الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}
33237 -
قال مقاتل بن سليمان: {لَكِنِ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا} العدوَّ {بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ} في سبيل الله، يعني: في طاعة الله،
{وأُولئِكَ لَهُمُ الخَيْراتُ وأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}
(1)
. (ز)
{وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88)}
33238 -
قال عبد الله بن عباس: إنّ الخير لا يعلم معناه إلا الله، كما قال -جَلَّ ذِكْرُه-:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]
(2)
. (ز)
33239 -
قال الحسن البصري: {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} : يعني: النساء الحِسان؛ مثل قوله: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70]
(3)
. (ز)
33240 -
قال مقاتل بن سليمان: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ} في الآخرة {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} لا يموتون، {ذَلِكَ} الثوابُ الذي ذُكِر هو {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
(4)
. (ز)
{وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(90)}
قراءات:
33241 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- أنّه كان يقرؤُها: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} خفيفةً
(5)
. (7/ 480)
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 188 - 189.
(2)
تفسير البغوي 4/ 83.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 225 - .
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 189.
(5)
أخرجه ابن جرير 11/ 620، وابن أبي حاتم 6/ 1860.
«المُعْذِرُونَ» بالتخفيف قراءة متواترة، قرأ بها يعقوب، وقرأ بقية العشرة:{المُعَذِّرُونَ} بالتشديد. انظر: النشر 2/ 280، والإتحاف ص 306.
33242 -
قرأ مجاهد بن جبر -من طريق حميد-: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} مُخَفَّفة
(1)
. (ز)
33243 -
كان قتادة بن دعامة -من طريق الحسين- يقرأ: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ} ، قال: اعتذروا بالكذب
(2)
[3021]. (ز)
33244 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق الحكم- قال: مَن قرَأها: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ} خفيفةً قال: بنو مُقَرِّنٍ. ومَن قرَأها: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} قال: الذين لهم عُذْرٌ
(3)
[3022]. (7/ 481)
[3021] ذكر ابنُ جرير (11/ 621 - 622) هذا القول، ثم علَّق بقوله:«فقد أخبر من ذكرنا مِن هؤلاء: أنّ هؤلاء القوم إنما كانوا أهل اعتذار بالباطل لا بالحق، فغير جائز أن يوصفوا بالإعذار، إلا أن يوصفوا بأنهم أعْذَرُوا في الاعتذار بالباطل. فأمّا بالحق -على ما قاله مَن حكينا قوله من هؤلاء- فغيرُ جائز أن يوصَفوا به» .
وعلَّق ابنُ عطية (4/ 382 - 383) على هذا القول بقوله: «وكلُّ هذه الفرقة قرأ: {الْمُعَذِّرُونَ} بشد الذال، فمنهم مَن قال: أصله: المعتذرون، نقلت حركة التاء إلى العين، وأدغمت التاء في الذال، والمعنى: معتذرون بكذب، ومنهم من قال: هو من التعذير، أي: الذين يعذرون الغزو ويدفعون في وجه الشرع» . ثم قال: «فالآية إلى آخرها في هذا القول إنما وصَفَت صنفًا واحدًا في الكفر ينقسم إلى أعرابيٍّ وحضريٍّ» .
[3022]
اختُلِف في قراءة قوله: {الْمُعَذِّرُونَ} ؛ فقرأ قوم: {الْمُعَذِّرُونَ} . وقرأ آخرون: {الْمُعَذِّرُونَ} بالتخفيف.
ورجَّح ابنُ جرير (11/ 620 - 621) مستندًا إلى اللغة قراءةَ التشديد، فقال: «فإن قال قائلٌ: فكيف قيل: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} وقد علمت أنّ المُعذِّر في كلام العرب إنما هو الذي يُعذِّر في الأمر، فلا يبالغ فيه ولا يُحْكمه، وليست هذه صفة هؤلاء، وإنما صفتهم أنهم كانوا قد اجتهدوا في طلب ما ينهضون به مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدوِّهم، وحرصوا على ذلك، فلم يجدوا إليه سبيلًا، فهم بأن يوصفوا بأنهم قد أعذروا أولى وأحقُّ منهم بأن يوصفوا بأنهم عذروا. وإذا وُصِفوا بذلك فالصواب في ذلك من القراءة ما قرأه ابن عباس
…
{وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} مخففة
…
قيل: إنّ معنى ذلك على غير ما ذهبت إليه، وإن معناه: وجاء المعتذرون من الأعراب، ولكن التاء لما جاورت الذال أدغمت فيها، فصيرتا ذالًا مُشَدَّدة لتقارب مخرج إحداهما من الأخرى، كما قيل: يذّكرون في يتذكرون، ويذّكر في يتذكر. وخَرَجت العين مِن المعذرين إلى الفتح؛ لأن حركة التاء من المعتذرين -وهي الفتحة- نقلت إليها، فحرّكت بما كانت به محركة، والعرب قد تُوَجه في معنى الاعتذار إلى الإعذار، فتقول: قد اعتذر فلان في كذا، يعني: أعذر».
_________
(1)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه 5/ 267، وابن جرير 11/ 622.
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 621.
قراءة قتادة (المُعَذَّرُونَ) بفتح الذال مُشَدَّدة قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص 59.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1860.