الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العَرِيش
(1)
، فدَخَله ومعه أبو بكر ليس معه فيه غيره، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول فيما يقول:«اللهم، إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعْبَد» . وأبو بكر يقول: يا نبيَّ الله، بعض مناشدتك ربك، فإنّ الله منجز لك ما وعدك. وقد خَفَق
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم خَفْقَةً وهو في العَرِيش، ثم انْتَبَه، فقال:«أبْشِرْ، يا أبا بكر، أتاك نصرُ الله، هذا جبريل آخِذٌ بعِنان فرسٍ يقوده، على ثَناياه النَّقْعُ»
(3)
. (7/ 138)
31034 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عبيدة- قال: لقد قُلِّلوا في أعْيُنِنا يوم بدر، حتى قلتُ لرجلٍ إلى جَنْبي: تُراهم سبعين؟ قال: لا، بل هم مائة. حتى أخَذْنا رجلًا منهم، فسَأَلْناه، قال: كُنّا ألفًا
(4)
[2829]. (7/ 139)
31035 -
عن عَبّاد بن عبد الله بن الزبير -من طريق يحيى بن عبّاد- قال: فكان ما أراه الله عز وجل من ذلك من نِعْمَة الله عليهم، شَجَّعهم بها على عدوهم، وكَفَّ بها عنهم ما تُخُوِّف عليهم من ضعفهم؛ لعلمه بما فيهم، {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا} أي: ليؤلف بينهم على الحرب للنقمة ممن أراد الانتقام منه، والإنعام على من أراد تمام النعمة عليه من أهل ولايته
(5)
. (ز)
[2829] علَّق ابنُ عطية (4/ 205) على قول ابن مسعود بقوله: «ويَرِد على هذا المعنى في التقليل ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سَأَل عما يَنْحَرُون كل يوم، فأُخبر أنهم يومًا عشرًا ويومًا تسعًا، قال: «هم ما بين التسعمائة إلى الألف» . فإما أنّ عبد الله ومن جرى مجراه لم يعلم بمقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما أن نفرض التقليل الذي في الآية تقليل القدْر والمهابة والمنزلة من النجدة».
_________
(1)
العَرِيش: كل ما يُسْتَظَلُّ به. النهاية (عرش).
(2)
خفق فلان: أي: حرَّك رأسه إذا نعس. القاموس المحيط (خفق).
(3)
أرسله ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 626 - 627 - .
قال الألباني في تخريج أحاديث فقه السيرة ص 227: «إسناده حسن» .
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 374، وابن جرير 5/ 251، 11/ 211، وابن أبي حاتم 5/ 1710، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 2/ 31 - 32 - . وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1710.
31036 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الزبير بن الخِرِّيتِ- في قوله: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم} ، قال: حَضَّض بعضَهم على بعض
(1)
. (7/ 139)
31037 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: قال ناس مِن المشركين: إنّ العِير قد انصرفت فارجعوا. فقال أبو جهل: الآن إذ برز لكم محمد وأصحابه؟ فلا ترجعوا حتى تستأصلوهم. وقال: يا قوم، لا تقتلوهم بالسلاح، ولكن خذوهم أخْذًا، فاربطوهم بالحبال. يقوله مِن القدرة في نفسه
(2)
. (ز)
31038 -
قال محمد بن السائب الكلبي: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم} إنّ المسلمين لَمّا عاينوا المشركين يوم بدر رأوهم قليلًا؛ فصَدَّقوا رؤيا رسول الله، وقلَّل الله المسلمين في أعين المشركين، فاجترأ المؤمنون على المشركين، واجترأ المشركون على المؤمنين؛ {ليقضي الله أمرا كان مفعولا} أي: فيه نصركم
(3)
[2830]. (ز)
31039 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإذْ يُرِيكُمُوهُمْ إذِ التَقَيْتُمْ فِي أعْيُنِكُمْ قَلِيلًا ويُقَلِّلُكُمْ} يا معشر المسلمين {فِي أعْيُنِهِمْ} يعني: في أعين المشركين، وذلك حين التقوا ببدر قلّل الله العدو في أعين المؤمنين، وقلّل المؤمنين في أعين المشركين؛ ليَجْتَرِئ بعضهم على بعض فى القتال؛ {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أمْرًا} في علمه {كانَ مَفْعُولًا} ليقضي الله أمرًا لابد كائنًا؛ ليُعِزَّ الإسلام بالنصر، ويُذِلّ أهل الشرك بالقتل والهزيمة، {وإلى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} يقول: مصير الخلائق إلى الله عز وجل. فلمّا رأى عدو الله أبو جهل قِلَّة المؤمنين ببدر، قال: والله لا يُعْبَد اللهُ بعد اليوم. فكذَّبه الله عز وجل، وقتله
(4)
. (ز)
31040 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {ليقضي الله أمرا كان
[2830] ذكر ابنُ عطية (4/ 205) أنّ الرؤيا في هذا الموضع في اليقظة بإجماع.
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1710. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
قال ابن كثير 7/ 95 عن إسناد أبي حاتم: «إسناد صحيح» .
(2)
أخرجه ابن جرير 11/ 212.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 180 - .
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 117 - 118.