الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن كان ذلك بغير عوض فهو في حكم المستعير، والخلاف في ضمان العين في هذه الحالة راجع إلى الخلاف في ضمان العارية، والصحيح أن العارية أمانة في يد المستعير، لا تضمن إلا بالتعدي أو التفريط، ولا أجرة عليه، وسوف يأتينا إن شاء الله حكم ضمان العواري، بلغنا الله ذلك بمنه وكرمه.
جاء في الحاوي: «أن يطالبه المؤجر بها، فيستنظره فيها، فينظره مختارًا، فهذا في حكم المستعير، يضمن الرقبة ضمان العارية، ولا يضمن الأجرة»
(1)
.
الحال الثالثة:
أن يمسك المستأجر العين المؤجرة بعد انتهاء الإجارة من غير عذر، وهذا له صورتان:
الصورة الأولى:
أن يطلب المالك العين فيمنعه المستأجر، فهذا غاصب عليه أجرة المدة التي بقيت فيها العين في يده. وإن تلفت العين فعليه ضمانها.
[م-940] وهل يجمع بين الضمان والأجرة، اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول:
لا يجتمع الأجر والضمان، وهذا مذهب الحنفية، وأخذ به المالكية في بعض الفروع
(2)
.
(1)
الحاوي الكبير (7/ 440).
(2)
انظر في مذهب الحنفية: البحر الرائق (8/ 14)، تبيين الحقائق (5/ 133)، حاشية ابن عابدين (6/ 61)، العناية شرح الهداية (9/ 90)، مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر (2/ 396)، مجلة الأحكام العدلية، مادة (86).
وأخذ المالكية بهذه القاعدة في مسألة ما إذا اكترى دابة، فجاوز المسافة المتفق عليها، فمالك الدابة مخير بين أخذ الكراء الزائد مضمومًا إلى الكراء الأول، وبين أخذ الكراء الأول فقط، وتضمين قيمة الدابة دون أخذ كراء المسافة التي تعدى فيها، ولا يحق للمالك أن يجمع بين كراء المسافة الزائدة وقيمة الدابة. انظر المدونة (4/ 479)، الشرح الكبير (4/ 42)، ومعه حاشية الدسوقي، الخرشي (6/ 142) و (7/ 42)، التاج والإكليل (5/ 282)، منح الجليل (7/ 120).