الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا ليت شِعْري هل أبيتَنَّ ليلةً
…
*
…
بفَخٍّ وحَوْلي إذْخرٌ وجَليلُ
وهل أرِدَنْ يوماً مياهَ مَجَنَّةٍ * وهل يبدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ
قال ابن هشام: شامة وطفيل: جبلان بمكة (1).
دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل وباء المدينة الى مهيعة، قالت عائشة رضي الله عنها: فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعتُ منهم، فقلت: إنهم ليهذون، وما يعقلون من شدة الحمى.
قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة، كما حَبَّبتَ إلينا مكة أو أشدّ، وبارك لنا في مدها وصاعها، وانقل وباءها إلى مَهْيَعَة» . ومهيعة: الجحفة
[«السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 229)](2)
دراسة الإسناد:
- محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، ويقال: ابن كُوثَان، المدني، أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله القرشي المُطَّلِبي مولاهم.
صَدُوْقٌ فإذا روى عن المعروفين، وصرح بالسماع منهم، ولم يخُالِف الثقات، فحديثه حسن، سواء كان في الأحكام، أو في المغازي، لكنه يُقدَّم في المغازي، لإمامته فيها.
سبقت ترجمته في الحديث رقم (15).
- هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو المنذر، وقيل: أبو عبد الله، المدني.
تَابِعِيٌّ، إِمَامٌ، ثِقَةٌ.
مجمع على توثيقه، والاحتجاج به.
(1) كذا وردت هذه الجملة التفسيرية في طبعات السيرة.
(2)
وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (3/ 222).
قال ابن سعد: كان ثقة، ثبتاً، كثير الحديث، حجة. وقال أبو حاتم: ثقة، إمام في الحديث.
ووثقه ابن معين، والعجلي، والدارقطني، وغيرهم.
وقد ذُكر فيه أمران:
الأول: التدليس.
قال يعقوب بن شيبة: (هشام ثقة ثبت، لم يُنكر عليه شيء، إلَاّ بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه؛ فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذي نراه أنه كان لا يحدث عن أبيه إلَاّ بما سمع منه، فكان تسهُّلُه أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه، عن أبيه).
قال ابن حجر في «هدي الساري» : هذا هو التدليس.
قال ابن رجب في تعليل ذلك: (وهذا فيما نرى أن كتبه لم تكن معه في العراق فيرجع إليها).
قال الذهبي: (في حديث العراقيين عن هشام أوهام تحتمل، كما وقع في حديثهم عن معمر أوهام).
والذي يظهر أن تدليس هشام كان قليلاً، ولم يشتهر بذلك كما قال العلائي، لذا أورده ابن حجر في المرتبة الأولى من مراتب الموصوفين بالتدليس، وهم: من لم يوصف بالتدليس إلا نادراً.
وهناك من نفى تدليسه مطلقاً، ووجَّه الكلام حوله، كما قرره المعلمي، قال في «التنكيل»: (
…
والتحقيق أنه لم يُدلس قط، ولكن كان ربما يحدث بالحديث عن فلان، عن أبيه، فيسمع الناس منه ذلك، ويعرفونه، ثم ربما ذكر ذلك الحديث بلفظ:«قال أبي» ، أو نحوه، اتكالاً على أنه قد سبق منه بيان أنه إنما سمعه من فلان عن أبيه، فيغتنم بعض الناس حكايته الثانية، فيروي ذاك الحديث عنه، عن أبيه؛ لما فيه صورة العلو، مع الاتكال على أن الناس قد سمعوا روايته الأولى، وحفظوها.
وفي مقدمة «صحيح مسلم» ما يصرح بأن هشاماً غير مدلس، وفيه أن غير المدلس قد يرسل، وذكر لذلك أمثلة: منها حديث رواه جماعة، عن هشام: أخبرني أخي عثمان بن عروة، عن عروة. ورواه آخرون، عن هشام، عن أبيه؛ ومع هذا، فإنما اتفق لهشام مثل ذلك نادراً، ولم يتفق إلا حيث يكون الذي بينه وبين أبيه ثقة لا شك فيه، كأخيه عثمان، ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة. والله الموفق). ا. هـ من «التنكيل» .
وعلى كلٍ إنْ ثبتَ أنه دلس، فهو قليل لم يشتهر عنه، ولا أثر له في رواياته، وقد قبله الأئمة مطلقاً، ولم يلتفتوا إلى مسألة التدليس - والله أعلم -.
الثاني: الاختلاط. رماه بذلك أبو الحسن بن القطان.
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» : (الرجل حجة مطلقًا، ولا عبرة بما قاله أبو الحسن
ابن القطان من أنه، وسهيل بن أبي صالح اختلطا، وتغيرا، فإن الحافظ قد يتغير حفظه إذا كبر، وتنقص حِدُّة ذهنِه، فليس هُوَ في شيخوخته كهُوَ في شبيبته، وما ثَمَّ أحدٌ بمعصوم من السهو والنسيان، وما هذا التغير بضارٍ أصلاً، وإنما الذي يضرُّ الإختلاط، وهشام فلم يختلط قط. هذا أمر مقطوعٌ به، وحديثُه محتجٌ به في الموطأ والصحاح، والسنن، فقول ابن القطان: إنه اختلط، قول مردود، مرذول، فأَرِنى إمامًا من الكبار سَلِم من الخطأ والوهم، فهذا شعبة وهو في الذروة، له أوهام، كذلك معمر، والأوزعي، ومالك رحمهم الله).
وذكر في «الميزان» نحو هذا الكلام، وقَسَا في العبارة على ابن القطان.
لكن ابن حجر التمس العذر لابن القطان، وذكر أنه إنما قال ذلك؛ بسبب ما قاله يعقوب ابن شيبة عن هشام، حينما قدم العراق.
وعلى ذلك أيضًا يحمل قول ابن خراش: «كان مالك لا يرضاه» .
قال ابن حجر في «هدي الساري» : (قد حُكِى عن مالك فيه شيء أشد من ذلك، وهو محمول على ما قال يعقوب، وقد احتج بهشام جميع الأئمة).
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» ثِقةٌ، فَقيهٌ، ربَّما دلَّس.
والراجح أنه ثِقَةٌ مطلقاً.
ت 145 هـ.
[«الطبقات» لابن سعد (7/ 321)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 618)، ورواية ابن الجنيد (72)(826)، «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1/ 258)، «الجرح والتعديل» (9/ 63)، «الثقات» لابن حبان (5/ 502)، «تاريخ بغداد» (16/ 56)، «بيان الوهم والايهام» (5/ 504)، «تهذيب الكمال» (30/ 232)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 34)، «تذكرة الحفاظ» (1/ 144)، «ميزان الاعتدال» (5/ 426)، «جامع التحصيل» للعلائي (ص 293)، «شرح علل الترمذي» لابن
رجب (2/ 605)، «كتاب المدلسين» لابن العراقي (67)، «هدي الساري» (ص 448)، «تهذيب التهذيب» (11/ 48)، «تقريب التهذيب» (ص1022)، «تعريف أهل التقديس» (30)، «التنكيل» للمعلمي (1/ 503)]
- عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني.
ثِقَةٌ.
قال ابن سعد: كان قليل الحديث. وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن حجر في «الفتح» : مدنيٌّ، ثقةٌ، قليل الحديث
…
وقال في «تقريب التهذيب» : مقبول.
روى له البخاري ومسلم حديثاً واحداً في الأصول (1)، والنسائي حديثاً آخر.
[«الطبقات» لابن سعد - ط. الخانجي - (7/ 463)، «التاريخ الكبير» (6/ 167)، «الجرح والتعديل» (6/ 117)، «الثقات» لابن حبان (7/ 166)، «تهذيب الكمال» (21/ 413)، «تهذيب التهذيب» (7/ 469)، «فتح الباري» (10/ 371)، «تقريب التهذيب» (ص 722)]
(1) وهو حديث عائشة رضي الله عنها: طيبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديَّ بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام. أخرجه البخاري (5930) ومسلم (1189).