الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بما ضيَّع من طاعة الله، فينتحب حتى تسقط حدقتاه على وجنتيه، وكلُّ واحد منهما فرسخ في فرسخ، ثم يُعَيَّر ويُخزى، حتى يقول: يا ربِّ، ابعثني إلى النار، وارحمني مِن مقامي هذا. وذلك قوله:{أنّه من يُحادد الله ورسوله فأنّ له نار جهنَّم} إلى قوله: {العظيمُ}
(1)
. (7/ 424)
32905 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فِيها} لا يموت، {ذَلِكَ} العذاب {الخِزْيُ العَظِيمُ}
(2)
. (ز)
{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ
(64)}
نزول الآية:
32906 -
قال مقاتل بن سليمان: {يَحْذَرُ المُنافِقُونَ} نزلت في الجُلاسِ بن سويد، وسِماك بن عمر، ووداعة بن ثابت، والمَخْشِيُّ بن حُمَيِّرٍ الأشجعى، وذلك أنّ المخشي قال لهم: واللهِ، لا أدري أنِّي أشرُّ خليقة الله، واللهِ، لوددت أنِّي جُلِدت مائةَ جلدة وأنّه لا ينزل فينا ما يفضحنا. فنزل:{يَحْذَرُ المُنافِقُونَ أنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ}
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
32907 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {يحذرُ المنافقونَ أن تنزَّل عليهم سورةٌ تنبئهم بما في قُلُوبهم} ، قال: يقولون القول فيما بينهم، ثم يقولون: عسى الله أن لا يُفِشَي علينا هذا
(4)
[2987]. (7/ 424)
[2987] قال ابنُ عطية (4/ 354): «قوله: {يَحْذَرُ} خبرٌ عن حال قلوبهم، وحِذْرهم إنما هو أن تتلى سورة، ومعتقدهم -هل تنزل أم لا- ليس بنصٍّ في الآية، لكنه ظاهر، فإن حُمِل على مقتضى نفاقهم واعتقادهم أنّ ذلك ليس من عند الله فوجهٌ بَيِّن، وإن قيل: إنهم يعتقدون نزول ذلك مِن عند الله وهم ينافقون مع ذلك فهذا كفر عناد. وقال الزجّاج وبعض من ذهب إلى التحرز من هذا الاحتمال: معنى {يحذر}: الأمر وإن كان لفظه لفظ الخبر كأنه يقول: ليحذر» . ثم ساق (4/ 355) ما جاء من قول المنافقين: لعل الله لا يفشي سرنا. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا يقتضي كفر العناد الذي قلناه» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 178.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 178 - 179.
(4)
تفسير مجاهد ص 371، وأخرجه ابن جرير 11/ 541 - 542، وابن أبي حاتم 6/ 1829. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.