الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجُمَحِي، فذكر أحدهما فقال: أين أيْ سُراق؟ مثَلَ عدوِّ اللهِ وذهب
(1)
[2838]. (ز)
{فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
(48)}
31107 -
عن عَبّاد بن عبد الله بن الزبير -من طريق يحيى بن عَبّاد- قال: فلما تَراءَتِ الفئتان نَظَر عدو الله إلى جنود الله من الملائكة، قد أيَّدَ الله بهم رسوله والمؤمنين على عَدُوِّهم؛ نكص على عقبيه، قال: كان الذي رآه نكَصَ حينَ نكَصَ الحارثُ بن هشام، أو عُمَير بن وهب الجُمَحِيُّ
(2)
. (ز)(7/ 147)
31108 -
عن الضحاك بن مُزاحم -من طريق عُبَيْد- قال: فلما التَقَوْا نكَصَ على عَقِبَيْه، يقول: رجع مُدْبرًا
(3)
. (ز)
31109 -
عن الحسن البصري -من طريق حميد بن هلال- في قوله: {إني أرى ما لا ترون} ، قال: رأى جبريل عليه السلام مُعْتجِرًا بردائه، يقود الفرس بين يَدَي أصحابه ما رَكِبَه
(4)
. (7/ 147)
31110 -
قال الحسن البصري -من طريق حميد بن هلال- قال: لما التَقَوْا {نكص على عقبيه} ، يقول: رجع مدبرًا. وقال: {إني بريء منكم، إني أرى ما لا ترون} يعني: الملائكة
(5)
. (ز)
31111 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {إني أرى ما لا ترون} ، قال: ذُكِر لنا: أنَّه رأى جبريل تَنزِل معه الملائكة، فعَلِم عدوُّ الله أنه
[2838] ذكر ابنُ القيم (1/ 447) أنّ السياق لا يختص بالذى ذكرت عنه هذه القصة، بل هو عام فى كل من أطاع الشيطان فى أمره له بالكفر، لينصره ويَقْضيَ حاجته، فإنه يتبرأ منه ويسلمه، كما يتبرأ من أوليائه جملة فى النار، ويقول لهم:{إنِّى كَفَرْتُ بِما أشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ} [إبراهيم: 22].
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 222.
(2)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 663 - ، وابن أبي حاتم 5/ 1716.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1715.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1716. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 224.
لا يَدانِ
(1)
له بالملائكة، وقال:{إني أخاف الله} ، وكذَب عدوُّ الله، ما به مخافةُ الله، ولكن عَلِم أنّه لا قوَّةَ له به ولا مَنَعَةَ له وتلك عادة عدو الله لمن أطاعه وانقاد له، حتى إذا التقى الحق والباطل أسْلَمَهم شرَّ مُسْلَمٍ، وتَبَرَّأ منهم عند ذلك
(2)
[2839]. (7/ 147)
31112 -
قال عطاء: إني أخاف الله أن يهلكني فيمن يُهلِك
(3)
. (ز)
31113 -
قال محمد بن السائب الكلبي: خاف أن يأخذه جبريل، ويُعَرِّفَهم حالَه فلا يطيعوه
(4)
. (ز)
31114 -
قال محمد بن السائب الكلبي: وكان صادقًا في قوله: {إني أرى ما لا ترون} ، وأما قوله:{إني أخاف الله} فكذب
(5)
[2840]. (ز)
31115 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ} فئة المشركين {نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ} ، يقول: استأخر وراءَه، وعلم أنه لا طاقة له بالملائكة، فأخذ الحارث بن هشام بيده، فقال: يا سراقة، على هذا الحال تخذلنا؟! وقال إبليس:{إنِّي بَرِيءٌ مِنكُمْ إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ} . فقال الحارث: والله ما نرى إلا خفافيش يثرب. فقال إبليس: {إنِّي أخافُ اللَّهَ واللَّهُ شَدِيدُ العِقابِ} . وكذب عدو الله؛ ما كان به
[2839] علَّق ابن كثير (7/ 102) على قول قتادة بقوله: «قلت: يعني بعادته لمن أطاعه قوله تعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله} [الحشر: 16]، وقوله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} [إبراهيم: 22]» .
[2840]
ذكر ابنُ عطية (4/ 213) هذا القول الذي قاله قتادة والكلبي، ثم نقل قولًا للزجاج وغيره بأن المعنى: بل خاف مِمّا رأى من الأمر وهوله، وأنه يومه الذي أنظر إليه. ثم علَّق عليه بقوله:«ويقوّي هذا أنه رأى خَرْقَ العادة، ونزول الملائكة للحرب» .
_________
(1)
لا يدان: لا قدرة ولا طاقة، يقال: مالى بهذا الأمر يدٌ ولا يدان؛ لأن المباشرة والدفاع إنما يكون باليد، فكأن يديه معدومتان، لعجزه عن دفعه. النهاية (يد).
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1716. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
تفسير الثعلبي 4/ 366، وتفسير البغوي 3/ 366.
(4)
تفسير الثعلبي 4/ 366، وتفسير البغوي 3/ 367.
(5)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 181 - 182 - .