الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
(37)}
قراءات:
32337 -
قال سفيان الثوري: كان أصحابُ عبدِ الله بن مسعود يقرءونها: «يَضِلُّ»
(1)
[2941]. (ز)
نزول الآية:
32338 -
عن أبي وائل شقيق بن سلمة -من طريق سفيان- في قوله: {إنما النسيء زيادة في الكفر} ، قال: نزَلت في رجلٍ من بني كِنانةَ يُقالُ له: نَسِيءٌ، كان يجعلُ
[2941] اختَلَف القُرّاء في قراءة قوله تعالى: {يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} ؛ فقرأه بعضهم: {يُضَلُّ} بضمّ الياء، وفتح الضاد، بمعنى: يُضِلُّ اللهُ بالنسيء الذي ابتدعوه وأحدثوه الذين كفروا.
وعلَّقَ ابنُ عطية (4/ 312) على هذه القراءة بقوله: «ويُؤَيّد ذلك قولُه تعالى: {زُيِّنَ}؛ للتناسب في اللفظ» .وقرأه بعضهم:» يَضِلُّ «بفتح الياء، وكسر الضاد، والمعنى: يزولُ عن محجةِ الله التي جعلها لعباده طريقًا يسلكونه إلى مرضاته الذين كفروا".
وصوَّبَ ابنُ جرير (11/ 450) القراءتين، فقال:«الصوابُ من القول في ذلك أن يقال: هما قراءتان مشهورتان، قد قَرَأَتْ بكل واحدةٍ القرأةُ أهلُ العلم بالقرآن والمعرفة به، وهما متقاربتا المعنى؛ لأنّ مَن أضله الله فهو ضالٌّ، ومَن ضلَّ فبإضلال الله إياه وخذلانه له ضلّ. فبأيتهما قرأ القارئ فهو للصواب في ذلك مصيب» .
وحَكى قراءة ثالثة بضمّ الياء، وكسر الضاد، هكذا:(يُضِلُّ). ونسبها ابنُ عطية (4/ 312) لابن مسعود، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وعمرو بن ميمون، وبَيَّنَ أنّ معناها مُحتَمل بقوله: «إما على معنى: يُضِلُّ اللهُ
…
، وإمّا على معنى: يُضِلُّ به الذين كفروا أتباعَهم. فـ {الذين} في التأويل الأول في موضع نصب، وفي الثاني في موضع رفع».
_________
(1)
تفسير الثوري ص 126.
وهي قراءة العشرة، ما عدا حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وخلف العاشر، فإنّهم قرؤوا «يُضِلُّ» بضم الياء. انظر: النشر 2/ 279، والإتحاف ص 303.
المُحرَّم صفرَ
(1)
، يستحِلُّ فيه المغانم
(2)
[2942]. (7/ 350)
32339 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق سفيان الثوري-، مثله
(3)
. (ز)
32340 -
عن أبي مالك غزوان الغفاري -من طريق حُصَين- قال: كانوا يجعلون السنة ثلاثةَ عشر شهرًا، فيجعلون المحرَّمَ صفرًا، فيستحِلُّون فيه الحُرُمات؛ فأنزَل الله:{إنما النسيء زيادة في الكفر}
(4)
. (7/ 349)
32341 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا} الآية، قال: هذا رجل مِن بني كنانة، يُقال له: القَلَمَّسُ، كان في الجاهلية، وكانوا في الجاهلية لا يُغِيرُ بعضُهم على بعضٍ في الشهر الحرام، يلقى الرجلُ قاتلَ أبيه فلا يَمُدُّ إليه يدَه. فلما كان هو قال: اخرُجوا بنا. قالوا له: هذا المُحَرَّم! فقال: نَنسَؤُه العامَ، هما العامَ صفران، فإذا كان عامُ قابلٍ قضينا فجعلناهما مُحَرَّمَيْن. قال: ففعل ذلك. فلمّا كان عامُ قابِلٍ قال: لا تغزوا في صَفَر. حَرِّموه مع المُحَرَّم، هُما مُحَرَّمان [2943]، المحرم أنسأناه عامًا أول ونقضيه. ذلك الإنساء. وقال مُنافِرُهم:
ومِنّا مُنسِئُ الشِّهْرِ القَلَمَّس
[2942] علَّقَ ابنُ تيمية (3/ 349) على قول أبي وائل هذا بقوله: «وهذا مِمّا أجمع عليه أهل العلم بالأخبار والتفسير والحديث، وفي ذلك نزل قوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا
…
} الآية والتي بعدها».
[2943]
اسْتَدْرَكَ ابنُ كثير (7/ 201) على قول ابن زيد هذا بقوله: «هذه صفة غريبة في النسيء، وفيها نظر؛ لأنهم في عام إنما يحرمون على هذا ثلاثة أشهر فقط، وفي العام الذي يليه يحرمون خمسة أشهر، فأين هذا من قوله تعالى: {يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله}؟!» .
_________
(1)
قال ثعلب: الناس كلهم يصرفون صفرًا إلا أبا عبيدة فإنه قال: لا ينصرف. اللسان (صرف). وينظر الخصائص لابن جنى 2/ 189.
(2)
أخرجه سفيان الثوري ص 126، وابن جرير 11/ 453، وابن أبي حاتم 6/ 1794. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه سفيان الثوري ص 126.
(4)
أخرجه ابن جرير 11/ 454. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ