الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله: حدثنا أبو أُسَامَةَ قال: حدثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ قال: حدثنا مُجَالِدُ بن سَعِيدٍ، عن عُمَيْرِ بن زوذى أبي كَثيرة قال: خَطَبَنَا عَلِيٌّ يَوْمًا، فَقَامَ الْخَوَارِجُ فَقَطَعُوا عليه كَلَامَهُ، قال: فَنَزَلَ فَدَخَلَ، وَدَخَلْنَا معه، فقال: أََلَا إني إنَّمَا أُكِلْت يوم أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ، ثُمَّ قال: مَثَلِي مَثَلُ ثَلَاثَةِ أَثْوَارٍ وَأَسَدٍ اجتمعن في أَجَمَةٍ: أَبْيَضَ، وَأَحْمَرَ، وَأَسْوَدَ، فَكَانَ إذَا أَرَادَ شيئاً مِنْهُنَّ اجتمعن، فامتنعن منه، فقال لِلْأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ: إنه َلَا يَفْضَحُنَا في أَجَمَتِنَا هذه إَلَا مَكَانُ هذا الأَبْيَضِ، فَخَلِّيَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ حتى آكُلَهُ، ثُمَّ أَخْلُو أنا وَأَنْتُمَا في هذه الأَجَمَةِ، فَلَوْنُكُمَا على لَوْنِي، وَلَوْنِي على لَوْنِكُمَا، قال: فَفَعَلَا، قال: فَوَثَبَ عليه، فلم يَلْبِثْ أَنْ قَتَلَهُ.
قال: فَكَانَ إذَا أَرَادَ أَحَدُهُمَا اجْتَمَعَا، فَامْتَنَعَا منه، فقال لِلْأَحْمَرِ: يا أَحْمَرُ، إنه َلَا يُشْهِرُنَا في أَجَمَتِنَا هذه إَلَا مَكَانُ هذا الأَسْوَدِ، فَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حتى آكُلَهُ، ثُمَّ أَخْلُو أنا وَأَنْتَ، فَلَوْنِي على لَوْنِك، وَلَوْنُك على لَوْنِي، قال: فَأَمْسَكَ عنه، فَوَثَبَ عليه، فلم يلبِثْ أن قَتَلَهُ، ثُمَّ لَبِثَ ما شَاءَ اللهُ، ثُمَّ قال لِلْأَحْمَرِ: يا أَحْمَرُ، إنِّي آكُلُك. قال: تَاكُلُنِي؟! قال: نعم، قال: إما لا، َ فَدَعَنْي حتى أُصَوِّتَ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ، ثُمَّ شَانُك بِي، قال: فقال: أََلَا إنِّي إنَّمَا أُكِلْت يوم أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ. قال: ثُمَّ قال عَلِيٌّ: أََلَا وَإِنِّي إنَّمَا وهَنتُ يومَ قُتِلَ عُثْمَان».
[«المصنف» لأبي بكر بن أبي شيبة (21/ 457 - 458) (39088)]
دراسة الإسناد:
- حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد القرشي مولاهم، أبو أسامة الكوفي.
ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
قال ابن سعد: كان ثقة، مأموناً، كثير الحديث، يدلس، ويُبَيِّن (1) تدليسه، وكان صاحب سنة وجماعة.
قال الإمام أحمد: كان ثبتاً، ما كان أثبته، لا يكاد يُخطئ.
وقال: كان صحيح الكتاب، ضابطاً للحديث، كيساً صدوقاً.
ووثَّقَه ابن معين، والعجلي، والدارقطني، وغيرهم.
وقد ذُكر فيه أمران:
الأول: التدليس.
وصفه بذلك ابن سعد - كما سبق - وذكر أنه كان يبيِّنُ تدليسَه، ووصفه أيضاً المعيطي فيما قاله عنه الأزدي.
قال المعيطي: كان كثير التدليس، ثم رجعَ عنه.
ووَصْفُهُ بكثرة التدليس، إنما هو عن المعيطي فقط، والناقل عنه «الأزدي» ضعيف.
وقد ذكره ابن حجر في «المرتبة الثانية» من مراتب المدلسين، وهم: مَنْ احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقِلَّةِ تدليسه في جنب ما روى. أو كان لا يُدلِّسُ إلا عن ثقة.
والذي يظهر أن تدليسه قليل، لذا يبُيِّنُه، ويحتمل أنه رجع عنه على قول المعيطي.
الثاني: سرقة الحديث.
قال ابن حجر في «التهذيب» : حكى الأزدي في «الضعفاء» عن سفيان بن وكيع، قال: كان أبو أسامة يتتبع كتب الرواة، فيأخذها، وينسخها
…
، قال سفيان بن وكيع: إني لأعجب كيف
جاز حديث أبي أسامة، كان أمره بيناً، وكان من أسرق الناس لحديثٍ جيِّد».
(1) تصحف في المطبوعة «وتبين» والصواب المثبت كما في «تعريف أهل التقديس» (ص 34).
وهذا القول باطل، الأزدي، وسفيان بن وكيع، ضعيفان.
قال الذهبي في «الميزان» : أبو أسامة لم أورده لشيء فيه، ولكن ليعرف أن هذا القول باطل.
قال ابن حجر في «هدي الساري» : سفيان بن وكيع هذا ضعيف، لا يُعْتَدُّ بهِ، كما لا يعتد بالناقل عنه، وهو أبو الفتح الأزدي.
وقال في «تقريب التهذيب» : ثقةٌ، ثبتٌ، ربَّما دلَّس، وكان بأَخَره يحدث من كتب غيره.
قول ابن حجر: في الحكم عليه: (ربما دلَّس). ليس بجيِّد؛ لأنه يُبين تدليسَه، كما قاله ابن سعد.
وقوله: (وكان بأخره يحدث من كتب غيره)،ليس بصحيح، العمدة في الخبر على كلام الأزدي عن سفيان بن وكيع، وكلاهما ضعيف لا يعتد به. كما قاله ابن حجر رحمه الله في «التهذيب» وقد سبق نقل كلامه.
الخلاصة:
أنه ثقة ثبت. كما قال ابن حجر في «هدي الساري» : أحد الأئمة الأثبات، اتفقوا على توثيقه، وشذ الأزدي فذكره في «الضعفاء» .
ت 201 هـ.
[«الطبقات» لابن سعد (6/ 394)، «العلل» للإمام أحمد رواية عبد الله (745) (772) (5980) (5981)، «التاريخ الكبير» للبخاري (3/ 28)، «الجرح والتعديل» (3/ 132)، «الثقات» لابن حبان (6/ 222)، «تهذيب الكمال» (7/ 217)، «ميزان الاعتدال» (2/ 111)، «نهاية السول» لبسط ابن العجمي (3/ 490)، «تهذيب التهذيب» (3/ 2)، «تقريب التهذيب» (ص 267)، «هدي الساري» (ص 399)، «تعريف أهل التقديس» (44)]
- حماد بن زيد بن دِرْهم الأزدي مولاهم، الجهضمي، أبو إسماعيل البصري.
ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، فَقِيْهٌ.
مجمَعٌ على إمامته وفضله.
قال عبد الرحمن بن مهدي: «أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة» .
قال أحمد بن حنبل: «حماد بن زيد من أئمة المسلمين، من أهل الدين والإسلام» .
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثقة، ثبت، فقيه، قيل: إنه كان ضريراً، ولعله طرأ عليه؛ لأنه صح أنه كان يكتب.
ت 179 هـ.
[«الطبقات» لابن سعد (7/ 286)، «الجرح والتعديل» (1/ 176)، (3/ 137)، «تهذيب الكمال» (7/ 239)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 456)، «تهذيب التهذيب» (3/ 9)، «تقريب التهذيب» (ص 268)]
- مُجالِدُ بن سعيد بن عمير الهَمْداني، أبو عمرو، ويقال: أبو عُمير، ويقال: أبو سعيد، الكوفي.
ضَعِيفٌ، خاصةً في الشعبي، وفيما حدَّث به في آخرِ عُمُره. وقد سقبت ترجمته في الحديث رقم (13).
- عمير بن زُوذي، أبو كثير (1).
مَجْهُوْلٌ.
روى عن: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
روى عنه: مجالد بن سعيد، و «عمران بن حدير» (2).
لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
[«تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 456)، «التاريخ الكبير» للبخاري (6/ 539)، «الطبقات» لمسلم (1/ 308)، (1426)، «الكنى والأسماء» لمسلم (ص 169)، «الجرح والتعديل» (6/ 376)، «الكنى والأسماء» للدولابي (3/ 933)]
(1) كذا في «تاريخ ابن معين» رواية الدوري، و «التاريخ الكبير» للبخاري، و «الكنى والأسماء» للإمام مسلم، وللدولابي أيضاً. وجاء في «الجرح والتعديل» أبو كثيرة، وكذا في مصنف ابن أبي شيبة - ط. عوامة -، أما طبعة الرشد (14/ 306)(38929) أبو كثير، وذكر أن النسخ بلا نقط. وصحَّح من «التاريخ الكبير» .
(2)
«الكنى والأسماء» للدولابي (3/ 934) وعمران قال عنه في «التقريب» (ص 750): ثقة، ثقة.