الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: يُسْرِعون
(1)
. (7/ 405)
32663 -
قال مقاتل بن سليمان: {وهُمْ يَجْمَحُونَ} ، يعني: يَسْتَبِقون إلى الحِرْز
(2)
. (ز)
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
(58)}
نزول الآية:
32664 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: لَمّا قَسَم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غنائمَ حُنَيْنٍ سمعتُ رجلًا يقول: إنّ هذه لَقِسْمةٌ ما أُرِيد بها وجهُ اللهِ. فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ ذلك له، فقال:«رحمةُ الله على موسى، قد أُوذي بأكثرَ من هذا فصَبَرَ» . ونزل: {ومنهم مَّن يلمزُك في الصَّدقات}
(3)
. (7/ 407)
32665 -
عن أبي سعيد الخدريِّ، قال: بينما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِم قسمًا إذ جاءه ذو الخُوَيْصِرَة التميميُّ، فقال: اعدِل، يا رسول الله. فقال:«ويلك، ومَن يعدلُ إذا لم أعدل؟!» . فقال عمرُ بن الخطاب: يا رسول الله، ائْذَن لي فيه فأَضْرِبُ عُنُقَه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعْه؛ فإنّ له أصحابًا يَحْقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامهم، يمرقون من الدِّين كما يمرقُ السهمُ من الرَّمِيَّة، فيُنظرُ في قُذَذِه
(4)
فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم يُنظر في نضيِّه
(5)
فلا يُرى فيه شيءٌ، ثم يُنظرُ في رِصافِه
(6)
فلا يُرى فيه شيءٌ، ثم ينظر في نَصْله فلا يوجد فيه شيءٌ، قد سبق الفَرْثَ والدم
(7)
، آيَتُهم رجلٌ أسودُ، إحدى يديه -أو قال: ثَدْيَيْه- مثل ثَدْي المرأة، أو مثلُ البَضْعةِ تَدَرْدَرُ
(8)
، يخرُجون على حين فُرْقَةٍ
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1815. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 175.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأصل الحديث في البخاري 4/ 95 (3150)، 4/ 157 (3405)، 5/ 159 - 160 (4335، 4336)، 8/ 18 (6059)، 8/ 25 - 26 (6100)، 8/ 65 (6291)، 8/ 73 - 74 (6336)، ومسلم 2/ 739 (1062) دون ذكر الآية.
(4)
القُذذ: ريش السهم، واحدتها: قُذة. النهاية (قذذ).
(5)
النَّضيُّ: السهم قبل أن ينحت إذا كان قِدْحًا. النهاية (نضض).
(6)
الرِّصاف: هو عَقَب يلوى على مدخل النصل فيه. النهاية (رصف).
(7)
سبق الفرث والدم: أي: مر سريعًا في الرمية وخرج منها لم يعلق منها بشيء من فرثها ودمها لسرعته، شبه به خروجهم من الدين ولم يعلقوا بشيء منه. النهاية (سبق).
(8)
تَدَرْدَر: أي: ترجرج تجيء وتذهب. والأصل: تتدردر، فحذف إحدى التائين تخفيفًا. النهاية (دردر).
من الناس». قال: فنزلت فيهم: {ومنهُم من يلمزُك في الصدقاتِ} الآية. قال أبو سعيد: أشهدُ أنِّي سمعتُ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أنّ عليًّا حين قتلهم وأنا معه جيءَ بالرجلِ على النعتِ الذي نعَت رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. (7/ 405)
32666 -
عن داود بن أبي عاصم -من طريق ابن جُرَيْج- قال: أُتي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بصَدَقةٍ، فقسمها ههنا وههنا حتى ذَهَبَتْ، ورآه رجلٌ من الأنصار، فقال: ما هذا بالعدل. فنزلت هذه الآيةُ
(2)
[2973]. (7/ 407)
32667 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ومنهم من يلمزك في الصدقات} ، يقول: ومنهم مَن يطعن عليك في الصدقات. وذُكِر لنا: أنّ رجلًا من أهل البادية -حديث عهد بأعرابية- أتى نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَقْسِم ذهبًا وفِضَّةً، فقال: يا محمد، واللهِ، لَئِن كان اللهُ أمَرَك أن تعدِل ما عَدَلْت. فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:«ويلك، فمَن ذا يعدل عليك بعدي؟» . ثم قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: «احذروا هذا وأشباهَه، فإنّ في أُمَّتي أشباهَ هذا يقرءون القرآن، لا يُجاوِزُ تَراقِيَهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم» . وذُكِر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «والذي نفسي بيده، ما أُعطيكم شيئًا، ولا أمنعكموه، إنّما أنا خازن»
(3)
. (ز)
32668 -
قال محمد بن السائب الكلبي: نزلت في المؤلفة قلوبهم، وهم المنافقون، قال رجل منهم -يُقال له: أبو الخواصر- للنبيِّ الله صلى الله عليه وسلم: لم تَقْسِم بالسَّوِيَّة. فأنزل الله تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات}
(4)
. (ز)
32669 -
قال مقاتل بن سليمان: {ومِنهُمْ} يعني: المنافقين {مَن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ} وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قسم الصدقة، وأعطى بعض المنافقين، ومنع بعضًا، وتعرّض له أبو الخواص
(5)
، فلم يُعْطِه شيئًا، فقال أبو الخواص: ألا ترون إلى
[2973] ساق ابنُ عطية (4/ 339) هذه الرواية، ثم قال:«وهذه نزعة منافق» .
_________
(1)
أخرجه البخاري 4/ 200 (3610)، 9/ 17 (6933)، وعبد الرزاق في تفسيره 2/ 151 (1092)، وابن جرير 11/ 507 - 508، وابن أبي حاتم 6/ 1815 - 1816 (10340).
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 506. وعزاه السيوطي إلى سنيد.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 506 - 507 مرسلًا.
(4)
علَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 417، وتفسير البغوي 4/ 60 - 61 وفيه أنّ الرجل يقال له: أبو الجواظ، وتقدم في حدبث أبي سعيد أنه: ذو الخويصرة.
(5)
كذا في المطبوع.