الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن القاسم: "وسمعت مالكًا قال بعد ذلك: أرى موالي الأب والابن يدخلون مع مواليه، ويُبْدَّأُ بالأقرب فالأقرب من ذوي الحاجة، إِلَّا أن يكون الأبَاعِدُ أَحْوَجَ فيؤثرون، وهذا قول مالك، وهو أَحَبُّ ما فيه إِلَيَّ"
(1)
.
وجاء عن الشافعية: "وإن وقف على مواليه، أو أوصى لهم: فإن كان له مولي من أعلى، وهو الذي أعتقه وأنعم عليه .. صرف ذلك إليه، وإن كان له مولى من أسفل، وهو الذي أعتقه الواقف أو الموصي .. صرف ذلك إليه. وإن كان له مولى من أعلى ومولى من أسفل .. ففيه ثلاثة أوجه: أحدها: يصرف ذلك إليهما؛ لأن اسم المولى لجميعهما، والثاني: يصرف ذلك المولى من أعلى؛ لأن جنبته أقوى؛ لأنَّهُ الوارث له، والثالث: لا يصح الْوَقْف، لأن اسم المولى في أحدهما لمعنى معين، وفي الآخَر المعنى آخر، فصار من أسماء الأضداد؛ لأن أحدهما منعم، والآخر منعم عليه، ولا يمكن حمله على العموم فيهما؛ لأن العموم إنما يحمل إذا كان من أسماء الأجناس؛ كالمسلمين والمشركين
(2)
.
لم يرد عن الظاهرية في المسألة معنى واضحًا اللهم ما جاء في باب القسامة من الحديث عن مولى القوم وما يتضمنه من معنى كونه التحرر من العبودية وعقد الحلف، فليحق به لفظ الواقف إن اشترطه في وقفه
(3)
.
وجاء عن الصنعاني من الزيدية
(4)
أن الموالي هم الأقارب، وهم أعم من العصبة.
45) أهل بيته:
أهل بيته في اللغة: هم من يجمعهم بشخص ما نسب
(5)
.
وقد توزعت تعريفات الفقهاء لهذا اللفظ إلى الآتي:
(1)
البيان والتحصيل، ابن رشد، 12/ 200.
(2)
البيان في مذهب الإمام الشافعي، ابن سالم العمراني، 8/ 97 - 98.
(3)
انظر: المحلى بالآثار، ابن حزم، 11/ 279 و 11/ 321.
(4)
انظر: ما جاء في المواريث في تتمة الروض النضير، الصنعاني، 4/ 28.
(5)
انظر: تاج العروس الزبيدي، 28/ 48.
القول الأول: أهل بيت الرجل، هم عموم أقاربه من جهة أبيه: ظاهر الرواية عن الحنفية
(1)
، والحنابلة
(2)
، والزيدية
(3)
أن قول الواقف: وقفت على أهل بيتي أن لفظه يشمل كل أقاربه من جهة آبائه من الذكور والإناث من المسلمين وغيرهم.
القول الثاني: أهل البيت، هم المنتسبون لرجل واحد: جاء عن ابن رشد من المالكية أن من وقف على أهل بيته، فإن لفظه يحمل إلى من ينتسب لرجل واحد من رجل أو امرأة انتسابًا معروفًا يجب به الميراث
(4)
.
القول الثالث: أهل البيت: هم الآباء والأجداد وبنو الآباء وبنو الأجداد: ظاهر الرواية عن الإمامية أهل بيت الإنسان، الآباء والأجداد وبنو الآباء وبنو الأجداد
(5)
.
وقد وردت الأقوال الثلاثة لدى الشافعية، حيث جاء عندهم أنه:"لو وقفها على أهل بيته ففيهم ثلاثة أوجه: أحدها: من ناسبه إلى الجد، والثاني: من اجتمع معه في رحم، والثالث: كل من اتصل منه بنسب أو سبب قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: سلمان منا أهل البيت"
(6)
.
القول الرابع: أهل البيت الأزواج: وهذا هو المنقول عن الظاهرية أن أهل بيت الرجل نساؤه خاصة
(7)
.
(1)
انظر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه الإمام أبي حنيفة، ابن مَازَةَ، 6/ 171، وأحكام الأوقاف، الخصاف، 38.
(2)
انظر: مطالب أولي النهى، الرحيباني، 3/ 360.
(3)
انظر: البحر الزخار، أحمد بن يحيى المرتضي، 5/ 157.
(4)
انظر: البيان والتحصيل، ابن رشد، 12/ 185.
(5)
انظر ما ذكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي حول مصطلح أهل البيت في باب الوصية فيقاس عليها غيرها في: المبسوط في فقه الإمامية، 4/ 49.
(6)
الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي، الماوردي، 7/ 529.
(7)
انظر: الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم، 1/ 82 - 83.