الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جبلٌ بمكة يُقال له: ثَوْرٌ
(1)
. (7/ 376)
32413 -
عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر- في قوله: {إذ هما في الغار} ، قال: هو الغار الذي في الجبل الذي يُسمّى: ثَوْرًا
(2)
. (7/ 376)
32414 -
قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال للمؤمنين: {إلا تنصروه} يعني: النبي صلى الله عليه وسلم {فقد نصره الله} هذه أولُ آيةٍ نزلت من براءة، وكانت تُسَمّى: الفاضحة؛ لِما ذكر اللهُ فيها من عيوب المنافقين {إذ أخرجه الذين كفروا} بتوحيد اللهِ مِن مكة {ثاني اثنين} فهو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر {إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن} وذلك أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأبى بكر:«لا تحزن؛ إن الله معنا» في الدَّفع عنّا، وذلك حين خاف القافَةَ حول الغار، فقال أبو بكر: أُتينا، يا نبيَّ الله. وحزِن أبو بكر، فقال: إنّما أنا رجل واحد، وإن قُتِلتَ أنت تهلك هذه الأُمَّة. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«لا تحزن» . ثُمَّ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ، أعْمِ أبصارَهم عنّا» . ففعل اللهُ ذلك بهم
(3)
. (ز)
32415 -
عن سفيان بن عيينة -من طريق سوار بن عبد الله- قال: عاتب الله المسلمين جميعًا في نبيِّه صلى الله عليه وسلم غيرَ أبي بكرٍ وحده، فإنّه خرج مِن المعاتبة. ثم قرأ:{إلا تنصروه فقد نصره الله} الآية
(4)
[2954]. (7/ 371)
سياق القصة
32416 -
عن البراء بن عازب، قال: اشترى أبو بكر مِن عازِبٍ رَحْلًا بثلاثةَ عشر درهمًا، فقال لعازب: مُرِ البراءَ فلْيحمِلْه إلى منزلي. فقال: لا، حتى تُحَدِّثَنا كيف صنَعتَ حيثُ خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنتَ معه. فقال أبو بكر?: خرَجنا، فأدْلَجْنا، فأحثَثْنا يومَنا وليلتَنا، حتى أظهَرْنا وقام قائِمُ الظهيرة، فضَرَبْتُ ببصري هل أرى ظِلًّا فآويَ إليه، فإذا أنا بصخرةٍ، فأَهْوَيْتُ إليها، فإذا بَقِيَّةُ ظِلِّها، فسوَّيتُه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
[2954] علَّقَ ابنُ عطية (4/ 317) على قول سفيان هذا بقوله: «بل خرج منها كلُّ مَن شاهد غزوة تبوك ولم يتخلّف، وإنما المعاتبة لِمَن تخلّف فقط. أما إنّ هذه الآية مُنَوِّهَةٌ بأبي بكر، حاكِمَةٌ بتقدُّمه وسابِقَته في الإسلام» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 11/ 465. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 276، وابن جرير 11/ 466. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 171.
(4)
أخرجه ابن عساكر 30/ 93.
وفرَشتُ له فَرْوةً، وقلت: اضطَجِعْ، يا رسول الله. فاضطَجَع، ثم خرجتُ أنظُرُ هل أرى أحدًا مِن الطَّلَبِ
(1)
، فإذا أنا براعي غنم، فقلتُ: لِمَن أنتَ، يا غلامُ؟ فقال: لرجلٍ من قريش. فسمّاه، فعرَفتُه، فقلتُ: هل في غنمِك مِن لبنٍ؟ قال: نعم. قلتُ: وهل أنت حالِبٌ لي؟ قال: نعم. قال: فأمَرتُه، فاعتَقَل شاةً منها، ثم أمَرتُه، فنفَض ضَرْعَها مِن الغبار، ثم أمَرتُه، فنفَض كَفَّيه من الغبار، ومعي إداوةٌ
(2)
على فمِها خِرْقةٌ، فحلَب لي كُثْبَةً من اللبن، فصَبَبْتُ على القَدَحِ حتى بَرَد أسفلُه، ثم أتَيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فوافَقْتُه قد استيقظ، فقلتُ: اشرَبْ، يا رسولَ الله. فشَرِب حتى رَضِيتُ، ثم قلتُ: هل أنى
(3)
للرحيل؟ قال: فارتحَلْنا، والقومُ يطلُبونا، فلم يُدرِكنا منهم إلا سُراقةُ على فرسٍ له، فقلتُ: يا رسولَ الله، هذا الطلَبُ قد لحقنا. فقال:«لا تحزن؛ إن الله معنا» . حتى إذا دنا فكان بيننا وبينه قدرُ رُمحٍ أو رُمحين أو ثلاثة، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلَبُ قد لحقنا. وبكيت، قال:«لِمَ تبكي؟» . قلتُ: أما -واللهِ- ما أبكي على نفسي، ولكني أبكي عليك. فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال:«اللَّهُمَّ، اكفِناه بما شئتَ» . فساخَتْ فرسُه إلى بطنِها في أرضٍ صَلْدٍ، ووثَب عنها، وقال: يا محمدُ، إنّ هذا عملُك، فادعُ اللهَ أن يُنَجِّيَني مما أنا فيه، فواللهِ، لَأُعَمِّيَنَّ على مَن ورائي مِن الطلَبِ، وهذه كِنانتي فخذْ منها سهمًا، فإنّك ستمرُّ بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فخُذْ منها حاجتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا حاجة لي فيها» . ودعا له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأُطلِقَ ورجع إلى أصحابه، ومضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة، فتلقّاه الناسُ، فخرجوا على الطرق وعلى الأجاجِير
(4)
، واشتدَّ الخدمُ والصبيانُ في الطرق: اللهُ أكبرُ، جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، جاء محمدٌ. وتنازع القومُ أيُّهم يَنزِلُ عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أنزِلُ الليلةَ على بني النجار أخوالِ عبد المطلب؛ لِأُكرِمَهم بذلك» . فلما أصبَح غدا حيثُ أُمِر
(5)
. (7/ 362)
(1)
أي أهل الطَّلَب. قال ابن الأعرابي: الطَّلَبةُ الجماعة من الناس. لسان العرب (طلب).
(2)
الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. النهاية (أدو).
(3)
أي: أما حان وقَرُب؟ تقول منه: آنَ يَئِين أيْنًا، وهو مثل أنى يَأْنِي أنًى، مقلوب منه. النهاية (آن).
(4)
الأجاجير: جمع إجّار -بالكسر والتشديد-، وهو السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه. النهاية (أجر).
(5)
أخرجه البخاري 4/ 201 - 202 (3615)، 5/ 3 - 4 (3652)، ومسلم 3/ 1592 (2009) مختصرًا، وأحمد 1/ 182 (3) واللفظ له، وابن أبي حاتم 6/ 1798 - 1799 (10037).
32417 -
عن سُراقةَ بن مالك، قال: خرجتُ أطلبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، حتى إذا دنَوْتُ منهم عَثرَت بي فرسي، فقمتُ فركِبتُ، حتى إذا سمِعتُ قراءةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفتُ، وأبو بكر يُكثِرُ التَّلَفُّتَ، ساخَتْ يدا فرسي في الأرض حتى بلَغَتا الركبتين، فخَررْتُ عنها، ثم زجرتُها، فنهَضَتْ، فلم تكد تُخرِجُ يديها، فلمّا استَوَتْ قائمةً إذا لأثرِ يديها عُثانٌ
(1)
ساطِعٌ في السماءِ مثلُ الدخان، فنادَيتُهما بالأمان، فوقفا لي، ووقع في نفسي حين لَقِيت ما لَقِيت مِن الحبس عنهما أنّه سيَظهَرُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
. (7/ 364)
32418 -
عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فلحِقَ بغار ثور، قال: وتَبِعه أبو بكر، فلمّا سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حِسَّه خلفه خاف أن يكون الطَّلَبَ، فلمّا رأى ذلك أبو بكر تنحنح، فلمّا سمع ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عرفه، فقام له حتى تَبِعه، فأتيا الغار، فأصبحت قريشٌ في طلبه، فبعثوا إلى رجلٍ من قافَة بني مُدْلِجٍ، فتَبِع الأثرَ حتى انتهى إلى الغار وعلى بابه شجرةٌ، فبال في أصلها القائِفُ، ثم قال: ما جازَ صاحبُكم الذي تطلبون هذا المكان. قال: فعند ذلك حزِن أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تحزن؛ إنّ الله معنا» . قال: فمكث هو وأبو بكر في الغار ثلاثةَ أيام، يختلِفُ إليهم بالطعام عامِرُ بن فُهَيرة، وعَلِيٌّ يُجَهِّزُهم، فاشتروا ثلاثةَ أباعرَ مِن إبل البحرين، واستأجر لهم دليلًا، فلمّا كان في بعض الليل من الليلة الثالثة أتاهم عليٌّ بالإبل والدليل، فركب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم راحلةً، وركب أبو بكرٍ أخرى، وركب الدليلُ أخرى، فتوجَّهوا نحوَ المدينة وقد بعَثَت قريشٌ في طلبه
(3)
. (7/ 365)
32419 -
عن ابن عباس، وعليّ، وعائشة بنت أبي بكر، وعائشة بنت قدامة، وسُراقة بن جُعْشُم، دخل حديثُ بعضهم في بعض، قالوا: خرج رسولٌ الله صلى الله عليه وسلم والقومُ جلوسٌ على بابه، فأخذ حَفْنَةً مِن البطحاء، فجعل يذُرُّها على رءوسهم، ويتلو:{يس، والقرآن الحكيم} الآيات. ومضى، فقال لهم قائلٌ: ما تنتظِرون؟ قالوا: محمدًا. قال: قد -واللهِ- مرَّ بكم. قالوا: واللهِ، ما أبصَرْناه. وقاموا يَنفُضون الترابَ عن رءوسهم، وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى غار ثور، فدخلاه، وضرَبَتِ العنكبوتُ على بابه بعِشاشٍ بعضُها على بعض، وطلَبَته قريشٌ أشدَّ الطلبِ
(1)
عُثانٌ: دخان. النهاية (عثن).
(2)
أخرجه البخاري (3906).
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويَه، وأبي نعيم في الدلائل.
حتى انتهت إلى باب الغار، فقال بعضهم: إنّ عليه لَعنكبوتًا قبلَ ميلاد محمدٍ. فانصرفوا
(1)
. (7/ 365)
32420 -
عن ضبَّة بن مِحْصَنٍ العَنَزِيِّ، قال: قلتُ لعمر بن الخطاب: أنت خيرٌ مِن أبي بكر؟ فبكى، وقال: واللهِ، لَلَيْلةٌ مِن أبي بكر ويومٌ خيرٌ مِن عُمُرِ عُمَرَ، هل لك أن أُحَدِّثَك بليلتِه ويومِه؟ قال: قلتُ: نعم، يا أميرَ المؤمنين. قال: أمّا ليلتُه فلمّا خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هاربًا مِن أهل مكةَ خرج ليلًا، فتبِعه أبو بكر، فجعل يمشي مَرَّةً أمامَه، ومرَّةً خلفَه، ومرَّةً عن يمينِه، ومرَّةً عن يساره. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما هذا، يا أبا بكر؟ ما أعرفُ هذا مِن فعلِك!» . قال: يا رسولَ الله، أذكرُ الرَّصَدَ فأكونُ أمامك، وأذكرُ الطَّلَبَ فأكونُ خلفَك، ومرَّةً عن يمينك، ومرةً عن يسارك، لا آمَنُ عليك. فمشى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطرافِ أصابعه حتى حَفِيت رجلاه، فلمّا رآه أبو بكر أنها قد حَفِيت حمَله على كاهِلِه، وجعل يشتدُّ به حتى أتى به فمَ الغار، فأنزله، ثم قال: والَّذي بعثك بالحقِّ، لا تدْخُلْه حتى أدْخُلَه، فإن كان فيه شيءٌ نزل بي قبلك. فدخل، فلم يرَ شيئًا، فحمله فأدخَله، وكان في الغار خَرْقٌ فيه حيّاتٌ وأفاعي، فخَشِي أبو بكرٍ أن يَخْرُجَ مِنهُنَّ شيءٌ يُؤْذِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فألقَمه قدمَه، فجعلن يَضْرِبْنَه ويَلْسَعْنَه؛ الحياتُ والأفاعي، وجعلت دموعُه تَنْحَدِرُ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول له:«يا أبا بكر، لا تحزن؛ إنّ الله معنا» . فأنزل الله سكينته -أي: طمأنينته- لأبي بكر. فهذه ليلتُه. وأَمّا يومُه فلمّا تُوُفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وارتَدَّتِ العربُ، فقال بعضُهم: نُصَلِّي ولا نُزَكِّي. وقال بعضُهم: لا نُصَلِّي ولا نُزَكِّي. فأتيتُه ولا آلُوه نُصْحًا، فقلتُ: يا خليفة رسول الله، تَألَّفِ الناسَ، وارْفُقْ بهم. فقال: جبّارٌ في الجاهلية خوّارٌ في الإسلام؟! بماذا أتألَّفُهم؛ أبشِعرٍ مفتعَلٍ، أو بشِعرٍ مفتَرى؟! قُبِض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وارتفع الوحي، فواللهِ، لو منعوني عِقالًا مما كانوا يُعْطُون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لقاتَلتُهم عليه. قال: فقاتلنا معه، فكان -واللهِ- رشيدَ الأمر. فهذا يومُه
(2)
. (7/ 368)
(1)
أخرجه ابن سعد 1/ 227 - 228.
(2)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 476 - 477، وابن عساكر في تاريخه 30/ 80 - 81، من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي، عن عمر به.
قال ابن كثير في البداية والنهاية 4/ 450: «في هذا السياق غرابة ونكارة» .
32421 -
عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: لم أعْقِلْ أبوَيَّ قَطُّ إلا وهما يَدينان الدينَ، ولم يمرَّ علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طرفَي النهار؛ بُكْرَةً وعَشِيَّةً، ولَمّا ابْتُلِي المسلمون خرج أبو بكر مُهاجِرًا قِبَلَ أرضِ الحبشة، حتى إذا بلَغ بَرْكَ الغِمادِ لَقِيَه ابن الدَّغِنَةِ، وهو سَيِّدُ القارَةِ
(1)
، فقال ابن الدَّغِنَةِ: أين تريدُ، يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأُريدُ أن أسيحَ في الأرضِ أعبُدُ ربِّي. قال ابن الدَّغِنَةِ: فإنّ مثلَك -يا أبا بكرٍ- لا يَخْرُجُ ولا يُخْرَجُ؛ إنّك تَكْسِبُ
(2)
المعدومَ، وتَصِلُ الرحمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضيفَ، وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ، فأنا لك جارٌ، فارْجِعْ فاعبُدْ ربّك ببلدك. فارْتَحَل ابن الدَّغِنَةِ، فرجع مع أبي بكر، فطاف ابن الدَّغِنَةِ في كفار قريش، فقال: لا يَخْرُجُ مثلُه ولا يُخْرَجُ، أتُخْرِجون رجلًا يَكسِبُ المعدومَ، ويَصِلُ الرَّحِمَ، ويَحْمِلُ الكَلَّ، ويَقْرِي الضيفَ، ويُعينُ على نَوائبِ الحقِّ؟! فأنْفَذَت قريشٌ جوارَ ابن الدَّغِنَةِ، وأمَّنوا أبا بكرٍ، وقالوا لابن الدَّغِنَةِ: مُرْ أبا بكرٍ فلْيَعْبُدْ ربَّه في داره، ولْيُصَلِّ فيها ما شاء، ولْيَقْرَأ ما شاء، ولا يُؤْذِينا، ولا يَسْتَعلِن بالصلاة والقراءة في غير داره. ففعل، ثم بدا لأبي بكر فابْتَنى مسجدًا بفناء داره، فكان يُصَلِّي فيه ويَقْرَأُ، فَيَتَقَصَّفُ
(3)
عليه نساءُ المشركين وأبناؤهم يَعْجَبون منه، وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكّاءً لا يَمْلِكُ دمعَه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشرافَ قريش، فأرسلوا إلى ابن الدَّغِنَةِ، فقدِم عليهم، فقالوا: إنما أجَرنا أبا بكر على أن يَعْبُدَ ربَّه في داره، وإنّه جاوز ذلك، فابْتَنى مسجدًا بفناء داره، وأعْلَن الصلاةَ والقراءةَ، وإنّا خشِينا أن يَفْتِنَ نساءَنا وأبناءَنا، فإن أحبَّ أن يَقْتَصِرَ على أن يعبُدَ ربَّه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يُعْلِنَ ذلك فسَلْهُ أن يَرُدَّ إليك ذِمَّتَك، فإنّا قد كرِهنا أن نُخْفِرَك، ولسنا مُقِرِّين لأبي بكر الاسْتِعلانَ. فأتى ابنُ الدَّغِنَة أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، قد علمِتَ الذي عَقَدْتُ لك عليه، فإمّا أن تقتصِر على ذلك، وإما أن تَرُدَّ إلَيَّ ذِمَّتي، فإنِّي لا أُحِبُّ أن تَسْمَعَ العربُ أنِّي أُخْفِرتُ في عقدِ رجلٍ عقَدتُ
(1)
القارَةِ: وهي قبيلة مشهورة من بني الهُون -بالضم والتخفيف- بن خزيمة بن مُدْرِكَة بن إلْياس بن مُضر، وكانوا حلفاء بني زُهرة من قريش، وكانوا يضرب بهم المثل في قوة الرمي. الفتح 7/ 233.
(2)
قال في النهاية (عدم): تَكْسِبُ المعدوم: يقال: فلان يَكْسِبُ المعدوم إذا كان مجدودًا محظوظًا: أي يَكْسِب ما يُحْرَمه غيره. وقيل: تَكْسِبُ الناس الشيء المعدوم الذي لا يجدونه مما يحتاجون إليه. وقيل: المعدوم الفقير الذي صار من شدة حاجته كالمعدوم نفسه.
(3)
يَتَقَصَّف: يزدحمون. النهاية (قصف).
له. فقال أبو بكر: فإنِّي أرُدُّ إليك جِوارَك، وأرْضى بجوار الله ورسوله. ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بمكة، قال رسول لله صلى الله عليه وسلم للمسلمين:«قد أُريتُ دارَ هِجْرَتِكم، أُرِيتُ سبَخةً ذاتَ نخلٍ بين لابَتَين، وهما حَرَّتان» . فهاجر مَن هاجر قِبَلَ المدينة حين ذَكَر ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعضُ مَن كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين، وتجهَّز أبو بكر مُهاجِرًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«على رِسْلِك؛ فإنِّي أرْجُو أن يُؤذَنَ لي» . فقال أبو بكر: وترجو ذلك، بأبي أنت؟! قال:«نعم» . فحَبَس أبو بكر نفسَه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته، وعلَف راحلتين كانتا عنده ورقَ السَّمُرِ أربعةَ أشهر، فبينما نحن جلوسٌ في بيتنا في نَحْرِ الظهيرة قال قائِلٌ لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها. فقال أبو بكر: فِداه أبي وأمي، إن جاء به في هذه الساعة إلّا أمرٌ. فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأُذِن له، فدخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل لأبي بكر:«أخرِجْ مَن عندَك» . فقال أبو بكر: إنّما هم أهلُك، بأبي أنتَ يا رسولَ الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فإنّه قد أُذِن لي بالخروج» . فقال أبو بكر: فالصَّحابةَ بأبي أنت يا رسولَ الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم» . فقال أبو بكر: فخُذْ -بأبي أنت يا رسولَ الله- إحدى راحِلَتَيَّ هاتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بالثمَن» . قالت عائشة: فجهَّزْناهما أحَثَّ الجهاز، فصنعنا لهما سُفْرةً في جرابٍ، فقطَعَتْ أسماءُ بنت أبي بكر من نِطاقِها، فأوكَتْ به الجرابَ؛ فلذلك كانت تسمّى: ذاتَ النِّطاق، ولحق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغارٍ في جبلٍ يُقال له: ثَوْرٌ. فمكثا فيه ثلاثَ ليالٍ، يبيتُ عندهما عبدُ الله بن أبي بكر وهو غلامٌ شابٌّ لَقِنٌ
(1)
ثَقِفٌ
(2)
، فيخرُجُ من عندهما سَحَرًا، فيصبحُ مع قريشٍ بمكة كبائتٍ، فلا يَسمَعُ أمرًا يُكادانِ به إلا وعاه، حتى يأتيَهما بخبر ذلك حين يختلطُ الظلامُ، ويرعى عليهما عامرُ بن فُهَيرةَ -مولًى لأبي بكر- مَنِيحةً مِن غنمٍ، فيُريحُها عليهما حين يذهبُ بغَلَسٍ ساعةً من الليل، فيبيتان في رِسلِهما حتى يَنعِقَ بها عامرُ بن فهيرة بغلَسٍ، يفعلُ ذلك كلَّ ليلةٍ من تلك الليالي الثلاث، واستأجَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا من بني الدِّيل ثم مِن بني عبد بن عديٍّ هاديًا خِرِّيتًا -والِخرِّيتُ: الماهرُ بالهداية-، قد غَمَس يمين حِلْفٍ في آل العاصي بن وائل، وهو على دين كفار قريش، فأمِناه، فدفعا إليه راحِلَتَيْهما، وواعَداه
(1)
لَقِن: فَهِمٌ، حسَنُ التَّلَقُّن لما يسمعه. النهاية (لقن).
(2)
ثَقِف: ذو فطنة وذكاء، والمراد أنه ثابت المعرفة بما يُحتاج إليه. النهاية (ثقف).
غارَ ثورٍ بعدَ ثلاثِ ليالٍ، فأتاهما براحلتيهما صبيحةَ ثلاثِ ليالٍ، فارتحَلا، فانطلق معهما عامرُ بن فُهيرةَ مولى أبي بكر، والدليلُ الدِّيليُّ، فأخذ بهم طريقَ أذاخِرَ، وهو طريقُ الساحل
(1)
. (7/ 377)
32422 -
قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المُدلِجيُّ -وهو ابن أخي سُراقةَ بن جُعْشُمٍ-، أنّ أباه أخبره، أنّه سمِع سُراقةَ يقول: جاءتنا رسلُ كُفّار قريش، يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ دِيَة كلِّ واحدٍ منهما لِمَن قتلهما أو أسرهما، فبينا أنا جالسٌ في مجلسٍ مِن مجالس قومي بني مُدلجٍ أقْبَل رجلٌ منهم حتى قام علينا، فقال: يا سُراقةُ، إنِّي رأيتُ آنفًا أسْوِدَةً
(2)
بالساحل، لا أُراها إلا محمدًا وأصحابه. قال سُراقة: فعرفتُ أنّهم هم. فقلتُ: إنّهم ليسوا بهم، ولكن رأيتُ فلانًا وفلانًا انطلقوا آنِفًا. ثم لبِثتُ في المجلس حتى قمتُ فدخلتُ بيتي، وأمَرتُ جاريتي أن تُخرِجَ لي فرسي، وهي من وراءِ أكَمَةٍ، فتحبِسَها عَلَيَّ، وأخذتُ رُمْحي، فخرجتُ به من ظَهْر البيت، فخطَطْتُ برمحي الأرض، وخفَضْتُ عاليةَ الرمح حتى أتَيتُ فرسي، فركِبتُها، فدفَعتُها وتُقَرِّبُ بي
(3)
، حتى رأيتُ أسوِدَتَهما، فلما دنَوتُ منهم حيثُ يُسمِعُهم الصوتُ عثَرَت بي فرسي، فَخرَرْتُ عنها، فقمتُ، فأهْوَيتُ بيدي إلى كِنانتي، فاستخرَجتُ منها الأزلامَ، فاستقسَمتُ بها: أضُرُّهم أم لا؟ فخرَج الذي أكرهُ؛ أَّلا أضُرَّهم، فركِبتُ فرسي، وعصَيتُ الأزلامَ، فدفَعتُها تُقَرِّبُ بي، حتى إذا سمِعتُ قراءةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو لا يلتفِتُ، وأبو بكر يُكثِرُ الالتفات- ساخَتْ يدا فرسي في الأرض حتى بَلَغَت الرُّكْبَتَين، فخرَرْتُ عنها، فزجَرتُها، فنَهَضَتْ، فلم تكد تخرُجُ يداها، فلمّا استَوَتْ قائمةً إذا لأثرِ يديْها عُثانٌ ساطِعٌ في السماء من الدُّخان، فاستَقْسَمتُ بالأزلام، فخرج الذي أكرهُ؛ ألّا أضُرَّهم، فنادَيتُهم بالأمان، فوقفا، وركِبتُ فرسي حتى جئتُهم، ووقع في نفسي حين لقيتُ ما لقيتُ مِن الحبس عنهم أنّه سيَظهَرُ أمرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إنّ قومك قد جعلوا فيك الدِّيَة. وأخبرتهم مِن أخبار سفرهم، وما يُريدُ الناسُ بهم، وعرضتُ عليهم الزّادَ والمتاعَ، فلم يَرْزَءُوني شيئًا، ولم يسألوني إلا أن: أخْفِ عنّا. فسألتُه أن يكتُبَ لي كتابًا مُوادَعةً آمَنُ به،
(1)
أخرجه البخاري 5/ 58 - 60 (3905)، وابن أبي حاتم 6/ 1799 (10039) مختصرًا.
(2)
أسْوِدَة: جمع قلة لسَواد، وهو الشخصُ؛ لأنه يُرى من بعيد أسود. النهاية (سود).
(3)
التقريب: السير دون العَدْو وفوق العادة، وقيل: أن ترفع الفرس يديها معًا وتضعهما معًا. فتح الباري 7/ 241.
فأمر عامرَ بن فُهَيرة فكتب لي في رُقعةٍ من أديم، ثم مضى
(1)
.
قال الزهري: وأخبرني عروة بن الزبير: أنّه
(2)
لَقِيَ الزبيرَ ورَكْبًا من المسلمين، كانوا تجارًا بالشام قافلين إلى مكة، فعرَّضوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ بثيابٍ بياضٍ
(3)
، وسمع المسلمون بالمدينة بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يَغْدُون كُلَّ غداةٍ إلى الحَرَّة، فينتظرونه حتى يؤذيَهم حَرُّ الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظاره، فلما أوَوْا إلى بيوتهم أوفى رجلٌ من يهودَ أُطُمًا
(4)
من آطامهم لأمرٍ ينظر إليه، فبَصُرَ برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبَيَّضينَ، يزول بهم السرابُ، فلم يتناهى اليهوديُّ أن نادى بأعلى صوته: يا معشرَ العرب، هذا جَدُّكُم
(5)
الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقَّوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتَوه بظَهرِ الحرَّة، فعدل بهم ذاتَ اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف بقُباء، وذلك يوم الاثنين من شهرِ ربيعٍ الأول، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يُذَكِّرُ الناسَ، وجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صامتًا، وطَفِق مَن جاء مِن الأنصار مِمَّن لم يكن رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يحسَبُه أبا بكرٍ، حتى أصابت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الشمسُ، فأقبل أبو بكر حتى ظلَّل عليه برادئه، فعرف الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فلَبِث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوفٍ بضعَ عشْرةَ ليلةً، وابتَنى المسجدَ الذي أُسِّسَ على التقوى، وصلّى فيه، ثم ركب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم -راحلته، فسار ومشى الناسُ، حتى بَرَكتْ به عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يُصلِّي فيه يومئذٍ رجالٌ مِن المسلمين، وكان مِرْبَدًا للتمر لسهلٍ وسُهَيلٍ -غلامين يتمين أخوين في حَجْرِ أبي أُمامة أسعدَ بن زُرارة من بني النجار- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بَرَكَتْ به راحلتُه:«هذا المنزِلُ، إن شاء الله» . ثم دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الغلامين، فساوَمَهما بالمِرْبَدِ يتَّخِذُه مسجدًا، فقالا: لا، بل نهَبُه لك، يا رسول الله. فأبى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أن يقبَلَه منهما حتى ابتاعه منهما، وبناه مسجدًا، وطفِق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللَّبن في بنائه، وهو يقول:
هذا الحِمالُ لا حِمالُ خيبر
…
هذا أبرُّ ربَّنا وأطهَرْ
اللهمَّ إن الأجرَ أجرُ الآخره
…
فارحم الأنصارَ والمهاجِره
(1)
أخرجه البخاري 5/ 60 (3906).
(2)
يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
وعرَّضوهما بثياب: أهدَوا لهما، يقال: عرضْتُ الرجل. إذا أهديتَ له. النهاية 3/ 215.
(4)
الأطم: أبنية مرتفعة كالحصون. النهاية (أطم).
(5)
الجَدُّ: الحظُّ والسَّعادة والغنى. النهاية (جدد).
ويتمثَّلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعرِ رجلٍ من المسلمين لم يُسَمَّ لي. قال ابن شهاب: ولم يبلُغْني في الأحاديث أنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تمثَّل ببيتٍ من شعرٍ تامًّا غيرَ هؤلاء الأبيات، ولكنْ يَرجُزُهم لبناء المسجد، فلمّا قاتل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش حالَتِ الحربُ بين مهاجري أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لَقُوه بالمدينة زَمَنَ الخندق، فكانت أسماءُ بنت عُمَيسٍ تُحَدِّثُ: أنّ عمرَ بن الخطاب كان يُعيِّرُهم بالمُكْث في أرض الحبشة، فذكرت ذلك أسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لستُم كذلك» . وكانت أولَ آية أنزلت في القتال: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} حتى بلغ: {لقوي عزيز} [الحج: 39 - 40]
(1)
. (7/ 380 - 384)
32423 -
عن أنس بن مالك، قال: لَمّا كان ليلةُ الغار قال أبو بكر: يا رسول الله، دعني فلَأدخُل قبلَك، فإن كانت حَيَّةٌ أو شيءٌ كانت بي قبلَك. قال:«ادْخُلْ» . فدخل أبو بكرٍ، فجعل يلمِسُ بيديه، فكُلَّما رأى جُحرًا قال بثوبه فشقَّه، ثم ألقَمه الجُحْرَ، حتى فعل ذلك بثوبه أجمعَ، وبقِي جُحرٌ، فوضَع عليه عَقِبَه، وقال: ادْخُلْ، رسولَ الله. فلمّا أصبح قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«فأين ثوبُك، يا أبا بكرٍ؟» . فأخبرَه بالذي صنَع، فرفع النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْه، وقال:«اللَّهُمَّ، اجْعَلْ أبا بكرٍ معي في درجتي يومَ القيامة» . فأوحى اللهُ إليه: أنّ الله قد استجاب لك
(2)
. (7/ 373)
32424 -
عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِحَسّان:«هل قلتَ في أبي بكرٍ شيئًا؟» . قال: نعم. قال: «قُلْ وأنا أسمعُ» . فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيفِ وقد
…
طاف العدوُّ به إذ صاعَدَ الجبلا
وكان حِبَّ رسولِ الله قد علِموا
…
مِن البرية لم يَعْدِلْ به رجلا
فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بدَت نواجِذُه، ثم قال:«صدقتَ، يا حسانُ، هو كما قلتَ»
(3)
. (7/ 370)
(1)
أخرجه البخاري 5/ 60 - 61 (3906) مطولًا.
(2)
أخرجه الآجري في الشريعة 4/ 1813 - 1814 (1275)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 33، من طريق هلال بن عبد الرحمن، عن عطاء بن أبي ميمونة أبي معاذ، عن أنس بن مالك به. زاد الآجري: عن علي بن زيد، وعطاء.
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء 2/ 407 - 408، وابن عساكر في تاريخه 30/ 91، من طريق أبي العطوف الجزري، عن الزهري، عن أنس بن مالك به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث مُنكَر» . وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 2/ 778 - 779 (1492): «رواه أبو العطوف الجراح بن منهال، عن الزهري، عن أنس. والجرّاح متروك الحديث» . وقال ابن عساكر: «وهذا الحديث موصوله ومرسله منكر، والبلاء فيه من أبي العطوف» .