الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22) الآباء:
الآباء في أصل اللغة من: أبو: نقول: أَبَوت الرّجل آبوه، إذا كنت له أبًا
(1)
.
صورة المسألة: أن يقول الواقف: وقفت على آبائي أو على الآباء:
القول الأول: الآباء، الأب والجد وإن علا: ظاهر مذهب الحنفية
(2)
، والرواية الأولى عن المالكية
(3)
، والشافعية
(4)
، والحنابلة
(5)
، والزيدية
(6)
أن مقتضى لفظ الآباء ينصرف بحسب استعماله في الجملة، فقد يُراد به الأب خاصة؛ ولذلك نجدهم يستعملونه مع غيره لتمييزه؛ كقولهم الآباء والأجداد، والآباء والأبناء، وقد يُستعمل اللفظ بمعنى الأب والجد وإن علا
(7)
.
(1)
انظر: كتاب العين، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري، المحقق: د. مهدي المخزومي و د. إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، 8/ 419.
(2)
انظر: المبسوط، السرخسي، 5/ 244 و 29/ 153 و 30/ 6، والهداية في شرح بداية المبتدي، على بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني، أبو الحسن برهان الدين، المحقق: طلال يوسف، دار إحياء التراث العربي - بيروت، 4/ 531، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه الإمام أبي حنيفة، ابن مازة، 6/ 176.
(3)
انظر: الكافي في فقه أهل المدينة، ابن عبد البر، 2/ 629، والبيان والتحصيل، ابن رشد، 12/ 200، والمقدمات الممهدات: ابن رشد، 4/ 458.
(4)
انظر: تحفة المحتاج في شرح المنهاج، الهيتمي، 6/ 266، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، الرملي، 5/ 379.
(5)
انظر: الكافي في فقه الإمام أحمد بن قدامة، 3/ 238، والمغني، ابن قدامة، 3/ 398.
(6)
انظر الاستعمال الاصطلاحي للفظ في: كتاب المواريث عند الصنعاني، تتمة الروض النضير، 4/ 27.
(7)
انظر: المبسوط، السرخسي، 5/ 244، و 29/ 153، و 30/ 6، والهداية في شرح بداية المبتدي، علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني، أبو الحسن برهان الدين، المحقق: طلال يوسف، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 4/ 531، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه الإمام أبي حنيفة، ابن مازة، 6/ 176، والكافي في فقه أهل المدينة، ابن عبد البر، 2/ 629، والبيان والتحصيل، ابن رشد، 12/ 200، والمقدمات الممهدات، ابن رشد، 4/ 458، وتحفة المحتاج في شرح المنهاج، الهيتمي، 6/ 266، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، الرملي، 5/ 379، والكافي في فقه الإمام أحمد بن قدامة، 3/ 238، والمغني، ابن قدامة، 3/ 398، وانظر: الاستعمال الاصطلاحي اللفظ في كتاب المواريث عند: الصنعاني، تتمة الروض النضير، 4/ 27.
ومثاله ما جاء عن الهيتي من الشافعية قوله: "لو قال: وقفت على آبائي
…
هل يدخل الأجداد أم لا فيه نظر، والأقرب الأول"
(1)
.
القول الثاني: شمول لفظ الآباء لغيره من الأقارب: جاء عن بعض الحنفية
(2)
، والمالكية
(3)
عموم استعمال لفظ الآباء في الأب حقيقة، وغيره - كالجد وغيره ممن هم في معناه - مجازًا، وعلّلوا مذهبهم
(4)
بظاهر قوله تعالى: {آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}
(5)
، قالوا: سمى القرآن إسماعيل أبًا، وهو عم، وقالوا أيضًا: سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخالة أمًّا إذ قال: "وَإِنَّمَا الخَالَةُ أُمَّ"
(6)
؛ فيكون قياسًا عليه الخال بمنزلة العم.
القول الثالث: لفظ الآباء يحدده صيغة الإطلاق والتقييد من الواقف: ظاهر الرواية عن الإباضية
(7)
أن مصطلح الآباء يحدده لفظ الواقف من جهة التقييد والإطلاق، وكذا من جهة حضور بعض من ينطبق عليهم معنى الآباء، نحو وجود الأب والجد، أو الأب والجدين، أو الأب والخالة، فيرتبون ترتيب الفرائض عند الإطلاق، ويحسب لفظ الواقف عند التحديد أو التقييد.
القول الرابع: ظاهر الرواية عن الإمامية
(8)
، والظاهرية
(9)
أن لفظ الآباء يشمل الوالدين وما يدخل في معناهما إلا أن يقيد لفظه ما يفيد غير ذلك.
(1)
تحفة المحتاج في شرح المنهاج، الهيتمي، 6/ 266.
(2)
انظر: المبسوط، السرخسي، 9/ 122.
(3)
انظر: الذخيرة، القرافي، 6/ 353.
(4)
انظر: المبسوط، السرخسي، 9/ 122، والذخيرة، القرافي، 6/ 353.
(5)
سورة البقرة، آية 133.
(6)
سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِستاني، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، كتاب الطلاق، باب من أحق بالولد، 2/ 284.
(7)
انظر: شرح النيل، اطفيش، 12/ 443.
(8)
انظر: النهاية، الطوسي، الناشر: انتشارات قدس محمدي - قم، إيران، 597، والينابيع الفقهية علي أصغر، 12/ 60، وتحرير الوسيلة، الخميني، 2/ 86.
(9)
انظر: المحلى بالآثار، ابن حزم، 9/ 135 و 9/ 288.