الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(41)}
نزول الآية:
30885 -
عن عبادة بن الصامت، قال: سَلَّمْنا الأنفال لله والرسول، ولم يُخَمِّسْ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا، ونَزَلتْ بعدُ:{واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} ، فاستقبَل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين الخُمُس فيما كان مِن كلِّ غنيمةٍ بعد بدر
(1)
. (7/ 132)
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ}
النسخ في الآية، وتفسيرها:
30886 -
عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير -من طريق يحيى بن عَبّاد- قال: ثم وضَع مَقاسِمَ الفَيْء، وأعلَمَه، قال:{واعلموا أنما غنمتم من شيء} بعد الذي مضى مِن بدر، {فأن لله خمسه وللرسول} إلى آخر الآية
(2)
. (7/ 122)
30887 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} [الحشر: 7]، قال: كان الفَيْء في هؤلاء، ثم نسخ ذلك في سورة الأنفال، فقال:{واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فنسخت هذه ما كان قبلها في سورة الحشر، وجُعِل الخمس لمن كان له الفَيْء في سورة الحشر، وسائر ذلك لمن قاتل عليه
(3)
[2809]. (ز)
[2809] وجَّه ابن كثير (7/ 81) قول قتادة بأنه جعل الفيء والغنيمة بمعنى واحد، ولذا قال بالنسخ. وانتقد ابنُ جرير (11/ 186) قول قتادة بالنسخ مستندًا إلى عدم التعارض، فقال:«وأما قول من قال: الآية التي في سورة الأنفال ناسخةٌ الآيةَ في سورة الحشر فلا معنى له، إذ كان لا معنى في إحدى الآيتين ينفي حكم الأخرى» .وانتقده ابن عطية (4/ 193) مستندًا لأحوال النزول، ودلالة العقل، فقال:«وهذا قول ضعيف، نَصَّ العلماء على ضعفه، وأن لا وجه له من جهات؛ منها أن هذه السورة نزلت قبل سورة الحشر، هذه ببدر وتلك في بني النضير وقرى عرينة، ولأن الآيتين متفقتان، وحكم الخُمُس وحكم تلك الآية واحد؛ لأنها نزلت في بني النضير حين جلوا وهربوا، وأهل فدك حين دعوا إلى صلح ونال المسلمون ما لهم دون إيجاف» .وبنحوه قال ابنُ كثير (7/ 81).
ونقل ابنُ عطية (4/ 193 - 194) قولًا لأبي عبيدة بأن هذه الآية ناسخة لقوله في أول السورة: {قُلِ الأَنْفالُ لِلَّهِ والرَّسُولِ} الآية، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُخَمِّس غنائم بدر، فنسخ حكمه في ترك التخميس بهذه الآية، وانتقده مستندًا للسنة بقوله:«ويظهر في قول علي بن أبي طالب في البخاري: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم ببدر، وشارف أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخُمُس حينئذ. أن غنيمة بدر خُمِّست، فإن كان ذلك فسد قول أبي عبيدة» . ثم قال: «ويحتمل أن يكون الخُمُس الذي ذكره علي بن أبي طالب من إحدى الغزوات التي كانت بين بدر وأحد، فقد كانت غزوة بني سليم، وغزوة السويق، وغزوة ذي أمر، وغزوة بُحران، ولم يحفظ فيها قتال، ولكن يمكن أن غنمت غنائم» .
_________
(1)
أخرجه الواقدي في المغازي 1/ 99. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
وفيه الواقدي، وهو متروك على سعة علمه كما في التقريب (6175).
(2)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 672 - ، وابن أبي حاتم 5/ 1702.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 185.