الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أكثر من يوم بدر، وذلك أن إبليس جاء بنفسه، وجاء كل شيطانٍ مُوَكَّلٍ بالدنيا إلا شيطان مُوَكَّل
(1)
بآدمي، وكفار الجن كلهم، وسبعمائة من المشركين عليهم أبو جهل بن هشام، وكان قبل ذلك في ألف رجل، فَرَدَّ منهم أُبَيُّ بن شَرِيقٍ ثلاثمائة من بني زُهْرَة، وذلك أن أُبَيَّ بن شَرِيقٍ خلا بأبي جهل، فقال: يا أبا الحَكَم، أكَذّاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال: والله ما يكذب محمد صلى الله عليه وسلم على الناس، فكيف يكذب على الله. وكان يُسَمّى قبل النبوة الأمين؛ لأنه لم يَكْذِب قط. فقال أبو جهل: ولكن إذا كانت السِّقايَة في بني عبد مناف والحجابة والمشورة والولاية، حتى النبوة أيضًا! فلما سَمِع أُبَيُّ بن شَرِيقٍ قول أبي جهل: إن محمدًا لم يكذب؛ رَدَّ أصحابه عن قتال محمد عليه السلام، فَخَنَسَ
(2)
، فسُمّي الأَخْنَس بن شَرِيقٍ؛ لأنه خَنَسَ بثلاثمائة رجل من بني زُهْرَة يوم بدر عن قتال محمد عليه السلام، وبقي سبعمائة عليهم أبو جهل ابن هشام، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ فى ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، وسبعين من مؤمني الجن، وألف من الملائكة عليهم جبريل عليه السلام، فكان جبريل على خمسمائة على مَيْمَنَة الناس، وميكائيل على خمسمائة في مَيْسَرَة الناس، ولم تقاتل الملائكة قتالًا قط إلا يوم بدر، وكانوا يومئذ على صُوَر الرجال، وعلى قُوَّة الرجال، على خُيُول بُلْقٍ
(3)
، وكان جبريل عليه السلام يسير أمام صف المسلمين، ويقول: أبشروا؛ فإنّ النصر لكم. وما يرى المسلمون إلا أنه رجل منهم
(4)
. (ز)
31120 -
عن عبد الملك بن جُرَيْج -من طريق علي-، قال:
…
لَمّا دَنا القومُ بعضُهم مِن بعض قَلَّل اللهُ المسلمينَ في أعْيُنِ المشركين، وقلَّل اللهُ المشركين في أعينِ المسلمين، فقال المشركون: وما هؤلاء؟ غَرَّ هؤلاء دينُهم! وإنما قالوا ذلك مِن قِلَّتِهم في أعينِهم، وظنّوا أنهم سيَهزِمونَهم، لا يَشُكُّون في ذلك، فقال الله:{ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم}
(5)
. (7/ 144)
تفسير الآية:
31121 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {إذ يقول
(1)
كذا في المطبوع.
(2)
أي: انقَبَضَ وتأخَّر. النهاية (خنس).
(3)
البَلَقُ: سوادٌ وبياضٌ. مختار الصحاح (بلق).
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 119 - 120.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 228. وعزاه السيوطي إليه من قول ابن عباس.
المنافقون}، قال: وهم يومئذٍ في المسلمين
(1)
. (7/ 148)
31122 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم} ، قال: فِئَةٌ من قريش: قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، والحارث بن زَمْعَة بن الأسود بن المطلب، وعلي بن أمية بن خلف، والعاصي بن منبه بن الحجاج، خرجوا مع قريش من مكة وهم على الارتياب، فحَبَسهم ارتيابُهم، فلمّا رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: غر هؤلاء دينهم. حتى قَدِموا على ما قَدِموا عليه مع قِلَّة عددهم وكثرة عدوهم، فشُرِّد بهم مَن خلفهم
(2)
[2841]. (ز)
31123 -
عن عامر الشعبي -من طريق داود- في الآية، قال: كان أناسٌ مِن أهل مكة تكلَّموا بالإسلام، فخرَجُوا مع المشركين يوم بدر، فلَمّا رأوْا قِلَّة المسلمين قالوا: غَرَّ هؤلاء دينهم
(3)
. (7/ 147)
31124 -
عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- في قوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} ، قال: هم قومٌ لم يَشهَدُوا القتال يوم بدر؛ فسُمُّوا منافقين
(4)
. (7/ 148)
31125 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} إلى قوله: {فإن الله عزيز حكيم} ، قال: رَأَوْا عِصابة من المؤمنين شَرَدَتْ لأمر الله. وذُكِرَ لنا: أن أبا جهل عدوَّ الله لَمّا أشرف على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ قال: واللهِ، لا يُعْبَد الله بعد اليوم. قسوةً وعُتُوًّا
(5)
. (ز)
[2841] ساق ابنُ عطية (4/ 214) قول مجاهد والشعبي، ثم انتقده مستندًا للواقع، فقال:«ولم يُذْكَر أحدٌ ممن شهد بدرًا بنفاق إلا ما ظهر بعد ذلك من مُعَتِّب بن قُشَيْر أخي بني عمرو بن عوف، فإنه القائل يوم أحد: {لَوْ كانَ لَنا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا} [آل عمران: 154]» . ثم قال: «وقد يحتمل أن يكون منافقو المدينة لَمّا وصلهم خروج قريش في قوة عظيمة، قالوا عن المسلمين هذه المقالة، فأخبر الله بها نبيه في هذه الآية» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1716.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 227.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 226. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 260، وابن جرير 11/ 227، وابن أبي حاتم 5/ 1716. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 228، وابن أبي حاتم 5/ 1717 من طريق يزيد.
31126 -
عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- قال: هم قومٌ كانوا أقرُّوا بالإسلام وهم بمكة، ثم خرجُوا مع المشركين يوم بدر، فلما رَأَوُا المسلمين قالوا: غَرَّ هؤلاء دينهم
(1)
. (7/ 148)
31127 -
قال عبد الملك بن جريج -من طريق حجاج- في قوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} ، قال: ناس كانوا من المنافقين بمكة، قالوه يوم بدر، وهم يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا
(2)
. (ز)
31128 -
عن عبد الملك بن جريج -من طريق حجاج- في قوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} ، قال: لَمّا دنا القوم بعضهم من بعض، فقَلَّل الله المسلمين في أعين المشركين، وقلَّل المشركين في أعين المسلمين، فقال المشركون:{غر هؤلاء دينهم} . وإنما قالوا ذلك من قِلَّتهم في أعينهم، وظَنُّوا أنهم سيهزمونهم، لا يَشُكُّون في ذلك، فقال الله:{ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم}
(3)
. (ز)
31129 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق ابن إدريس- في قوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} ، قال: هم الفِتْية الذين خرجوا مع قريش، احْتَبَسَهم آباؤُهم فخَرَجُوا وهم على الارتياب، فلما رأوا قِلَّةَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا:{غرَّ هؤلاء دينُهم} حينَ قدِموا على ما قدِموا عليه مِن قلَّة عَددِهم وكثرة عدوِّهم، وهم فِتية مِن قريش، مُسمَّون خمسة؛ قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكهِ بن المغيرة المخزوميّان، والحارث بن زَمْعَة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاصي بن مُنَبِّه
(4)
. (7/ 148)
31130 -
قال مقاتل بن سليمان: {إذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} ، يعني: الكفرَ. نزلت في قيس بن الفاكِه بن المغيرة، والوليد بن الوليد بن المغيرة، وقيس بن الوليد بن المغيرة، والوليد بن عتبة بن ربيعة، والعلاء بن أمية بن خلف
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 261. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 182 - بلفظ: بلغنا أن المشركين لما نفروا من مكة إلى بدر، نفر معهم أناس قد كانوا تكلموا بالإسلام، فلما رأوا قلة المؤمنين، ارتابوا ونافقوا وقاتلوا مع المشركين، وقالوا: غر هؤلاء دينهم. يعنون: المؤمنين. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 228.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 228.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1716 - 1717.