الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
55071 -
قال يحيى بن سلّام: قوله: {وحجرا محجورا} حرامًا مُحَرَّمًا أن يغلِب أحدُهما على الآخر
(1)
[4737]. (ز)
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا
(54)}
نزول الآية:
55072 -
عن أبي قتيبة التَّيْمِيّ، قال: سمعتُ محمدَ بن سيرين يقول في قول الله?: {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا} ، قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم، وفي
[4737] نقل ابنُ جرير (17/ 475) اختلافًا عن السلف في تفسير قوله: {وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا} على قولين: الأول: أنّه جعل بينهما يبسًا. الثاني: أنّه جعل بينهما حاجِزًا مِن قدرته سبحانه؛ فلا يُغَيِّر أحدُهما الآخر ولا يفسده.
وقد رجّح ابنُ جرير مستندًا إلى ظاهر الآية القول الثاني، وعلَّل ذلك بقوله:«لأن الله -تعالى ذِكْرُه- أخبر في أول الآية أنّه مرج البحرين، والمرج: هو الخلط في كلام العرب. على ما بينتُ قبلُ، فلو كان البرزخ الذي بين العذب الفرات من البحرين والملح الأجاج أرضًا أو يبسًا لم يكن هناك مَرْجٌ للبحرين، وقد أخبر -جلَّ ثناؤه- أنّه مرجهما، وإنّما عرفنا قدرته بحجزه هذا الملح الأجاج عن إفساد هذا العذب الفرات مع اختلاط كل واحد منهما بصاحبه، فأمّا إذا كان كل واحد منهما في حيِّز عن حيِّز صاحبه فليس هناك مَرْجٌ، ولا هناك مِن الأعجوبة ما يُنَبَّه عليه أهلُ الجهل به من الناس ويذكرون به، وإن كان كل ما ابتدعه ربنا عجيبًا، وفيه أعظم العبر، والمواعظ، والحجج البوالغ» .
_________
(1)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 486.