الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33420 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ثم يردون إلى عذاب عظيم} : النار
(1)
. (7/ 505)
آثار متعلقة بالآية:
33421 -
عن أبي مسعود الأنصاري، قال: لقد خَطَبَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم خُطبةً ما شهِدتُ مثلها قطُّ، فقال:«أيُّها الناسُ، إنّ منكم مُنافقين، فمَن سَمَّيتُه فليَقُم، قُم يا فلانُ، قم يا فلانُ» . حتى قام سِتَّة وثلاثون رجلًا، ثم قال:«إنّ منكم، وإنّ منكم، وإنّ منكم، فسَلُوا الله العافيةَ» . فلَقِي عمر رجلًا كان بينه وبينه إخاء، فقال: ما شأنك؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فقال كذا وكذا، فقال عمر: أبْعَدَك اللهُ سائرَ اليوم
(2)
. (7/ 505)
33422 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: ذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم أسَرَّ إلى حذيفة باثني عشر رجلًا مِن المنافقين، فقال: «سِتَّةٌ منهم تَكْفِيكَهُم الدُّبَيلَةُ
(3)
؛ سِراج مِن نار جهنم يَأْخُذ في كَتِف أحدِهم حتى يُفضِي إلى صدره، وسِتَّة يموتون موتًا». ذُكِر لنا: أنّ عمر بن الخطاب كان إذا مات رجلٌ يرى أنّه منهم نظر إلى حذيفة، فإن صلّى عليه صلّى عليه، وإلّا تركه. وذُكِر لنا: أنّ عمر قال لحذيفة: أنشدك بالله أمِنهُم أنا؟ قال: لا، واللهِ، ولا أُؤَمِّن منها أحدًا بعدك
(4)
. (ز)
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(102)}
نزول الآية:
33423 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا} ، قال: كانوا عشرة رهطٍ تَخَلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 648، وابن أبي حاتم 6/ 1871. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
أخرجه أحمد 37/ 36 (22348).
قال الهيثمي في المجمع 1/ 112 (429): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وفيه عياض بن عياض عن أبيه، ولم أرَ من ترجمهما» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 8/ 87 (7541): «رواه عبد بن حميد، وأحمد بن حنبل، واللفظ له، ورواته ثقات» .
(3)
الدُّبَيْلَة: هي خُراج ودُمَّلٌ كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا. النهاية (دبل).
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 646 - 647 مرسلًا.
غزوة تبوك، فلمّا حَضَر رجوعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثَق سبعةٌ منهم أنفسَهم بسَواري المسجد، وكان مَمَرُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا رجع في المسجد عليهم، فلمّا رآهم قال:«مَن هؤلاء المُوثِقون أنفسَهم؟» . قالوا: هذا أبو لُبابة وأصحابٌ له، تخلَّفوا عنك، يا رسول الله، أوثَقوا أنفسَهم، وحلَفوا أنهم لا يُطلِقُهم أحدٌ حتى يُطْلقهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ويَعْذِرَهم. قال:«وأنا أُقسِمُ بالله لا أُطلِقُهم ولا أعذِرُهم حتى يكون الله تعالى هو الذي يُطلِقُهم، رَغِبوا عنِّي، وتخلَّفوا عن الغزو مع المسلمين» . فلمّا بلغهم ذلك قالوا: ونحن لا نُطلِق أنفسَنا حتى يكون اللهُ هو الذي يُطلِقُنا. فأنزل الله عز وجل: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم} . و «عسى» من الله واجبٌ، {إن الله غفور رحيم} . فلمّا نزلت أرسل إليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأطلَقهم، وعَذرهم، فجاءوا بأموالهم، فقالوا: يا رسول الله، هذه أموالُنا فتَصدَّق بها عَنّا، واستغفِر لنا. قال:«ما أُمِرتُ أن آخُذ أموالَكم» . فأنزل الله عز وجل: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم} يقول: استغفِر لهم، {إن صلاتك سكن لهم} يقول: رحمةٌ لهم. فأخذ منهم الصَّدَقة، واسْتَغْفَر لهم. وكان ثلاثةُ نفرٍ منهم لم يُوثِقوا أنفسَهم بالسَّواري، فأُرجِئوا سَبْتَةً لا يدرون أيُعَذَّبون أو يُتابُ عليهم؛ فأنزل الله عز وجل:{لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} إلى آخر الآية [التوبة: 117].
وقوله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} إلى: {ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} [التوبة: 118]. يعني: إن استقاموا
(1)
. (7/ 506)
33424 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان-، مثله
(2)
. (7/ 507)
33425 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة تبوك، فتخلَّف أبو لبابة ورجلان معه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم إنّ أبا لُبابة ورجلين معه تَفكَّروا، ونَدِموا، وأيقَنوا بالهَلَكَة، وقالوا: نحن في الظِّلِّ والطمأنينة مع النساء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه في الجهاد، واللهِ، لنُوثِقَنَّ أنفسَنا بالسَّواري فلا نُطلِقُها حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يُطلِقُنا ويَعذِرُنا. فانطلق أبو لُبابة، فأَوْثَق نفسَه
(1)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 271 - 272 واللفظ له، وابن جرير 11/ 651 - 652، 659، 662 - 663، 667، 669 مفرقًا، وابن أبي حاتم 6/ 1872 (10303)، 6/ 1874 - 1875 (10307)، 6/ 1876 (10307) مفرقًا، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 98 - ، من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.
إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 654 - 655 من مرسل الضحاك.
ورجلان معه بسواري المسجد، وبقي ثلاثةٌ لم يُوثِقوا أنفسَهم، فرجع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن غزوته، وكان طريقُه في المسجد، فمَرَّ عليهم، فقال:«مَن هؤلاء الموثِقون أنفسهم بالسَّواري؟» . فقال رجل: هذا أبو لُبابة وأصحابٌ له تَخَلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاهَدوا الله ألّا يُطلِقون أنفسَهم حتى تكون أنت الذي تُطْلِقهم وتَرْضى عنهم، وقد اعترفوا بذنوبهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«واللهِ، لا أُطلِقُهم حتى أُومَرَ بإطلاقهم، ولا أعْذِرُهم حتى يكون الله يَعْذِرُهم وقد تَخَلَّفوا ورَغِبوا عن المسلمين بأنفسهم وجهادهم» . فأنزل الله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} الآية، و «عسى» من الله واجب. فلمّا نزلتِ الآيةُ أطلقهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعَذَرهم، فانطلق أبو لُبابة وأصحابُه بأموالهم، فأتوا بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: خُذ مِن أموالنا، فتصدَّق بها عنّا، وصَلِّ علينا. يقولون: استغفر لنا، وطَهِّرنا. فقال:«لا آخذ منها شيئًا حتى أُومَرَ به» . فأنزل الله: {خذ من أموالهم صدقة} الآية. قال: وبقي الثلاثةُ الذين خالفوا أبا لُبابة ولم يتوبوا، ولم يُذكروا بشيء، ولم ينزل عُذرُهم، وضاقت عليهم الأرض بما رَحُبَت، وهم الذين قال الله:{وآخرون اعترفوا بذنوبهم} الآية [التوبة: 106]. فجعل الناس يقولون: هلَكوا إذا لم ينزِل لهم عُذْرٌ. وجعل آخرون يقولون: عسى الله أن يتوب عليهم. فصاروا مُرجَئِين لأمر الله حتى نزلت: {لقد تاب الله على النبي} إلى قوله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} [التوبة: 117 - 118]. يعني: المُرْجَئين لأمر الله، نزلت عليهم التوبة، فعُمُّوا بها
(1)
. (7/ 508)
33426 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قوله: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} ، قال: هُم مِن الأعراب
(2)
[3040]. (ز)
33427 -
عن جابر بن عبد الله، قال: كان مِمَّن تخلَّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ستة: أبو لُبابة، وأوس بن خِذام، وثعلبة بن وديعة، وكعب بن مالك، ومُرارة بن
[3040] ذكر ابن عطية (4/ 396) قول ابن عباس ثم قال معلّقا: «فهي آية ترج على هذا» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 652 - 653، 660، 669، 670 مفرقًا، وابن أبي حاتم 6/ 1872 - 1873 (10305)، من طريق العوفي، عن ابن عباس.
الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 657، وابن أبي حاتم 6/ 1873، من طريق العوفي، عن ابن عباس.
الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
الربيع، وهلال بن أُمَيَّة، فجاء أبو لُبابة، وأوس، وثعلبة، فربَطوا أنفسهم بالسواري، وجاءوا بأموالهم، فقالوا: يا رسول الله، خذ؛ هذا الذي حَبَسَنا عنك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا أحُلُّهم حتى يكون قتال» . فنزل القرآن: {خلطوا عملًا صالحًا وءاخر سيئًا} الآية. وكان مِمَّن خُلِّف عن التوبة وأُرجِئ كعبُ بن مالك، ومُرارة بن الربيع، وهلال بن أُمَيَّة، فأُرْجِئوا أربعين يومًا، فخرَجوا، وضرَبوا فَساطيطَهم، واعتزلَهم نساؤهم، ولم يتولَّهم المسلمون ولم يتبرَّءوا منهم، فنزل فيهم:{وعلى الثلاثة الذين خلفوا} إلى قوله: {التواب الرحيم} . فبعثت أمُّ سلمة إلى كَعْب فبَشَّرَته
(1)
. (7/ 511)
33428 -
عن سعيد بن المسيب: أنّ بني قُرَيْظَة كانوا حلفاء لأبي لُبابة، فاطَّلَعوا إليه وهو يَدعُوهم إلى حكم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا لُبابة، أتأمُرُنا أن ننزِل. فأشار بيده إلى حَلْقِه أنّه الذَّبْح، فأُخبِر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أحَسِبْتَ أنّ الله غفل عن يدِك حين تُشِيرُ إليهم بها إلى حلقك» . فلَبِث حينًا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم عاتِبٌ عليه، ثم غزا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تبوكًا، وهي غزوة العُسْرَة، فتَخلَّف عنه أبو لُبابة فيمَن تَخلَّف، فلمّا قَفَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منها جاءه أبو لُبابة يُسَلِّمُ عليه، فأعرَض عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ففزع أبو لُبابة، فارتبط بسارية التوبة التي عند باب أُمِّ سلمة سبعًا، بين يوم وليلة في حرٍّ شديد، لا يأكل فيهنَّ، ولا يشرب قطرةً، وقال: لا يزال هذا مكاني حتى أُفارِق الدنيا أو يتوب الله عليَّ. فلم يزل كذلك حتى ما يُسمِعَ الصوتَ مِن الجَهْد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه بُكرةً وعشيةً، ثم تاب الله عليه، فنُودِي: إنّ الله قد تاب عليك. فأرسل إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِيُطلِقَ عنه رباطه، فأبى أن يطلقه أحدٌ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقه عنه بيده، فقال أبو لبابة حين أفاق: يا رسول الله، إنِّي أهجُرُ دار قومي التي أصبت فيها الذَّنبَ، وأنتقل إليك فأُساكِنُك، وإنِّي أختَلِعُ من مالي صدقةً إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقال:«يُجْزِئُ عنك الثُلُثُ» . فهجر أبو لبابة دار قومه، وساكَن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وتصدَّق بثُلُث ماله، ثم تاب فلم يُرَ منه في الإسلام بعد ذلك إلّا خيرٌ حتى فارقَ الدُّنيا
(2)
. (7/ 507)
(1)
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 312 - 313 (998)، وابن عساكر في تاريخه 50/ 195 - 196 (10648).
قال السيوطي: «بسند قوي» .
(2)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 270 - 271 من مرسل سعيد بن المسيب.
33429 -
عن سعيد [بن جبير]-من طريق جعفر- قال: الذين ربطوا أنفسهم بالسَّوارِي هلال، وأبو لُبابة، وكَرْدَمٌ، ومِرْداسٌ، وأبو قيس
(1)
. (ز)
33430 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {اعترفوا بذنوبهم} ، قال: هو أبو لبابة إذ قال لقُرَيْظَة ما قال، وأشار إلى حلقِه بأنّ محمدًا يذبحُكم إن نَزَلْتُم على حُكْمِه
(2)
. (7/ 507)
33431 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث-: ربط أبو لبابة نفسَه إلى سارية، فقال: لا أُحِلُّ نفسي حتى يُحِلّني اللهُ ورسوله. قال: فحلَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وفيه أُنزِلت هذه الآية:{وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا}
(3)
. (ز)
33432 -
قال الحسن البصري، في قوله:{وآخرون اعترفوا بذنوبهم} الآية: هُم نفر مِن المؤمنين كان عَرَضَ في هِمَمِهم شيءٌ، ولم يعزموا على ذلك، ثم تابوا من بعد ذلك، وأَتَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فاعترفوا بذنوبهم
(4)
. (ز)
33433 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: {خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا} ، قال: هم نَفَرٌ مِمَّن تخلَّف عن غزوة تبوك، منهم أبو لُبابة، ومنهم جَدُّ بن قيس، ثم تِيب عليهم. قال قتادة: وليسوا بالثلاثة
(5)
. (ز)
33434 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وءاخرون اعترفوا بذنوبهم} ، قال: ذُكِر لنا: أنّهم كانوا سبعة رَهْط تخلَّفوا عن غزوة تبوك؛ منهم أربعة خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا؛ جَدُّ بن قيس، وأبو لُبابة، وجُذام، وأوس، كلُّهم مِن الأنصار تِيبَ عليهم، وهم الذين قيل فيهم:{خذ من أموالهم صدقة}
(6)
[3041]. (ز)
[3041] انتَقَد ابنُ عطية (4/ 397) مستندًا لدلالة التاريخ ما جاء في قول قتادة مِن أنّه عدَّ جَدَّ بن قيس منهم، فقال:«وذكر قتادة فيهم الجد بن قيس، وهو فيما أعلم وهْمٌ؛ لأن الجدَّ لم تُروَ له توبة» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 653.
(2)
تفسير مجاهد ص 374، وأخرجه ابن جرير 11/ 656، وابن أبي حاتم 6/ 1873، والبيهقي في الدلائل 5/ 271. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 656، وابن أبي حاتم 6/ 1873 بنحوه.
(4)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 229 - .
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 286.
(6)
أخرجه ابن جرير 11/ 654، وابن أبي حاتم 1873. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
33435 -
قال محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر-: كان أبو لُبابة مِمَّن تخلَّف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فرَبَط نفسه بسارية، فقال: واللهِ، لا أحُلُّ نفسي منها، ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا حتى أموت أو يتوب الله عَلَيَّ. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعامًا ولا شرابًا، حتى خَرَّ مغشيًّا عليه. قال: ثم تاب الله عليه، ثم قيل له: قد تِيب عليك يا أبا لُبابة. فقال: واللهِ، لا أحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يَحُلُّني. قال: فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَلَّه بيده، ثم قال أبو لُبابة: يا رسول الله، إنّ مِن توبتي أن أهجُر دار قومي التي أصبتُ فيها الذنبَ، وأن أنخلِعَ من مالي كلِّه صدقةً إلى الله وإلى رسوله. قال:«يُجْزِيك -يا أبا لُبابة- الثُّلُث»
(1)
. (ز)
33436 -
عن زيد بن أسلم -من طريق يعقوب- في قوله: {وءاخرون اعترفوا بذنوبهم} ، قال: هم الثمانية الذين ربَطوا أنفسهم بالسواري، منهم كَرْدم، ومِرْداس، وأبو لُبابة
(2)
. (7/ 510)
33437 -
قال مقاتل بن سليمان: {وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا} يعني: غَزاةً قبل غَزاةِ تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، {وآخَرَ سَيِّئًا} تخلُّفهم عن غَزاة تبوك. نزلت في أبي لُبابة -اسمه: مروان بن عبد المنذر-، وأوس بن حزام، ووديعة بن ثعلبة، كلهم من الأنصار، وذلك حين بَلَغَهم أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أقبل راجِعًا من غزاة تبوك، وبلغهم ما أنزل الله عز وجل في المُتَخَلِّفين، أوْثَقوا أنفسهم هؤلاء الثلاثة إلى سواري المسجد، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قدِم مِن غزاة صلّى في المسجد ركعتين قبل أن يدخل إلى أهله، وإذا خرج إلى غزاة صلّى ركعتين، فلمّا رآهم موثقين سأل عنهم، قيل: هذا أبو لبابة وأصحابه ندِموا على التخلُّف، وأقسموا ألا يحلوا أنفسهم حتى يحلهم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«وأنا أحلف لا أُطْلِق عنهم حتى أُومَر، ولا أعْذُرهم حتى يُعْذِرهم الله عز وجل» . فأنزل الله في أبي لبابة وأصحابه: {وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا} الآية
…
، فلما نزلت هذه الآية حلَّهم النبيُّ عليه السلام، فرجعوا إلى منازلهم، ثم جاءوا بأموالهم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذه أموالُنا التي تَخَلَّفنا مِن أجلها عنك،
(1)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 5/ 405 - 406 (9745)، وفي تفسيره 2/ 163، وابن جرير 11/ 657 مرسلًا.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 654، وابن أبي حاتم 6/ 1872.