الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصغر
(1)
[2888]. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
31668 -
عن عبد الله بن قُرْطٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظمُ الأيامِ عندَ الله يومُ
[2888] أفادت الآثارُ اختلاف المفسرين في سبب تسمية هذا اليوم بالحج الأكبر على أقوال: الأول: سُمِّيَ بذلك لأنّ ذلك كان في سنة اجتمع فيها حج المسلمين والمشركين. الثاني: الحج الأكبر: القِران، والأصغر: الإفراد. الثالث: الحج الأكبر: الحج، والأصغر: العمرة.
ورجَّح ابنُ جرير (11/ 339) مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الثالث، وهو قول عطاء من طريق ابن جريج، والشعبي، ومجاهد من طريق منصور، والزهري من طريق معمر، وعبد الله بن شداد، وعلَّل ذلك بقوله:«لأنّه أكبر من العمرة بزيادة عمله على عملها، فقيل له: الأكبر؛ لذلك. وأما الأصغر فالعمرة؛ لأن عملها أقل مِن عمل الحجّ، فلذلك قيل لها: الأصغر؛ لنقصان عملها عن عمله» .
وذكر ابنُ عطية (4/ 255) قولًا آخر في سبب التسمية، نسبه للمنذر بن سعيد وغيره: أنّ الناس كانوا يوم عرفة مفترقين؛ إذ كانت الحُمُس تقِف بالمزدلفة، وكان الجمع يوم النحر بمنى، فلذلك كانوا يسمونه: الحج الأكبر، أي: من الأصغر الذي هم فيه مفترقون.
وانتَقَد ابنُ عطية (4/ 256 - 257) قول الحسن، وعبد الله بن الحارث بن نوفل -وهم أصحاب القول الأول- مستندًا إلى الدلالة العقلية قائلًا:«وهذا ضعيف أن يصفه الله تعالى في كتابه بالكبر لهذا «. وبيَّن أن الأقرب مِن نظر الحسن هو قوله الآخر من طريق مَعْمَر، بأنه سُمِّي: أكبر؛ لأنه حج فيه أبو بكر?، ونُبِذَت فيه العهود، وبيّن علَّة ذلك القول بأنّ» ذلك اليوم كان المفتتح بالحق وإمارة الإسلام بتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبذت فيه العهود، وعَزَّ فيه الدينُ، وذلَّ الشرك، ولم يكن ذلك في عام ثمان حين ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عتّاب بن أسِيد، بل كان أمر العرب على أوله، فكلُّ حجٍ بعد حجِّ أبي بكر? فمُتَرَكِّب عليه، فحقُّه لهذا أن يُسمّى: أكبر".
وانتقد (4/ 257) قولَ مجاهد من طريق حماد مستندًا إلى دلالة الظاهر بقوله: «وهذا ليس من الآية في شيء» . ثم ذكر قولًا آخر حكم بوجاهته، فقال:«ويتَّجِه أن يوصَف بالأكبر على جهة المدح، لا بالإضافة إلى أصغر معين، بل يكون المعنى: الأكبر من سائر الأيام» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 156 - 157.