الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
130
- قال المصنف رحمه الله[1/ 650]: وفي «سُنَنِ» أبي دَاوُدَ، عَن مُجاهِدٍ، عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُما -:«أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أهدَى عَامَ الحُدَبِيَّة في هَدَايَاهُ جَمَلاً كَانَ لأَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، في أنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، يَغِيْظُ بِذَلِكَ المُشْرِكِينَ» .
إسناد الحديث ومتنه:
قال أبو داود رحمه الله: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِىُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ - الْمَعْنَى - قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِى: ابْنَ أَبِى نَجِيحٍ - حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِى هَدَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَلاً كَانَ لأَبِى جَهْلٍ، فِى رَاسِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ.
قَالَ ابْنُ مِنْهَالٍ: بُرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، زَادَ النُّفَيْلِىُّ: يَغِيظُ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ.
[«السنن» لأبي داود (ص205)، كتاب المناسك، باب في الهدي، حديث (1749)]
دراسة الإسناد
- عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل القُضَاعي، أبو جعفر النُّفَيلي الحَرَّاني.
ثِقَةٌ، حَافِظٌ.
أثنى عليه: الإمام أحمد، وابن معين، وأبو داود.
ووثَّقَه: أبو حاتم، ولفظه: الثقة المأمون، والنسائي، وابن قانع، والدارقطني وقال:(ثقة، مأمون، مُحتجٌّ به).
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ، حَافِظٌ. ت 234 هـ.
[«الجرح والتعديل» (5/ 159)، «سؤالات الحاكم للدارقطني» (380)، «تهذيب الكمال» (16/ 88)، «سير أعلام النبلاء» (10/ 634)، «تهذيب التهذيب» (6/ 16)، «تقريب التهذيب» (ص 543)]
- محمد بن سَلَمة بن عبد الله البَاهِليُّ مولاهم، أبو عبد الله الحرَّاني.
ثِقَةٌ.
وثَّقَه: ابن سعد وزاد: وكان صدوقاً، والعجلي، والنسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
وقال أبو عروبة: أدركنا الناس لا يختلفون في فضله وحفظه. قال أبو حاتم: كان له فضل ورواية. قال أحمد في رواية الميموني: ليس بحديثه بأس. وقال في رواية ابنه عبد الله: [حدثنا محمد بن سلمة بحديث، فقال: عن بُشر بن سعيد، فقلت له: إنما هو بسر بن سعيد، فقال لي هكذا: بشر بن سعيد، مرتين، وأبى أن يرجع.
قال الإمام أحمد: لم يكن من أصحاب الحديث، ولم يكن به بأس، أُراه رجلاً صالحاً، وأثنى عليه خيراً].
وذكر أحمد أيضاً عنه: أنه لا يكاد يقول في شيء من حديثه: حدثنا.
وفي رواية عن أحمد أيضاً أنه قال عنه: شيخ، صدوق، وكان أمثل من عتاب بن بشير.
قال الذهبي في «السير» : الإمام، المحدث، المفتي.
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ.
وهو الراجح؛ لتوثيق من سبق، وقد احتج به مسلم في «صحيحه» ، وأخرج له الأربعة.
ت 191 هـ.
[«الطبقات» لابن سعد (7/ 485)، «العلل» لأحمد رواية عبد الله (3/ 77، 438) (4255) (5867)، «رواية المروذي» (ص 247)، (496)، «الثقات» للعجلي (2/ 239)، «الجرح والتعديل» (7/ 276)، «تهذيب الكمال» (25/ 289)، «سير أعلام النبلاء» (9/ 49)، «تهذيب التهذيب» (9/ 193)، «تقريب التهذيب» (ص 849)]
- محمد بن إسحاق بن يسار المدني، أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله القرشي المطلبي مولاهم.
صَدوقٌ إذا روى عن المعروفين، وصرَّح بالسماع منهم، ولم يخالِفِ الثقاتَ. وهو مُدَلِّس
من «المرتبة الرابعة» عند ابن حجر، وهُمْ: مَنْ لا يحتجُّ بحديثه إلا ما صرح بالسماع؛ لكثرة تدليسه عن الضعفاء والمجاهيل. سبقت ترجمته في الحديث رقم (15)
- عبد الله بن أبي نَجِيح، واسمه: يسار، الثقفي، مولاهم، أبو اليسار المكي.
ثِقَةٌ.
وثَّقَه: ابن سعد، وزاد: كثيرالحديث، ابن معين، وابن المديني، وأحمد، والعجلي، ويعقوب بن شيبة، وأبو زرعة الرازي، والنسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقد ذُكر فيه أمران:
الأول: البدعة.
قال يحيى القطان: كان معتزلياً، وقال مرة: من رؤوس الدعاة. وقال ابن المديني: أما الحديث فهو فيه ثقة، وأما الرأي فكان قدرياً معتزلياً، وقال أحمد بن حنبل: أفسدوه بأخرة، وكان جالس عمرو بن عُبيد. وقال البخاري: كان يتهم بالقدر والاعتزال. وقال أبو حاتم: يقال في ابن أبي نجيح القدر، وهو صالح الحديث.
قلتُ: ومع هذا فلم يؤثر وصفه بالبدعة في مروياته، فوثقه الأئمة واحتجوا به، فغالب من وصفه بالبدعة، وثقه، ومنهم من جمع بين التوثيق والوصف بالبدعة في عبارة واحده كابن المديني.
وقد احتج به الشيخان في «صحيحيهما» مع وصف البخاري له بالبدعة - كما سبق -.
قال الذهبي في «السير» : (قد قفز القنطرة، واحتج به أرباب الصحاح، ولعله رجع عن
البدعة، ولقد رأى القدر جماعة من الثقات، وأخطأوا، نسأل الله العفو).
الثاني: التدليس.
قال ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» : (أكثر عن مجاهد، وكان يدلس عنه، وصفه بذلك النسائي)، وأورده في المرتبة الثالثة وهم: الذين أكثروا من التدليس، فلم يحتج الأئمة من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع.
قلت: أما ما ذكر من تدليسه، فهو خاص في روايته التفسير فقط عن مجاهد في قول الأكثر، وبيان ذلك:
قال يحيى القطان: (لم يسمع ابن أبي نجيح من مجاهد التفسير، كله يدور على القاسم بن أبي بزة)(1)، وقال ابن عيينة: تفسير مجاهد لم يسمعه إنسان إلا القاسم بن أبي بزَّة.
وقال ابن حبان: (ما سمع التفسير من مجاهد أحدٌ غير القاسم بن أبي بزة، نظر الحكم بن عتيبة، وليث بن أبي سُليم، وأبي نجيح، وابن جُريج، وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه، ثم دلسوه عن مجاهد).
وكذا أنكر ابن المديني سماع ابن أبي نجيح التفسير عن مجاهد.
وقد صحح الثوري حديثه كما في «الجرح والتعديل» ، وألمح إلى تصحيحه ابن معين لما سئل عن تفسير ورقاء أحب إليك أم تفسير شيبان عن قتادة؟ قال: تفسير ورقاء؛ لأنه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ومجاهد أحب إليّ من قتادة.
وقد احتج البخاري في «صحيحه» بحديث ابن أبي نجيح، عن مجاهد، يُنظر: الحديث رقم (4531) ورقم (4279) و (4474).
وقد جاء في «العلل» للإمام أحمد رواية عبد الله (1/ 218) و «تاريخ ابن معين» رواية
(1) والقاسم هو ابن أبي بَزَّة، القارئ، مولى بني مخزوم قال في «التقريب» (ص 790): ثقة. ت 115 هـ، وقيل: قبلها، أخرج حديثه الجماعة.
الدوري (3/ 142).
قال أحمد: حدثنا وكيع، قال: حدثنا فضيل - يعني ابن عياض -، عن عُبيد - يعني المكتب - قال: رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهد.
فهذا نص يفيد برواية أصحاب مجاهد عنه التفسير، وهو يخالف ما ذكره القطان، وابن عيينة من أنه لم يسمع التفسير إلا القاسم.
خاصة وأن ابن معين لما سئل عن قول ابن عيينة بأن ابن أبي نجيح لم يسمعه من مجاهد؟ قال: (هكذا قال سفيان). وفي «سؤالات ابن الجنيد لابن معين» لما سئل عن قول القطان قال: (كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحق ذلك أم باطل؟! زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة، ولم يسمعه من مجاهد أحدٌ غير القاسم. ثم قال ابن معين: ولا ندري ما هذا).
وقال قال الإمام أحمد كما في «مسائل صالح للإمام أحمد» (1215): (ليس أحد أروى عن مجاهد من منصور، إلا ابن أبي نجيح).
فيحتمل أن مجاهداً أملى التفسير على طلابه، ولم يتلقه كاملاً إلا القاسم، والبقية رووا بعضه، وهذا القول يجمع قول مَنْ نفى، وقول من رجح روايته كما في تصحيح الثوري تفسير ابن أبي نجيح، وقول ابن معين، وتوقُّفِه مِنْ رأي القطان وابن عيينة، واحتجاج البخاري في «صحيحه» بروايته التفسير عن مجاهد.
قال الذهبي في «السير» : وعن بعضهم قال: لم يسمع ابن أبي نجيح كلَّ التفسير من
مجاهد. قال الذهبي: هو من أخص الناس بمجاهد.
وقال: قال علي أما التفسير فهو فيه ثقة يعلمه. قد قفز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح.
وفي «الميزان» نقل عبارة القطان وهي [لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم بن أبي بزة] ومثله في «المغني» .
وعلى فرض تدليسه في بعض رواياته، فالواسطة القاسم بن أبي بزة، وهو ثقة - كما سبق -.
وقد يقال: بأن روايته فيما لم يسمعه من مجاهد وجادةً.
فالذي يترجح: تقييد وصفه بالتدليس - عند مَنْ يراه - بروايته التفسير عن مجاهد.
هذا أولاً، ثم إنه يكون من المرتبة الثانية ممن احتُمل تدليسه، لأنه لم يدلس إلا عن ثقة.
والمرجح فيما مضى قبوله مطلقاً، وعدم التوقف في حديثه عن مجاهد، في التفسير، وغيره.
لذا، وضعُ ابن حجر له في «المرتبة الثالثة» وهم: مَنْ أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم مَنْ قبلهم.
وضعه في هذه المرتبة فيه نظر - والله أعلم -.
قال الذهبي في «الميزان» : صاحب التفسير، أخذ عن مجاهد، وعطاء، وهو من الأئمة الثقات.
وفي «السير» : الإمام، الثقة، المفسِّر
…
وقد قفز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح.
وقال في «المغني» : ثقة، وذكر أنه رُمي بالقدر.
وقال في «التقريب» : (ثقة، رُمي بالقدر، وربما دلس).
والصواب أنه ثقة مطلقاً، ولم يؤثر وصفه بالبدعة في مروياته - والاحتجاج به، وأما وصفه بالتدليس فقد سبق ترجيح قبوله ولو لم يصرح بالسماع. ت 131 هـ، وقيل: 132 هـ.
[«الطبقات» لابن سعد (5/ 483)، «العلل» لأحمد رواية الميموني (497)، «ورواية صالح» ط. الوطن (1215)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 334)، رواية ابن الجنيد (315)، «سؤالات عثمان بن أبي شيبة لابن المديني» (100)، «التاريخ الكبير» للبخاري (5/ 233)، «الثقات» للعجلي (2/ 64)، «الجرح والتعديل» (5/ 203)، «ذكر المدلسين» للنسائي (16)، «الثقات» لابن حبان (7/ 5)، «تهذيب الكمال» (16/ 215)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 125)، «ميزان الاعتدال» (3/ 229)، «المغني» (1/ 574)، «تهذيب التهذيب» (6/ 54)، «تقريب التهذيب» (ص 552)، «تعريف أهل التقديس» (77)، «هدي الساري» (ص 416)، «معجم المدلسين» (ص 281)، «روايات المدلسين في صحيح البخاري» د. عواد الخلف (ص 387)]