الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِهِ؛ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ الإِسْلَامَ، فَأَنَا أَكْفِيْكَهَا، حَتَّى أَرُدَّهَا إِلى أَهْلِكْ سَالِمَةً - إِنْ شَاءَ اللهِ تَعَالَى -.
…
قَالَ: فَامْتَطَيْتُ رَاحِلَتِيْ، وَقَصَدْتُ المَدِيْنَةَ، فَقَدِمْتُهَا فِي يَوْمِ جُمُعَة، فَأَتَيْتُ المَسْجِدَ، فِإذَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَأنَخَتُ رَاحِلَتِي بِبَابِ المَسْجِدِ، وَقُلْتُ: أَلْبَثُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ خُطْبتِهِ، فِإذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، وَهُوَ يَقُوْلُ لَكَ:«مَرْحَبَاً بِكَ، قَدْ بَلَغَنِي إِسْلَامُكَ، فَادْخُلْ، فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ» . قَالَ: فَتَطَهَّرْتُ، وَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ. ثُمَّ دَعَانِي، وَقَالَ:«مَا فَعَلَ الشَّيْخُ الذِيْ ضَمِنَ أَنْ يَرُدَّ إِبلَكَ إِلَى أَهْلِكَ؟ أَمَّا إِنَّهُ قَدْ رَدَّهَا إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً» فَقُلْتُ: جَزَاهُ اللهُ خَيْرَاً، رحمه الله؛ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَجَلْ، رحمه الله» . فَأَسْلَمَ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.
الحديث في «أسد الغابة» (5/ 47) مُعَلَّقاً، قال: روى محمد بن خليفة الأسدي.
إسناد الحديث ومتنه:
قال الطبراني رحمه الله: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن تسنيم الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن خليفة الأسدي، قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث تُعَجِّبُني به، فقال: حدثني خُرَيمُ بن فاتك الأسدي قال: خرجتُ في بِغَاءِ إبل، فأصبتُها بالأَبْرَق العَزَّاف، فعقلتُها، وتوسدتُ ذِراعَ بعيرٍ منها، وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلتُ: أعوذُ بعظيم هذا الوادي، قال: وكذلك كانوا يصنعونَ في الجاهلية، فإذا هاتفٌ يهتِفُ بي، ويقول:
ويحكَ عُذْ بالله ذِي الجَلالِ
…
مُنَزِّلِ الحرامِ والحلال
وَوَحِّدِ اللهَ ولا تُبَالِ
…
ما هَولُ ذا الجِنِّ مِنَ الأهوالِ
إذْ تذكرُ اللهَ على الأميال
…
وفي سُهولِ الأرض والجبالِ
وصارَ كيدُ الجِنِّ في سَفَالِ
…
إلا التّقى وصالحَ الأعمال
قال: فقلت:
يا أيُّها الدّاعِي ما تَحيلُ
…
أرَشَدٌ عِندكَ أمْ تَضْلِيلُ
قال:
هذا رسولُ اللهِ ذِي الخَيراتِ
…
جاءَ بيَاسِينَ وحَامِيمَاتِ
وسُوَرٍ بَعْدُ مُفَصَّلاتٍ
…
مُحَرَّماتٍ ومُحَلَّلاتِ
يأمرُ بالصَّومِ والصَّلاةِ
…
ويزجُرُ النَّاسَ عن الهَنَّات
قَدْ كُنَّ في الأيَّامِ مُنْكَراتِ
قال: قلت: مَنْ أنتَ - يرحمك الله -؟ قال: أنا مَالك بن مالك، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جِنِّ أهلِ نَجْد، قال: قلت: لو كانَ لي مَنْ يكفيني إبلي هذه، لأتيتُهُ حتى أؤمن به. قال: أنا أكفيكَها، حتى أؤديها إلى أهلكَ سالمةً - إن شاء الله -. فاعتقلتُ بعيراً منها، ثم أتيتُ المدينةَ، فوافقتُ النَّاس يومَ الجُمْعَةِ، وهُمْ في الصلاة، فقلتُ: يقضونَ صلاتَهم ثم أدخل، فإني دائبٌ أُنِيخُ راحِلَتِي، إذْ خَرجَ إليَّ أبو ذر رحمه الله، فقال لي: يقولُ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادْخُلْ» . فدخلتُ فلمَّا رآني، قال: «مَا فَعَلَ الشيخُ الذي ضَمِنَ لكَ أنْ يُؤدِي
إبلكَ إلى أهلِكَ سالمةً؟ أمَا إنَّه أدَّاهَا إلى أهلك سالمةً». قال قلت: رحمه الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَجَلْ، رحمه الله» . فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ. وحسُنَ إسْلامُه.
[«المعجم الكبير» للطبراني (4/ 211) (4166)]