الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33199 -
قال مقاتل بن سليمان: {فاقْعُدُوا} عن الغزو {مَعَ الخالِفِينَ} ، منهم عبد الله بن أُبَيٍّ، وجَدُّ بنُ قَيس، ومُعَتِّب بن قُشَيْر، وذلك أنّ عبد الله بن أُبَيٍّ رأسَ المنافقين تُوُفِّي، فجاء ابنُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنشدك بالله أن تشمت بي الأعداء
(1)
. (ز)
{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ
(84)}
نزول الآية:
33200 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس- قال: لَمّا مَرِض عبدُ الله بن أُبَيِّ بن سلول مَرَضَه الذي ماتَ فيه؛ عادَه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا ماتَ صلّى عليه، وقامَ على قبره. قال: فواللهِ، إن مَكَثْنا إلا لياليَ حتّى نزَلت:{ولا تصلِّ على أحدٍ منهُم مات أبدًا} الآية
(2)
. (7/ 478)
33201 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة- قال: سمعتُ عمر يقول: لَمّا تُوُفِّي عبد الله بن أُبَيٍّ دُعِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام عليه، فلمّا وقَف قلتُ: أعَلى عدوِّ الله عبدِ الله بن أُبَيٍّ القائلِ كذا وكذا، والقائلِ كذا وكذا؟! أُعَدِّدُ أيامَه، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ، حتى إذا أكْثَرْتُ قال:«يا عمرُ، أخِّرْ عني، إنِّي قد خُيِّرْتُ؛ قد قِيلَ لي: {استغفرْ لهُم أو لا تستغفرْ لهُم إن تستغفر لهم سبعين مرةً}. فلو أعْلَمُ أنِّي إن زِدتُ على السبعين غُفِر له لَزِدتُ عليها» . ثُمَّ صلّى عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ومشى معه حتى قام على قبره، حتى فرَغ منه، فعَجِبتُ لي
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 187 - 188.
(2)
أخرجه أبو طاهر المخلص في المخلصيات 2/ 119 (1170)، من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن عمر به.
إسناده جيد، وأصله في صحيح البخاري 2/ 121 (1366)، 6/ 85 (4671) من طريق الزهري به.
ولِجَراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واللهُ ورسولُه أعْلَمُ، فواللهِ، ما كان إلا يسيرًا حتى نَزَلَتْ هاتان الآيتان:{ولا تُصلِّ على أحدٍ منهُم ماتَ أبدًا ولا تقُمْ على قبرهِ} . فما صلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على منافقٍ بعدَه حتى قبَضه الله عز وجل
(1)
. (7/ 470)
33202 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- أنّ عبدَ الله بن عبد الله بن أُبَيٍّ قال له أبوه: أي بُنَيَّ، اطلُبْ لي ثوبًا مِن ثياب النبيِّ، فكَفِّنِّي فيه، ومُرْه فليُصَلِّ عَلَيَّ. قال: فأتاه، فقال: يا رسولَ الله، قد عرَفْتَ شَرَفَ عبدِ الله، وهو يطلُبُ إليك ثوبًا مِن ثيابك نُكَفِّنُه فيه، وتُصَلِّي عليه. فقال عمرُ: يا رسول الله، أتُصلِّي عليه وقد نَهاك الله أن تُصَلِّيَ عليه؟ فقال:«أين؟» . فقال: {استغفرْ لهُم أو لا تستغفرْ لهُم إن تستغفرْ لهم سبعينَ مرةً فلن يغفرَ اللهُ لهمْ} . قال: «فإنِّي سأزِيدُ على سبعين» . فأنزَل الله عز وجل: {ولا تُصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقمْ على قبرهِ} الآية. قال: فأرسَل إلى عمرَ، فأخبرَه بذلك، وأنزَل الله:{سواءٌ عليهم أستغفرتَ لهم أم لم تستغفر لهم} [المنافقون: 6]
(2)
. (7/ 477)
33203 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: لَمّا تُوُفِّي عبد الله بنُ أبيِّ بنُ سلولٍ أتى ابنُه عبدُ الله رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسألَه أن يُعْطِيَه قميصَه ليُكَفِّنَه فيه، فأعْطاه، ثم سأله أن يُصَلِّيَ عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عليه، فقام عمر بن الخطاب فأخَذ ثَوبَه، فقال: يا رسول الله، أتُصَلِّي عليه وقد نَهاك الله أن تصليَ على المنافقين؟! قال:«إنّ ربِّي خَيَّرني، وقال: {استغفرْ لهُمْ أو لا تستغفر لهُمْ إن تستغفرْ لهم سبعينَ مرةً فلن يغفر الله لهم}. وسأزِيدُ على السبعين» . فقال: إنّه منافقٌ! فصلّى عليه؛ فأنزَل الله تعالى: {ولا تُصلِّ على أحدٍ منهُم ماتَ أبدًا ولا تقمْ على قبرهِ} . فترَك الصلاةَ عليهم
(3)
. (7/ 477)
33204 -
عن جابر بن عبد الله -من طريق عمرو- قال: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بن
(1)
أخرجه البخاري 2/ 97 (1366)، 6/ 68 (4671) دون قوله: فما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق
…
إلخ، وابن جرير 11/ 612 - 613، وابن أبي حاتم 6/ 1853 (10507)، 6/ 1857 - 1858 (10207).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط 6/ 16 (5662)، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 288، من طريق بشر بن السري، حدثنا رباح بن معروف المكي، عن سالم بن عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
إسناده جيد.
(3)
أخرجه البخاري 2/ 76 (1269)، 6/ 67 (4670)، 6/ 68 (4672)، 7/ 143 (5796)، ومسلم 4/ 1865 (2400)، 4/ 2141 (2774)، وابن جرير 11/ 611، وابن أبي حاتم 6/ 1857 (10206).
أبي بعد ما أُدْخِل في قبره، فأُمِر به فأُخْرِج، ووُضِع على ركبتيه، ونَفَثَ عليه مِن رِيقِه، وألبسه قميصَه، والله أعلم
(1)
. (ز)
33205 -
عن جابر بن عبد الله -من طريق عامر الشعبي- قال: ماتَ رأسُ المنافقين بالمدينة، فأوصى أن يُصَلِّيَ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأن يُكَفِّنَه في قميصِه، فجاء ابنُه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّ أبي أوصى أن يُكَفَّنَ في قميصِك. فصلّى عليه، وألبَسه قميصَه، وقامَ على قبرِه؛ فأنزَل اللهُ:{ولا تصلِّ على أحدٍ منهُم مات أبدًا ولا تقُم على قبرهِ}
(2)
. (7/ 478)
33206 -
عن أنس بن مالك -من طريق يزيد الرَّقاشِيِّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يُصَلِّيَ على عبد الله بن أُبَيٍّ، فأخَذ جبريلُ عليه السلام بثوبِه، فقال:{ولا تُصلِّ على أحدٍ منهُم ماتَ أبدًا ولا تقُم على قبرهِ}
(3)
[3015].
33207 -
قال قتادة بن دعامة، في قوله:{ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} : ذُكِر لنا: أنّه مات منافقٌ، فكفَّنه نبيُّ الله في قميصه، وصلّى عليه، ودلّاه في قبره؛ فأنزل الله عز وجل هذه الآية فيه
(4)
. (7/ 478)
33208 -
عن قتادة بن دعامة، قال: وقَفَ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أُبَيٍّ، فدَعاه، فأغْلَظ له، وتناوَل لِحْيَة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال أبو أيوب: كُفَّ يَدَك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[3015] انتَقَدَ ابنُ عطية (4/ 378) مستندًا إلى السُّنَّة هذا الأثرَ، فقال:«وتظاهرت الروايات أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى عليه، وأن الآية نزلت بعد ذلك» .
_________
(1)
أخرجه البخاري (1270، 1350، 3008، 5795)، ومسلم (2773/ 2)، وابن جرير 11/ 609.
(2)
أخرجه ابن ماجه 2/ 484 (1524)، وابن جرير 11/ 611 - 612، من طُرُق، عن يحيى بن سعيد، عن مجالد بن سعيد الهمداني، عن الشعبي، عن جابر به.
قال ابن كثير في تفسيره 4/ 195: «هذا إسناد لا بأس به، وما قبله شاهد له» .
(3)
أخرجه أبو يعلى 7/ 144 - 145 (4112)، وأبو نعيم في صفة النفاق ص 54 (19)، وابن جرير 11/ 612.
قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 2/ 684 (1230): «رواه يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، ويزيد هذا تكلموا فيه بأنواع، أصحُّها أنه ضعيف» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 42 (4224): «رواه أبو يعلى، وفيه يزيد الرقاشي، وفيه كلام، وقد وُثِّق» . وقال ابنُ كثير 7/ 260: «ورواه الحافظ أبو يعلى في مسنده، من حديث يزيد الرقاشي، وهو ضعيف» . وقال ابن حجر في المطالب العالية 14/ 698 - 699 (3622): «هذا حديث ضعيف، وقد خالف فيه يزيد مع ضعفه ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنّه صلّى عليه، وأنّ الآية إنما نزلت بعد ذلك» .
(4)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 224 - 225 - .