الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الرابع:
(ح-569) ما رواه أحمد من طريق هشام الدستوائي، قال: حدثني يحيى ابن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، قال:
قال عبد الرحمن بن شبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به
(1)
.
[اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير اختلافًا كثيرًا لم يتبين لي وجه الصواب فيه]
(2)
.
(1)
المسند (3/ 428).
(2)
روي الحديث عن يحيى بن أبي كثير من طرق مختلفة كثيرة:
الطريق الأول:
عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده (أبي سلام)، قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن ابن شبل أن علم الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ....
رواه معمر، واختلف عليه فيه:
فرواه عبد الرزاق في المصنف (19444) ومن طريقه الإمام أحمد في المسند (3/ 444)، وعبد بن حميد في مسنده (314)، والبيهقي في السنن (2/ 17) عن معمر عن يحيى، عن زيد ابن سلام، عن جده (أبي سلام) قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس الخ الحديث.
وتابع ابن المبارك عبد الرزاق، فرواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 425) من طريق عبدان، حدثنا ابن المبارك، عن معمر به.
وخالفهما عبد الأعلى كما في تهذيب الآثار للطبري، مسند علي بن أبي طالب (99)، فرواه عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن عبد الرحمن بن شبل. فأسقط من إسناده جد زيد ابن سلام.
الطريق الثاني:
قيل: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد، عن عبد الرحمن بن شبل.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7742)، والإمام أحمد (3/ 428) والطبري في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تهذيب الآثار (97،98) والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (1/ 319) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2077)، والآجري في أخلاق حملة القرآن (13) كلهم من طريق هشام الدستوائي.
والطبراني في الأوسط (2574) من طريق أيوب. كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل به.
جاء في العلل لابن أبي حاتم (2/ 62 - 63): «سألت أبي عن حديث رواه وهيب، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحيراني، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرؤوا القرآن)؟ قال أبي: رواه بعضهم، فقال: عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحيراني، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. كلاهما صحيح، غير أن أيوب ترك من الإسناد رجلين» .
قلت: لم يكن هذا من أيوب، بل من يحيى بن أبي كثير بدليل أن هشام الدستوائي، وهو من أوثق أصحاب يحيى بن أبي كثير قد تابع أيوب على هذا كما قرأت في التخريج.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد. وهشام ثقة مأمون، وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد ابن سلام».
الطريق الثالث:
قيل: عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلام، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل.
أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 444) من طريق همام.
وأخرجه أحمد (3/ 444) وأبو يعلى في مسنده (1518)،وفي المفاريد (ص:41) والطبراني في المعجم الكبير (19/ 314) رقم 711، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 18)، وفي شرح مشكل الآثار (2078)، والحاكم في المستدرك (2/ 7) والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 17)، وفي شعب الإيمان (2624) من طريق أبان.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 18)، وفي مشكل الآثار (4332) والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 266) من طريق علي بن المبارك.
كلهم عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلام، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد توبع يحيى بن أبي كثير على هذا الطريق، تابعه معاوية بن سلام، أخو زيد بن سلام.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 135) من طريق محمد بن شعيب بن شابور.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 426 - 427) من طريق الربيع بن نافع. كلاهما عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، أنه أخبره عن جده أبي سلام، عن أبي راشد، أنه أخبره قال: كنا مع معاوية رضي الله تعالى عنه في منزل يقال له مسكن، فلما أذن المؤذن بالأذان الأول أرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل رضي الله تعالى عنهما، فقال: أما إنك من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفقهائهم فإذا صليت ودخلت فسطاطي، فقم في الناس وحدثهم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عبد الرحمن رضي الله تعالى عنهم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
فهل متابعة معاوية بن سلام ترجح كفة هذا الطريق على الطرق الأخرى؟ قد يقال هذا، وقد يقال: إن طريق هشام الدستوائي وأيوب، عن يحيى أرجح من غيرها.
وقد قال أحمد بن حنبل: معاوية بن سلام، وحرب بن شداد وعلي بن المبارك متقاربون في حديث يحيى، وحديث هشام الدستوائي فوق هؤلاء.
الطريق الرابع:
عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط (8823) وابن عدي في الكامل (4/ 97) من طريق الضحاك بن نبراس البصري، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
والضحاك بن نبراس، قال النسائي فيه: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال فيه يحيى بن معين: ليس بشيء.
وخالفه حماد بن يحيى في مسند البزار (1044) فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبيه.
قال البزار: «هذا الحديث خطأ، إنما خطؤه من حماد بن يحيى؛ لأنه لين الحديث، والحديث الصحيح الذي رواه يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن ابن شبل» . وانظر العلل للدارقطني (9/ 278).
وأنا متوقف في ترجيح طريق على أخرى لكثرة الاختلافات، والله أعلم.
وقد قال الحافظ في الفتح (9/ 101) سنده قوي.