الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32781 -
قال مقاتل بن سليمان: {والمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} يتَأَلَّفهم بالصدقة، يُعطِيهم منها، منهم أبو سفيان، وعُيَيْنة بن حصن، وسهل بن عمرو
(1)
. (ز)
32782 -
عن مقاتل بن حيان: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يَتَأَلَّفُ الأعرابَ، وغيرَهم
(2)
. (ز)
من أحكام الآية:
32783 -
عن عبيدة السلماني، قال: جاء عُيَيْنَةُ بن حِصْنُ والأقرعُ بنُ حابس إلى أبي بكر، فقالا: يا خليفةَ رسول الله، إنّ عندنا أرضًا سَبِخَةً
(3)
ليس فيها كَلَأٌ ولا منفعةٌ، فإن رأيت أن تُقْطِعْناها، لعلَّنا نحرثُها ونزرعُها، ولعلَّ الله أن ينفع بها. فأقطعهما إيّاها، وكتب لهما بذلك كتابًا، وأشهَد لهما =
32784 -
فانطلقا إلى عمر ليُشهداه على ما فيه، فلما قرآ على عمر ما في الكتاب تناولَه من أيديهما، فتَفَل فيه، فمحاه، فتذمَّرا، وقالا له مقالةً سيئةً، فقال عمرُ: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألَّفكما والإسلام يومئذٍ قليل، وإنّ الله قد أعزَّ الإسلام، فاذهبا، فاجْهَدا جهدكما، لا أرعى اللهُ عليكما
(4)
إن أرعيتُما
(5)
. (7/ 415)
32785 -
عن حبان بن أبي جبلة، قال: قال عمر بن الخطاب وأتاه عُيَيْنَة بن حصن: {الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف: 29]، أي: ليس اليومَ مُؤَلَّفة
(6)
[2980]. (ز)
32786 -
عن أبي وائل شقيق بن سلمة -من طريق مهاجر- أنّه قيل له: ما أصنعُ بنصيب المُؤَلَّفة؟ قال: رُدَّه على الآخَرِين
(7)
. (7/ 415)
[2980] وجَّه ابنُ عطية (4/ 344 - 345) هذا القول بقوله: «وقول عمر? عندي إنما هو لِمُعيَّنين، فإنّه قال لأبي سفيان حين أراد أخذ عطائه القديم: إنّما تأخذ كرجل من المسلمين، فإنّ الله قد أغنى عنك وعن ضُربائِك. يريد: في الاستئلاف، وأما أن ينكر عمر الاستئلاف جملةً، وفي ثغور الإسلام؛ فبعيدٌ» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 176 - 177. و «سهل بن عمرو» كذا جاء في المصدر، ولعله «سهيل»، ولسهيل أخ يدعى سهل، لكنه غير مشهور. ينظر: الإصابة 3/ 170.
(2)
علَّقه ابن أبي حاتم 6/ 1823.
(3)
سَبِخَة: هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنبت إلا بعض الشجر. النهاية (سبخ).
(4)
يقال: أرعى الله المواشي إذا أنبت لها ما ترعاه. لسان العرب (رعي).
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1822.
(6)
أخرجه ابن جرير 11/ 522.
(7)
أخرجه ابن سعد 6/ 97، والثعلبي بأطول منه 5/ 60.
32787 -
عن عكرمة مولى ابن عباس =
32788 -
وسفيان الثوري =
32789 -
ومالك بن أنس: أعَزَّ اللهُ الإسلامَ اليومَ، فله الحمد، وأغناه أن يُتَأَلَّف عليه رجال، فلا يُعْطى مُشْرِكٌ تَأَلُّفًا بحال، فالمُؤَلَّفة مُنقَطِعَة، وسهمُهم ساقِطٌ
(1)
. (ز)
32790 -
عن عامر الشعبي -من طريق جابر- قال: ليست اليومَ مُؤَلَّفةٌ، إنّما كان رجالٌ يَتَألَّفهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الإسلامِ، فلمّا أن كان أبو بكر قطع الرِّشا في الإسلام
(2)
. (7/ 414)
32791 -
عن الحسن البصري -من طريق يونس- قال: المُؤَلَّفةُ قلوبهم: الَّذين يدخلون في الإسلام إلى يوم القيامة
(3)
. (7/ 414)
32792 -
عن الحسن البصري -من طريق أشعث- {والمؤلفة قلوبهم} ، قال: أمّا المُؤَلَّفة قلوبهم فليس اليوم
(4)
. (ز)
32793 -
عن الحسن البصري =
32794 -
ومحمد ابن شهاب الزهري: سَهْمُ المُؤَلَّفة قلوبُهم ثابِتٌ
(5)
. (ز)
32795 -
عن أبي جعفر [محمد بن علي]-من طريق جابر- قال: في الناسِ اليومَ المُؤَلَّفةُ قلوبُهم
(6)
. (ز)
32796 -
عن أبي جعفرٍ [محمد بن علي]، قال: ليس اليومَ مُؤَلَّفةٌ قلوبهم
(7)
. (7/ 414)
32797 -
قال مقاتل بن سليمان: {والمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} يَتَأَلَّفهم بالصدقة يعطيهم منها، منهم أبو سفيان، وعيينة بن حصن، وسهل ابن عمرو، وقد انقطع [حقُّ] المُؤَلَّفَةِ اليومَ، إلا أن ينزل قوم منزلة أولئك، فإن أسلموا أُعْطُوا مِن الصدقات تتَأَلَّفهم بذلك؛ ليكونوا دعاةً إلى الدين،
…
وكان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلًا، منهم: أبو سفيان بن حرب بن أمية، والأقرَع بن حابِس المجاشعي، وعُيَيْنة بن حصن
(1)
تفسير البغوي 4/ 64.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 223، وابن جرير 1/ 522، وابن أبي حاتم 6/ 1822. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1823 دون آخره. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 522.
(5)
تفسير البغوي 4/ 64.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 223، وابن جرير 11/ 523، وابن أبي حاتم 6/ 1823.
(7)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. ولفظ ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم دون: ليس، كما في الرواية السابقة.
الفزاريّ، وحُوَيْطِب بن عبد العُزّى القرشي من بني عامر بن لؤي، والحارث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى، ومالك بن عوف النصري، وصفوان بن أُمَيَّة القرشي، وعبد الرحمن بن يَرْبُوع، وقيس بن عَدِيٍّ السهمي، وعمرو بن مِرْداس، والعلاء بن الحارث الثقفي، أعطى كلَّ رجل منهم مائةً من الإبل لِيُرَغِّبهم في الإسلام، ويُناصِحون اللهَ ورسولَه، غير أنّه أعطى عبد الرحمن بن يربوع خمسين من الإبل، وأعطى حُوَيْطِب بن عبد العُزّى القرشي خمسين من الإبل، وكان أعطى حكيم بن حزام سبعين من الإبل، فقال: يا نبيَّ الله، ما كنتُ أرى أنّ أحدًا مِن المسلمين أحقّ بعطائِك مِنِّي. فزاده النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فكَرِه، ثم زاده عشرةً، فكَرِه، فأتمَّها له مائةً مِن الإبل، فقال حكيم: يا رسول الله، عَطِيَّتُك الأولى التي رَغِبْتُ عنها أهي خيْرٌ أم التي قَنِعْتُ بها؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«الإبل التي رغبتَ عنها» . فقال: واللهِ، لا آخُذُ غيرها. فأخذ السبعين، فمات وهو أكثر قريش مالًا، فشقَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تلك العطايا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنِّي لَأُعطي رجلًا وأترك آخرَ، وإنّ الذي أتركُ أحَبَّ إلَيَّ مِن الذي أُعْطِي، ولكن أتَأَلَّفُ هؤلاء بالعَطِيَّة، وأُوكِلُ المؤمنَ إلى إيمانه»
(1)
[2981]. (ز)
[2981] اختُلِف في وجود المُؤَلَّفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدمها؟ وهل يُعْطى أحدٌ على التَأَلُّف للإسلام من الصدقة؟ فقيل: قد بطلت المؤلفة قلوبهم اليوم. وقيل: المؤلفة قلوبهم في كل زمان، وحقُّهم في الصدقات.
ورجَّح ابنُ جرير (11/ 523) القول الثاني مستندًا إلى السنة، والدلالة العقلية، وانتَقَد الأولَ، فقال:«والصواب من القول في ذلك عندي: أنّ الله جعل الصدقة في معنيين: أحدهما: سَدُّ خُلَّة المسلمين. والآخر: معونة الإسلام وتقويته، فما كان في معونة الإسلام وتقوية أسبابه فإنه يعطاه الغني والفقير؛ لأنه لا يعطاه مَن يُعطاه بالحاجة منه إليه، وإنما يُعطاه معونة للدين، وذلك كما يُعْطى الذي يُعْطاه بالجهاد في سبيل الله، فإنه يعطى ذلك غنيًّا كان أو فقيرًا؛ للغزو، لا لِسَدِّ خُلَّته. وكذلك المؤلفة قلوبهم يعطون ذلك وإن كانوا أغنياء، استصلاحًا بإعطائهموه أمرَ الإسلام، وطلب تقويته وتأييده. وقد أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن أعطى من المؤلفة قلوبهم بعد أن فتح الله عليه الفتوح، وفشا الإسلام، وعزَّ أهلُه، فلا حُجَّة لِمُحْتَجٍّ بأن يقول: لا يُتَأَلَّف اليومَ على الإسلام أحد؛ لامتناع أهله بكثرة العدد ممن أرادهم. وقد أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن أعطى منهم في الحال التي وصفتُ» .
وعلَّق ابنُ عطية (4/ 345) بعد ذكره لهذا القول بقوله: «وإذا تأملت الثغورَ وُجِد فيها الحاجة إلى الاسْتِئْلاف» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 176 - 177.