الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معه، {وجاهد} العدوَّ {في سبيل الله لا يستوون عند الله} فى الفضلِ، هؤلاء أفضل، {والله لا يهدي القوم الظالمين} يعني: المشركين إلى الحُجَّة، فما لهم حُجَّة
(1)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
31933 -
عن عبد الله بن عباس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السِّقاية، فاستَسْقى، فقال العباس: يا فضلُ، اذهَبْ إلى أُمِّك، فائتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بشرابٍ من عندِها. فقال:«اسْقِني» . فقال: يا رسول الله، إنهم يجعَلون أيديَهم فيه. فقال:«اسقِني» . فشَرِب منه، ثم أتى زمزمَ وهم يَسقُون ويعمَلون فيها، فقال:«اعمَلوا؛ فإنّكم على عمل صالح، لولا أن تُغلَبوا لنَزَلتُ حتى أضعَ الحبلَ على هذه» . وأشار إلى عاتِقِه
(2)
. (7/ 273)
31934 -
عن جعفر بن تمّام، قال: جاء رجلٌ إلى ابن عباس، فقال: أرأَيتَ ما تَسقُون الناسَ مِن نبيذِ هذا الزبيب؛ أسُنَّةٌ تتَّبِعُونها، أم تجدون هذا أهونَ عليكم مِن اللَّبَن والعسل؟ قال ابن عباس: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى العباس وهو يسقِي الناس، فقال:«اسقِني» . فدعا العباسُ بعِساسٍ
(3)
مِن نبيذٍ، فتناوَل رسول الله صلى الله عليه وسلم عُسًّا منها، فشرِب، ثم قال:«أحسَنتم، هكذا فاصنَعوا» . قال ابن عباس: فما يَسُرُّني أنّ سِقايتَها جرَت عَلَيَّ لبنًا وعسلًا مكانَ قولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسَنتم، هكذا فافعلوا»
(4)
. (7/ 274)
31935 -
عن أبي مَحذورة، قال: جعَل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذانَ لنا ولموالينا، والسقايةَ لبني هاشم، والحجابةَ لبني عبد الدار
(5)
. (7/ 273)
31936 -
عن عبد الله بن عمر، قال: استأذَن العباسُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يبيتَ لياليَ مِنًى
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 163.
(2)
أخرجه البخاري 2/ 156 (1635).
(3)
العساس: الأقداح. التاج (عسس).
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 18، من طريق مِندل بن علي، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: حدثني جعفر بن تمام به.
إسناده ضعيف؛ فيه مندل بن علي، قال عنه ابن حجر في التقريب (6883):«ضعيف» . وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال عنه ابن حجر في التقريب (1326):«ضعيف» .
وقد أخرجه أحمد 5/ 103 (2944)، 5/ 224 (3114)، من طريق ابن جريج، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس وداود بن علي بن عبد الله بن عباس: أنّ رجلا نادى ابن عباس، فذكر بنحوه.
إسناده ضعيف؛ حسين تقدم ضعفه، وداود بن علي لم يسمع من ابن عباس. ينظر: تهذيب الكمال 8/ 423.
(5)
أخرجه أحمد 45/ 225 (27253).
قال محققوه: «إسناده ضعيف» .
بمكةَ؛ من أجلِ سِقايَتِه، فأَذِن له
(1)
. (7/ 274)
31937 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق عبد الله بن زُرَيْر- قال: قال عبد المطلب: إنِّي لَنائم في الحِجْرِ إذ أتاني آتٍ، فقال: احفِرْ طَيبَةَ. قلتُ: وما طَيبةُ؟ فذهب عنِّي، فلمّا كان مِن الغد رجعتُ إلى مَضجَعي، فنِمتُ فيه، فجاءني، فقال: احفِرْ زمزم. فقلتُ: وما زمزم؟ قال: لا تنزِفُ ولا تُذَمُّ، تَسْقى الحجيج الأعظم، عند قرية النمل. قال: فلمّا أبان له شأنَها، ودُّلَّ على موضعها، وعرف أن قد صُدِق؛ غدا بِمعْوَلِه ومعه ابنُه الحارث، ليس له يومئذ غيره، فحفر، فلما بدا لعبد المطلب الطيُّ
(2)
كبرَّ، فعرفت قريش أنّه قد أدرك حاجته، فقاموا إليه، فقالوا: يا عبدَ المطلب، إنّها بئر إسماعيل، وإنّ لنا فيها حقًّا، فأشْرِكْنا معك فيها. فقال: ما أنا بفاعِل، إنّ هذا الأمرَ خُصِصْتُ به دونكم، وأُعطِيتُه من بينِكم. قالوا: فأنصِفْنا، فإنّا غيرُ تاركيك حتى نحاكمك. قال: فاجعلوا بيني وبينكم مَن شئتم أُحاكمكم. قالوا: كاهنة بني سعْدِ هُذَيْم؟ قال: نعم. وكانت بأشراف الشام، فركب عبد المطلب ومعه نفر مِن بني عبد مناف، وركِب مِن كل قبيلة مِن قريش نفر، والأرض إذ ذاك مَفاوِز، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوِز بين الحجاز والشام فَنِيَ ماءُ عبد المطلب وأصحابِه، فظَمِئوا، حتى أيقنوا بالهَلَكَة، فاستَسْقوا مِمَّن معهم مِن قبائل قريش، فأبَوْا عليهم، وقالوا: إنّا في مَفازَةٍ نخشى فيها على أنفسنا مثلَ ما أصابكم. فلمّا رأى عبدُ المطلب ما صنع القومُ، وما يَتَخَوَّفُ على نفسه وأصحابه؛ قال: ماذا ترَون؟ قالوا: ما رأيُنا إلا تبَعٌ لرأيِك، فمُرْنا بما شئتَ. قال: فإنِّي أرى أن يحفِرَ كلُ رجل منكم لنفسه؛ لِما بكم الآن من القوة، كُلَّما مات رجلٌ دَفَعه أصحابه في حفرته، ثم وارَوْه، حتى يكون آخركم رجلًا، فضَيْعَة رجل واحدٍ أيسرُ مِن ضيعة رَكْبٍ جميعًا. قالوا: سمِعنا ما أرَدت. فقام كلُّ رجل منهم يحفِرُ حفرتَه، ثم قعدوا ينتظرون الموتَ عطشًا، ثم إنّ عبد المطلب قال لأصحابه: واللهِ، إنّ إلقاءَنا بأيدينا لَعْجَزٌ، ما نبتغي لأنفسنا حيلة؟! عسى الله أن يرزقَنا ماءً ببعض البلاد، ارْتحِلُوا. فارتحَلوا حتى فَرَغُوا، ومَن معهم من قريش ينظرون إليهم وما هم فاعلون، فقام عبد المطلب إلى راحلته فركِبها، فلمّا انبعَثَت انفجَرت مِن تحت خُفِّها عينٌ مِن ماءٍ عَذْبٍ، فكبَّر عبدُ المطلب، وكبَّر أصحابُه، ثم نزَل فشرِب وشربوا، واستَقَوا حتى مَلَئُوا أسْقِيَتَهم،
(1)
أخرجه البخاري 2/ 155 (1634)، 2/ 177 (1745)، ومسلم 2/ 953 (1315).
(2)
الطَيّ: البئر. تاج العروس (طوى).
ثم دعا القبائلَ التي معه من قريش فقال: هلمَّ الماءَ، قد سقانا الله تعالى، فاشربوا، واسْتَقُوا. فقالت القبائلُ التي نازَعَته: قد -واللهِ- قضى اللهُ لك علينا، يا عبد المطلب، واللهِ، لا نُخاصِمُك في زمزم أبدًا، فارجع إلى سقايتك راشِدًا. فرجع، ورجعوا معه، ولم يَمْضُوا إلى الكاهنة، وخلَّوا بينه وبين زمزم
(1)
. (7/ 278)
31938 -
عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق معمر بن راشد- قال: أولُ ما ذُكِر من عبد المطلب جدِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ قريشًا خرَجت مِن الحرم فارَّةً مِن أصحاب الفيلِ وهو غلامٌ شابٌّ، فقال: واللهِ، لا أخرُجُ مِن حَرَم الله أبتغِي العزَّ في غيرِه. فجلَس عندَ البيت، وأَجْلَتْ عنه قريش، فقال:
لاهُمَّ إنّ المرء يمـ
…
ـنعُ رَحْلَه فامنَعْ رِحالَكْ
لا يَغلِبَنَّ صليبُهُمْ
…
وضلالُهم عدْوًا مِحالَكْ
فلم يزَلْ ثابتًا في الحرمِ حتى أهلَك اللهُ الفيلَ وأصحابَه، فرجَعت قريشٌ وقد عظُم فيها لصبرِه وتعظيمِه محارَمَ الله، فبينما هو في ذلك وقد وُلِد له أكبرُ بَنيه فأدرَك، وهو الحارثُ بن عبد المطلب، فأُتِيَ عبدُ المطلب في المنام، فقيل له: احفِرْ زمزمَ، خَبيئةَ الشيخ الأعظم. فاستيقَظَ، فقال: اللَّهُمَّ، بيِّن لي. فأُتِيَ في المنامِ مَرَّةً أخرى، فقيل له: احفِرْ تُكْتَمَ
(2)
بينَ الفرثِ والدم، في مَبحثِ الغراب، في قريةِ النمل، مُستقبلَ الأنصابِ الحُمْرِ. فقام عبدُ المطلب، فمشى حتى جلَس في المسجد الحرام ينتظرُ ما سُمِّيَ له من الآيات، فنُحِرَت بقرةٌ بالحَزْوَرةِ
(3)
، فانفَلَتَتْ من جازرِها بحُشاشةِ
(4)
نفسِها، حتى غلَبها الموتُ في المسجد في موضع زمزم، فجُزِرت تلك البقرةُ من مكانِها حتى احتُمِل لحمُها، فأقبَل غرابٌ يهوِي حتى وقَع في الفرث، فبحَث عن قرية النمل، فقام عبدُ المطلب فحفَر هنالك، فجاءته قريشٌ، فقالت لعبد المطلب: ما هذا الصنيع؟ إنّا لم نكنْ نَزُنُّك
(5)
بالجهل، لِمَ تحفِرُ في مسجدِنا؟ فقال عبد المطلب: إنِّي لَحافرٌ هذا البئر، ومجاهِدٌ مَن صَدَّني عنها. فطَفِق هو وولدُه الحارث، وليس له ولدٌ يومئذٍ غيرُه، فسَفِه عليهما يومئذٍ ناسٌ من قريشٍ،
(1)
أخرجه الأزرقي 2/ 42 - 46، والبيهقي في الدلائل 1/ 93 - 95.
(2)
تُكتَم: اسم بئر زمزم، سميت به؛ لأنها كانت قد اندفنت بعد جرهم وصارت مكتومة، حتى أظهرها عبد المطلب. النهاية (كتم).
(3)
الحزورة: كانت سوق مكة، وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه. معجم البلدان 2/ 362.
(4)
الحشاشة: روح القلب ورمق حياة النفس، وكل بقية حُشاشة، والحشاشة بقية الروح في المريض. اللسان (حشش).
(5)
زنَّه بكذا وأزنَّه: اتّهمه به وظنّه فيه. النهاية (زنن).
فنازَعوهما، وقاتَلوهما، وتناهى عنه ناسٌ مِن قريش لِما يعلمون من عِتْقِ نسبه، وصدقه، واجتهاده في دينهم، حتى إذا أمكَن الحفرُ، واشتَدَّ عليه الأذى؛ نَذَر إن وفى له عشرةٌ من الولد أن ينحر أحدهم، ثُمَّ حفر حتى أدرك سيوفًا دُفِنت في زمزم حين دُفنت، فلمّا رأت قريشٌ أنّه قد أدرك السيوف قالوا: يا عبد المطلب، أجْدِنا
(1)
مما وجَدت. فقال عبد المطلب: هذه السيوفُ لبيت الله. فحفر حتى أنبَطَ
(2)
الماء في التراب، وبَحَرَها
(3)
حتى لا تنزِف، وبنى عليها حوضًا، فطفِق هو وابنُه ينزِعان فيملآن ذلك الحوض، فيشرب منه الحاجُّ، فيكسِرُه أناسٌ حَسَدةٌ مِن قريش بالليل، فيُصلِحُه عبدُ المطلب حين يصبح، فلمّا أكثروا فسادَه دعا عبدُ المطلب ربَّه، فأُرِيَ في المنام، فقيل له: قل: اللَّهُمَّ، لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِل، ولكن هي للشارب حِلٌّ وبِلٌّ
(4)
، ثم كُفيتَهم. فقام عبد المطلب حين اختلفت قريش في المسجد، فنادى بالذي أُرِيَ، ثم انصرف، فلم يكن يُفسِد حوضَه ذلك عليه أحدٌ من قريش إلا رُمِيَ في جسده بداء، حتى تركوا حوضَه وسقايته. ثم تزوج عبدُ المطلب النساء، فوُلِد له عشرةُ رَهْط، فقال: اللَّهُمَّ، إنِّي كنتُ نذَرتُ لك نحرَ أحدهم، وإنِّي أُقرِعُ بينهم، فأصِبْ بذلك مَن شئت. فأقرَعَ بينهم، فطارت القرعةُ على عبد الله، وكان أحبَّ ولده إليه، فقال عبد المطلب: اللَّهُمَّ، هو أحبُّ إليك أم مائة من الإبل؟ ثم أقرع بينه وبين المائة من الإبل، فطارت القرعة على المائة من الإبل، فنحرها عبد المطلب
(5)
. (7/ 275)
31939 -
عن عبد الله بن السائب -من طريق السائب- قال: اشرَبْ مِن سقاية العبّاس؛ فإنّها مِن السُّنَّة وفي لفظ ابن أبي شيبة: فإنّها مِن تَمامِ الحجِّ
(6)
. (7/ 273)
31940 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق الحكم- قال: اشرَبْ مِن سقايةِ آلِ العباس؛ فإنّها مِن السُّنَّة
(7)
. (7/ 275)
(1)
أجْدِنا: أعطنا. النهاية (جدا).
(2)
النَّبَط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إذا حُفرت، وكل ما أُنبِطَ: فقد أُظهِرَ. اللسان (نبط).
(3)
بحرها: أي: شقَّها ووسعها. اللسان (بحر).
(4)
البل: المباح. وقيل: الشفاء. مِن قولهم: بَلّ من مرضه وأبَلّ. النهاية (بلل).
(5)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 5/ 313 - 317، والأزرقي في تاريخ مكة 2/ 42 - 44، والبيهقي في الدلائل 1/ 85 - 87.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة ص 170 (القسم الأول من الجزء الرابع). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(7)
أخرجه ابن سعد 4/ 26.وقد أورد السيوطي آثارًا كثيرةً 7/ 280 - 292 عن ماء زمزم وفضله.