الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
31424 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ} ببدر {حَلالًا طَيِّبًا واتَّقُوا اللَّهَ} ولا تعصوه {إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} ذو تجاوز لما أخذتم من الغنيمة قبل حلها {رَحِيمٌ} بكم إذ أحلها لكم
(1)
. (ز)
31425 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فُضِّلْتُ على الأنبياء بستٍّ: أُعْطِيتُ جوامع الكَلِم، ونُصِرْتُ بالرُّعب، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، وجُعِلَتْ لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأُرسِلتُ إلى الخلق كافةً، وخُتِم بيَ النبيون»
(2)
. (7/ 207)
31426 -
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خمسًا لم يُعْطَهُن أحدٌ قبلي؛ بُعِثتُ إلى الأحمر والأسود، وجُعِلَتْ لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، ولم تَحِلَّ لأحدٍ كان قبلي، ونُصِرْتُ بالرُّعب؛ فيَرْعَبُ العدو وهو منِّي مسيرةَ شهر، وقيل لي: سَلْ تُعْطَه. فاخْتَبأتُ دَعْوتي شفاعةً لأمتي، وهي نائلةٌ منكم -إن شاء الله- مَن لَقِي الله لا يشرِكُ به شيئًا»
(3)
. (7/ 207)
{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(70)}
نزول الآية:
31427 -
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لم تَكُنِ الغنائم تَحِلُّ لأحدٍ كان
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 126.
(2)
أخرجه مسلم 1/ 371 (523).
(3)
أخرجه أحمد 35/ 242 - 243 (21314)، 35/ 343 (21435)، والدارمي 2/ 295 (2467)، وابن حبان 14/ 375 (6462).
قال الهيثمي في المجمع 8/ 259 (13950): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في الفتح 1/ 436: «رواها كلها أحمد بأسانيد حسان» . وقال الألباني في الإرواء 1/ 317: «بإسناد صحيح» .
قبلنا، فطَيَّبها الله لنا لِما علِم مِن ضَعْفِنا». فأنزل الله فيما سَبَق من كتابه إحْلالَ الغنائم:{لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} . فقالوا: والله يا رسول الله، لا نأخُذُ لهم قليلًا ولا كثيرًا حتى نعلمَ أحلالٌ هو أم حرام. فطَيَّبه الله لهم، فأنزَل الله تعالى:{فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم} . فلما أحَلَّ الله لهم فِداهم وأموالَهم قال الأُسارى: ما لنا عندَ الله مِن خيرٍ قد قُتِلْنا وأُسِرْنا. فأنزَل الله يُبَشِّرُهم: {يأيها النَّبِيّ قل لمن في أيديكم من الأسرى} إلى قوله: {والله عليم حكيم}
(1)
. (7/ 207)
31428 -
عن عائشة، قالت: لَمّا بَعَث أهلُ مكة في فداءِ أسْراهم بَعَثَت زينب بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في فِداءِ أبي العاصي، وبَعَثَتْ فيه بقِلادةٍ، فلَمّا رَآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رَقَّ رِقَّةً شديدةً، وقال:«إن رأيتُم أن تُطلِقوا لها أسيرَها» . وقال العباس: إنِّي كنتُ مسلمًا، يا رسول الله. قال:«الله أعلمُ بإسلامِك، فإن تكن كما تقول فاللهُ يَجْزِيك، فافْدِ نفسَك وابنَي أخوَيْك؛ نَوْفلَ بن الحارث، وعَقِيل بن أبي طالب، وحليفَك عُتْبة بن عمرو» . قال: ما ذاك عندي، يا رسول الله. قال:«فأين المالُ الذي دَفَنْتَ أنت وأمُّ الفضل؟ فقلتَ لها: إن أُصِبْتُ فهذا المال لِبَنِيِّ» . فقال: والله يا رسول الله، إنّ هذا لَشَيْءٌ ما علِمَه غيري وغيرُها، فاحسُبْ لي ما أصبتُم مِنِّي عشرين أوقيةً مِن مالٍ كان معي. فقال:«أفعلُ» . ففَدى نفسَه وابنَي أخوَيه وحليفَه، ونزَلت:«قُل لِّمَن فِي أيْدِيكُم مِّنَ الأُسارى إن يَّعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ» . فأعْطاني مكانَ العشرين أوقيةً في الإسلام عشرين عبدًا، كلُّهم في يدِه مالٌ يضْرِبُ به، مع ما أرجُو مِن مغفرة الله
(2)
. (7/ 208)
31429 -
عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبدالله بن رئاب، قال: قال العباس: فِيَّ نزَلت هذه الآية: «يأيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِّمَن فِي أيْدِيكُم مِّنَ
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه أحمد 43/ 381 (26362)، وأبو داود 4/ 328 - 329 (2692)، والحاكم 3/ 25 (4306)، والبيهقي في الكبرى 6/ 523 - 524 (12849) واللفظ له.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه» . وقال ابن الملقّن في البدر المنير (9/ 117): «بإسناد حسنٍ» .
و «مِنَ الأُسارى» بضم الهمزة، وفتح السين وألف بعدها قراءة متواترة، قرأ بها أبو عمرو، وأبو جعفر، وقرأ بقية العشرة {الأَسْرى} بفتح الهمزة، وإسكان السين من غير ألف. ينظر: النشر 2/ 277.
الأُسارى»، حين ذكرتُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامي، وسألتُه أن يُقاصَّني بالعشرين الأوقية التي أُخِذَت مِنِّي فأبى، فعَوَّضَني الله منها عشرين عبدًا، كلُّهم تاجرٌ يضرِبُ بمالي، مع ما أرجُو من رحمة الله ومغفرته
(1)
. (7/ 211)
31430 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد-، قال: لَمّا نزلت: «يأيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِّمَن فِي أيْدِيكُم مِّنَ الأُسارى» ، وكان العباس يقول: فِيَّ نزلت هذه الآية، حين أخبَرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي، فسألتُه أن يحاسبَني بالعشرين أُوقِيَّةً التي أُخِذت مني يومَ بدر، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاني الله بالعشرين أوقيةً عشرين عبدًا، كلُّهم تاجرٌ يضرِبُ بمالي، مع ما أرجو من مغفرة الله ورحمته
(2)
. (7/ 210)
31431 -
عن أبي هريرة -من طريق سعيد-: في قوله: {لولا كتاب من الله سبق} ، قال: يقول: لولا أنه سَبَق في عِلْمي أني سأُحِلُّ المغانم لَمَسَّكم فيما أخَذْتُم عذابٌ عظيم. قال: وكان العباس بن عبد المطلب يقول: أعْطاني الله هذه الآية: {يأيها النَّبِيّ قل لمن في أيديكم من الأسرى} ، وأعْطاني مكانَ ما أخَذ منِّي أربعين أُوقِيًّةً أربعين عبدًا
(3)
. (7/ 203)
31432 -
عن سعيد بن جبير، نحو شطره الثاني
(4)
. (ز)
31433 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: أسَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر سبعين مِن قريش؛ منهم العباس، وعَقِيل، فجعَل عليهم الفِداءَ أربعين أُوقِيَّةً من ذهب، وجعل على العباس مائةَ أُوقِيَّة، وعلى عَقِيل ثمانين أُوقِيَّة، فقال العباس: لقد تَرَكْتَني فقيرَ قريش ما بَقِيتُ. فأنزل الله: {يا أيها النَّبِيّ قل لمن في أيديكم من الأسرى} . قال العباس حين نزلت: لوَدِدتُ أنّك كنتَ أخذتَ مني أضعافَها،
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق وأبي نعيم. ينظر إمتاع الأسماع للمقريزي 12/ 168.
إسناده ضعيف جدًّا، وينظر مقدمة الموسوعة.
(2)
أخرجه إسحاق بن راهويه -كما في المطالب العالية 17/ 317 (4248) -، والطبراني في الكبير 11/ 171 (11398)، وابن جرير 11/ 284 - 285، وابن أبي حاتم 5/ 1737 (9179).
قال ابن حجر في المطالب العالية بعد ذكره حديث إسحاق بن راهويه: «هذا إسناد صحيح» .
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1734، 1736 (9165، 9175)، من طريق أبو صيفي، قال: سمعت سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
إسناده ضعيفٌ جدًا؛ فيه أبو صيفي، وهو بشير بن ميمون، قال ابن حجر عنه في التقريب (725):«متروك، متهم» .
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 5/ 1736.
فآتاني الله خيرًا منها
(1)
. (7/ 210)
31434 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: كان العباسُ قد أُسِر يومَ بدر، فافْتدى نفسَه بأربعين أُوقِيَّةً مِن ذهب، فقال حين نزلت:{يأيها النَّبِيّ قل لمن في أيديكم من الأسرى} : لقد أعْطاني خَصْلتَين، ما أُحبُّ أن لي بهما الدنيا؛ إنَّي أُسِرْتُ يومَ بدر، ففَدَيْتُ نفسي بأربعين أُوقِيَّةً، فأعْطاني الله أربعين عبدًا، وإني أرجُو المغفرة التي وعَدَنا اللهُ
(2)
. (7/ 211)
31435 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- في قوله: «قُل لِّمَن فِي أيْدِيكُم مِّنَ الأُسارى» ، قال: عَبّاسٌ وأصحابُه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: آمَنّا بما جئتَ به، ونشهدُ أنك رسول الله. فنزَل:{إن يعلم الله في قلوبكم خيرا} إيمانًا وتصديقًا، يُخلِفْ لكم خيرًا مما أُصيبَ منكم، ويغفرْ لكم الشركَ الذي كنتُم عليه. فكان عباسٌ يقول: ما أُحِبُّ أن هذه الآية لم تنزِلْ فينا وأنّ لي ما في الدنيا مِن شيء، فلقد أعْطاني الله خيرًا مما أخَذ مني مائة ضعفٍ، وأرجُو أن يكونَ غفَر لي
(3)
. (7/ 211)
31436 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله:«يأيها النَّبِيُّ قُل لمن في أيديكُم من الأُسارى» الآية، قال: نزَلت في الأُسارى يوم بدر؛ منهم العباس بن عبد المطلب، ونَوْفَل بن الحارث، وعَقِيلُ بن أبي طالب
(4)
.
(7/ 211)
31437 -
قال محمد بن السائب الكلبي: نزلت في العباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وكان العباس أُسِرَ يوم بدر ومعه عشرون
(1)
أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ص 476 (410).
قال ابن حجر في الفتح 7/ 322: «بإسناد حسن» .
(2)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 3/ 143، وابن عساكر في تاريخه 26/ 293، وابن جرير 11/ 285 - 268، وابن أبي حاتم 5/ 1737 (9178)، من طريق عبدالله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به.
إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(3)
أخرجه ابن جرير 11/ 286، من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس به.
في جامع التحصيل للعلائي ص 229، قال ابن القطان:«ابن جريج عن عطاء الخراساني ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه» ، وعطاء الخراساني «لم يسمع من ابن عباس شيئًا» ، قاله الإمام أحمد كما في جامع التحصيل 238.
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 10، وابن عساكر في تاريخه 41/ 13، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
أُوقِيَّة من الذهب، وكان خرج بها معه إلى بدر ليُطْعِم بها الناس، وكان أحدَ العشرة الذين ضَمِنُوا إطعامَ أهل بدر، ولم يكن بلغته النَّوْبة حتى أُسر، فأُخِذَت منه، وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، قال: فكلّمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقِيَّة الذهب التي أخذها مني فداء، فأبى عَلَيَّ، وقال:«أمّا شيء خرجتَ تستعين به علينا فلا» . وكلّفني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أُوقِيَّة من فضة، فقلت له: تركتني والله أسأل قريشًا بِكَفِّي والناسَ ما بَقِيتُ. قال: «فأين الذهبُ الذي دَفَعْتَهُ إلى أُمِّ الفَضْل قبل مخرجك إلى بدر، وقلت لها: إن حَدَثَ بي حَدَثٌ في وجهي هذا فهو لك، ولعبد الله، والفضل، وقُثَم؟» . قال: قلت: وما يدريك؟ قال: «أخبرني الله بذلك» . قال: أشهد إنك لصادق، وإني قد دفعت إليها ذهبًا ولم يطَّلِع عليها أحدٌ إلا الله، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. قال العباس: فأعطاني الله خيرًا مما أُخِذ مني -كما قال-؛ عشرين عبدًا كلهم يضرب بمال كثير مكان العشرين أُوقِيَّة، وأنا أرجو المغفرة من ربي
(1)
. (ز)
31438 -
قال مقاتل بن سليمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم جعل عمر بن الخطاب وخَبّاب بن الأَرَتِّ أولياءَ القبض يوم بدر، وقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وانطلق بالأسارى فيهم العباس بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وذلك أنّ العباس بن عبد المطلب يوم أُسر أُخذ منه عشرين أُوقِيَّة من ذهب، فلم تُحْسَب له من الفِداء، وكان فِداءُ كل أسير من المشركين أربعين أُوقِيَّة من ذهب، وكان أول من فدى نفسه أبو وديعة ضَمْرَة بن صُبَيْرَةَ السهمي، وسهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي القُرَشِيّان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أضْعِفُوا الفداءَ على العباس» . وكُلِّف أن يفتدي ابنَيْ أخيه، فأَدّى عنهما ثمانين أُوقِيَّة من ذهب، وكان فداء العباس بثمانين أوقية، وأخذ منه عشرون أُوقِيَّة، فأخذ منه يومئذ مائة أوقية وثمانون أوقية، فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد تركتني ما حييت أسأل قريشًا بكَفِّي. وقال له صلى الله عليه وسلم: «أين الذهب الذي تركته عند امرأتك أم الفضل» . فقال العباس: أيُّ الذهب؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك قلت لها: إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا، فإن حدث بي ما حدث فهو لك ولولدك» . فقال: يا ابن أخي، من أخبرك؟ قال:«الله أخبرني» . قال العباس: أشهد أنك صادق، وما علمت أنك رسول قط قبل اليوم،
(1)
علَّقه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 40.