الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(118)}
33923 -
عن عبد الله بن عباس، قال: دعا اللهُ إلى توبتِه مَن قال: {أنا ربكم الأعلى} [النازعات: 24]، وقال:{ما علمت لكم من إله غيرى} [القصص: 38]. ومَن آيَسَ العِبادَ مِن التوبة بعد هؤلاء فقد جَحَد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبدُ أن يتوب حتى يتوب اللهُ عليه، وهو قوله:{ثم تاب عليهم ليتوبوا} فبَدْءُ التوبة مِن الله عز وجل ليتوبوا، {إن الله هو التواب الرحيم} يعني: إن استقاموا
(1)
. (7/ 580)
33924 -
عن الضحاك بن مزاحم: مثل قوله: فبدءُ التوبة
…
إلخ
(2)
. (ز)
33925 -
قال مقاتل بن سليمان: {ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} يعني: تَجاوَز عنهم لكي يتوبوا، {إنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوّابُ} على مَن تاب، {الرَّحِيمُ} بهم
(3)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
33926 -
عن كعب بن مالك، قال: لَمّا نزلت توبتي أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقبَّلْتُ يدَه ورُكْبَتَيْه، وكسوتُ المُبَشِّرَ ثوبين
(4)
. (7/ 578)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
(119)}
قراءات:
33927 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق ابنه أبي عبيدة- قال: لا يصلُحُ الكَذِب في جِدٍّ ولا هَزْل، ولا أن يعِدَ أحدُكم صَبِيَّه شيئًا ثم لا يُنجِزه، اقرءوا إن شئتم:(يَآ أيُّها الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وكُونُواْ مِنَ الصّادِقِينَ). قال: وهي في قراءة ابن مسعود هكذا: (مِنَ الصّادِقِينَ). قال: فهل تجدون لأحدٍ رُخْصَةً في الكذب؟!
(5)
[3079]. (7/ 582)
[3079] اختُلِف في قراءة قوله: {وكونوا مع الصادقين} ؛ فقرأها قوم: (مِنَ الصّادِقِينَ)، ووجهوا معنى الآية إلى أنه صِدْق الحديث. وقرأ آخرون:{مع الصادقين} ووجهوا المعنى إلى أنّه أعم من صدق الحديث، وأنّه بمعنى الصحة في الدين والتَّمَكُّن في الخير.
ورجَّح ابنُ جرير (12/ 70) مستندًا إلى رسم المصحف القولَ الثانيَ دون الأول الذي قاله ابن مسعود، فقال:«والصحيح من التأويل في ذلك هو التأويل الذي ذكرناه عن نافع والضحاك [سيأتي في تفسير الآية]، وذلك أنّ رسوم المصاحف كلها مجمعة على: {وكونوا مع الصادقين}، وهي القراءة التي لا أستجيز لأحد القراءة بخلافها، وتأويل عبد الله -رحمة الله عليه- في ذلك على قراءته تأويل صحيح، غير أن القراءة بخلافها» . وذكر أنّ قائلي هذا القول وجهوا المعنى إلى ما وجههوه إليه؛ لأنّ كون المنافق مع المؤمنين غير نافِعِه بأي وجوه الكون كان معهم إن لم يكن عامِلًا عَمَلَهم، وإذا عمل عملَهم فهو منهم، وإذا كان منهم كان وجْه الكلام أن يُقال: اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
_________
(1)
أخرج ابن أبي حاتم 6/ 1905 آخره من طريق علي بن أبي طلحة. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
علَّقه ابن أبي حاتم 6/ 1905.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 201 - 202.
(4)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.
(5)
أخرجه ابن جرير 12/ 69، 70، وابن أبي حاتم 6/ 1906 بهذه القراءة، وأخرجه سعيد بن منصور (1047 - 1050 - تفسير)، وابن أبي شيبة 8/ 403، والبيهقي في شعب الإيمان (4789، 4790) بقراءة الجمهور. وكذا عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وفي رواية عند ابن ابن جرير 12/ 70 مع الشك في أي القراءتين ذكر، لكن عقَّب عليه بقوله: وهو في كتابي: {مع الصادقين} .
وقراءة (مِنَ الصّادِقِينَ) شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس. انظر: البحر المحيط 5/ 114.