجه قديماً في فوائده (2).
والراجح - والله أعلم - أنه صدوق، وتَرْكُ أبي زرعة حديثه، لعله لأجل مخالفته، التي أشار إليها ابن حبان، وهي التي أنزلته عن رتبة الثقة.
توفي سنة بضع وثلاثين ومئتين.
[«الجرح والتعديل» (8/ 161)، «الثقات» (9/ 161)، «تاريخ بغداد» (15/ 34)، «ميزان الاعتدال» (5/ 346)، «المغني في الضعفاء» (2/ 442)، «تاريخ الإسلام» (18/ 503)، «توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين (2/ 162)، «تبصير المنتبه» لابن حجر (1/ 277)، «لسان الميزان» (7/ 129)]
- دُرُسْت - بضم أوله والراء، وسكون المهمله، بعدها مثناة - بن زياد العَنْبَري، ويقال: القُشَيْري، أبو
الحسن، ويقال: أبو يحيى البصري القزاز.
ضَعِيْفٌ جِدَّاً.
قال ابن معين: لاشئ، وقال البخاري: حديثه ليس بالقائم، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: ليس حديثه بالقائم، عامة حديثه عن يزيد الرقاشي، ليس يمكن أن يعتبر به.
(1) ينظر: «الأحاديث المختارة» (9/ 475)(458).
(2)
في «الميزان» : (ضعفه أبو زرعة، ولم يُترك). وأتبعه ابن حجر في «اللسان» بعبارة ابن أبي حاتم.
وضعفه أبو داود، والنسائي، وابن حبان حيث قال:«منكر الحديث جداً يروي عن مطر وغيره أشياء يتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة، لايحل الاحتجاج بخبره» ،وضعفه أيضاً الدارقطني، وغيرهم.
خالف هؤلاء الأئمة: عبد الوهاب بن غسان بن مالك البصري فوثَّقه.
وابنُ عدي حيث قال: «أرجو أنه لابأس به» (1).
وكلامهما معارَض بكلام عامة الأئمة.
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ضعيف.
[«التاريخ الكبير» للبخاري (3/ 253)، «الضعفاء» للبخاري (112)، «الضعفاء» للنسائي (186)، «الجرح والتعديل» (3/ 437)، «المجروحون» لابن حبان (1/ 359)، «الكامل» لابن عدي (3/ 101)، «تهذيب الكمال» (8/ 480)، «توضيح
المشتبه» (4/ 29)، «تهذيب التهذيب» (3/ 209)، «تقريب التهذيب» (ص 310)]
- يزيد بن أبان الرّقَاشي - بتخفيف القاف -، أبو عمرو البصري الزاهد القاصّ.
ضَعِيْفٌ جِدَّاً.
أثنى عليه في عبادته وصلاحه: ابنُ معين، وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان.
وضعفه ابنُ سعد وزاد: كان قدرياً.
قال شعبة: لأن أقطع الطريق أحب إليَّ من أن أروي عن يزيد الرقاشي.
وقال: لأن أزني أحبّ إليّ مِنْ أنْ أُحدِّث عن يزيد الرقاشي، وقال أحمد: لا يكتب حديثه، وذكرَ أنه منكر الحديث، وفي رواية: ليس ممن يحتج به.
(1) وقد ساق الحديث أعلاه ضمن ما أُنكر عليه، والذي يظهر أن أراد بذلك مصطلحاً خاصاً به، وهو: أن الراوي لا يتعمد الكذب، قال المعلمي في تحقيقه ل «الفوائد المجموعة» للشوكاني (ص 35): (هذه الكلمة رأيت ابن عدي يطلقها في مواضع تقتضي أن يكون مقصوده «أرجو أنه لا يتعمد الكذب
…
») وانظر أيضاً (ص 459)، و «شفاء العليل» للسليماني (ص 289).
وضعفه ابن معين، وفي رواية ابن أبي خيثمة عنه قال: رجلٌ صالح، وليس حديثه بشئ.
ولما أثنى عليه أبو حاتم في صلاحه وعبادته قال: وفي حديثه ضعف، وقال البسوي: فيه ضعف.
قال مسلم، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وضعفه الإمام أحمد في رواية، وأبو زرعة، والترمذي، والنسائي في موضع، والدارقطني، والبرقاني، وغيرهم.
قال ابن حبان بعد أن أثنى عليه في صلاحه: (كان ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن، فيجعله عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لايعلم، فلما كثر في روايته ماليس من حديث أنس وغيره من الثقات، بطل الاحتجاج به، فلا
تحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب).
قال ابن عدي: (له أحاديث صالحة عن أنس وغيره، ونرجو أنه لابأس به، برواية الثقات عنه، من البصريين والكوفيين وغيرهم).
قا ل الذهبي في «الكاشف» : ضعيف. وقال ابن حجر في «التقريب» : زاهد ضعيف.
والراجح أنه ضعيف جداً، لقول شعبة فيه، وقول الإمام مسلم وغيره: متروك.
وأما قول ابن عدي، فلم يتابعه عليه أحد، وقد خالف بذلك الأئمة في اتفاقهم على ضعفه (1).
توفي قبل 120هـ.
(1) ولم يظهر لي أنها على المصطلح الخاص به، التي تدل على أن الراوي لا يتعمد الكذب - كما سبق في ترجمة «درست» (ص323)؛ لأن سياق كلامه يأبى حمله على المعنى الخاص.