الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ}
57509 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير-: أمر سليمانُ الشياطين، فجعلوا لها صرحًا مُمَرَّدًا مِن قوارير، وجعل فيها تماثيل السمك، فقيل لها:{ادخلي الصرح} . فكشفت عن ساقيها، فإذا فيها الشعر، فعند ذلك أمر بصنعة النُّورة
(1)
، فصُنِعَت، فقيل لها:{إنه صرح ممرد من قوارير} . قالت: {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}
(2)
. (11/ 363)
57510 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {قيل لها ادخلي الصرح} : بِرْكة ماء، ضرب عليها سليمان قوارير؛ ألبسها، وكانت بلقيس هلباء شعراء، قدماها حافر كحافر الحمار، وكانت أمها جِنِّيَّة
(3)
. (11/ 375)
57511 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق عطاء بن السائب- في قوله: {وكشفت عن ساقيها} : فإذا هما شعراوان، فقال: ألا شيء يُذهِب هذا؟ قالوا: الموسى. قال: لا، الموسى له أثر. فأمر بالنُّورَة، فصُنِعَت
(4)
. (ز)
57512 -
تفسير الحسن البصري: أنّ سليمان أمر الشياطين أن تصنع صَرْحًا -مجلسًا- مِن قوارير
(5)
. (ز)
57513 -
عن أبي صالح [باذام]-من طريق إسماعيل- قال: كان الصرحُ مِن زجاج، وجعل فيه تماثيل السمك، فلمّا رأته قيل لها: ادخلي الصَّرْح. فكشفت عن ساقيها، وظنَّتْ أنه ماء. قال: والمُمَرَّد: الطويل
(6)
. (11/ 376)
57514 -
عن وهب بن مُنَبِّه، قال: إنّما بنى الصرحَ ليختبر عقلها وفهمها، يعاينها بذلك، كما فعلت هي مِن توجيهها إليه الوُصفاء والوَصائف؛ ليميز بين الذكور
(1)
النُّورَة: حجر يُحْرق ويُسَوّى منه الكِلْس، ويُزال به الشَعر. اللسان (نور).
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 2874.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 539، وابن جرير 18/ 82، وابن أبي حاتم 9/ 2892 - 2895 من طرق. وعلقه يحيى بن سلام 2/ 548 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 18/ 84، وابن أبي حاتم 9/ 2894.
(5)
علَّقه يحيى بن سلام 2/ 547.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 2895، وإسحاق البستي في تفسيره ص 23 مختصرًا بلفظ: الممرد: الطوال. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
والإناث؛ تُعايِنُه بذلك
(1)
. (ز)
57515 -
عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي معشر- قال: قالت الجنُّ لسليمان تُزَهِّده في بلقيس: إنّ رجلها رجل حمار، وإنّ أمها كانت مِن الجن. فأمر سليمان بالصرح، فعُمل، فسجن فيه دوابَّ البحر؛ الحيتان، والضفادع، فلمّا بصرت بالصرح قالت: ما وجد ابنُ داود عذابًا يقتلني به إلا الغرق؟ فحسبته لُجَّة، وكشفت عن ساقيها. قال: فإذا أحسن الناس ساقًا وقدمًا. قال: فضنَّ سليمان بساقها عن الموسى. قال: فاتُّخِذَت النُّورَة بذلك السبب
(2)
. (ز)
57516 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: كان قد نعت لها خلقها، فأحب أن ينظر إلى ساقيها، فقيل لها:{ادخلي الصرح} . فلما دخلته ظنَّت أنه ماء، فكشفت عن ساقيها، فنظر إلى ساقيها عليها شعر كثير، فوقعت من عينيه، وكرهها، فقالت له الشياطين: نحن نصنع لك شيئًا يذهب به. فصنعوا له نورة مِن أصداف، فطلوها، فذهب الشعر، ونكحها سليمان عليه السلام
(3)
. (11/ 376)
57517 -
قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ الجِنَّ استأذنوا سليمان، فقالوا: ذَرْنا، فلنبنِ لها صرحًا مِن قوارير، والصرح قصر، فننظر كيف عقلها، وخافت الجن أن يتزوجها سليمان
(4)
، فتُطلع سليمان على أشياء كانت الجن تخفيها مِن سليمان، فأذن لهم، فعمدوا إلى الماء، ففجروه في أرض فضاء، ثم أكثروا فيه من الحيتان، قال: والضفادع، ثم بنوا عليه سترة من زجاج، ثم بنوا حوله صرحًا، قصرًا ممردًا من قوارير -والممرد: الأملس-، ثم أدخلوا عرش سليمان، أي: سرير سليمان، وعرشها، وكراسي عظماء الملوك، ثم دخل الملك سليمان ودخل معه عظماء جنده،
(1)
تفسير الثعلبي 7/ 213.
(2)
أخرجه ابن جرير 18/ 82. وفي تفسير الثعلبي 7/ 212، وتفسير البغوي 6/ 165 - 166 أنه إنما حمل سليمان على ذلك ما ذكره وهب بن منبه، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما: أن الشياطين خافت أن يتزوجها سليمان، فتُفشى إليه أسرار الجن، وذلك أن أمَّها كانت جنية، وإذا ولدت له ولدًا لا ينفكون من تسخير سليمان وذريته من بعده، فأساؤوا الثناء عليها ليزهدوه فيها، وقالوا: إنّ في عقلها شيئًا، وإن رجلها كحافر الحمار، وإنها شعراء الساقين. فأراد سليمان أن يختبر عقلها بتنكير عرشها، وينظر إلى قدميها ببناء الصرح.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 2893 - 2894.
(4)
قال يحيى بن سلام في تفسيره 2/ 547 معقِّبًا على ذلك: بلغني: أنّ أحد أبويها كان جنيًّا، فلذلك تخوفوا ذلك منها.
ثم {قيل لها ادخلي الصرح} ، وفتح الباب، فلما أرادت الدخول إذا هي بالحيتان والضفادع، فظنَّت أنه مُكِر بها لتغرق، ثم نظرت فإذا هي بالملك سليمان على سريره، والناس عنده على الكراسي، فظنت أنها مخاضة، فكشفت عن ساقيها، وكان بها سوء، أي: برص، فلما رآها سليمان كرهها، فلمّا عرفت الجن أنّ سليمان قد رأى منها ما كانت تكتم مِن الناس قالت لها الجن: لا تكشفي عن ساقيك، ولا عن قدميك فإنما هو صرح ممرد -أي: مملس- مِن قوارير
(1)
. (ز)
57518 -
قال مقاتل بن سليمان: {وكشفت عن ساقيها} ، يعني: رجليها؛ لتخوض الماء إلى سليمان، وهو على السرير في مقدم البيت، وذلك أنّها لما أقبلت قالت الجنُّ: لقد لقينا من سليمان ما لقينا مِن التعب، فلو قد اجتمع سليمان وهذه المرأة وما عندها مِن العلم لهلكنا. وكانت أمها جنية، فقالوا: تعالوا نُبَغِّضها إلى سليمان، نقول: إنّ رجليها مثل حوافر الدواب، لأنّ أمها كانت جنية. ففعلت، فأمر سليمانُ، فبنى لها بيتًا مِن قوارير فوق الماء، وأرسل فيه السمكَ لتحسب أنّه الماء؛ فتكشف عن رجليها، فينظر سليمان أصدقته الجن أم كذبته، وجعل سريره في مقدم البيت، فلما رأت الصرح حسبته لجة الماء، وكشفت عن ساقيها، فنظر إليها سليمان، فإذا هي من أحسن الناس قدمين، ورأى على ساقها شعرًا كثيرًا، فكره سليمانُ ذلك، فقالت: إنّ الرُّمّانة لا تدري ما هي حتى تذوقها. قال سليمان: ما لا يحلو في العين لا يحلو [في] الفم. فلمّا رأت الجنُّ أنّ سليمان رأى ساقيها قالت الجن: لا تكشفي عن ساقيك. {قال إنه صرح ممرد} يعني: أملس {من قوارير} فلمّا رأت السرير والصرح علمت أنّ ملكها ليس بشيء عند ملك سليمان، وأنّ مُلكه مِن مُلْك الله عز وجل
(2)
. (ز)
57519 -
عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قوله: {ممرد} ، قال: مشيد
(3)
[4882]. (ز)
57520 -
عن عبد الملك ابن جريج، قال: إنّما كانت هذه المكيدة مِن سليمان لها،
[4882] لم يذكر ابنُ جرير (18/ 84) في معنى: {ممرد} غير قول ابن جريج.
_________
(1)
علقه يحيى بن سلام 2/ 547.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 308 - 309.
(3)
أخرجه ابن جرير 18/ 84 - 85.
أنّ الجن تراجعوا فيما بينهم، فقالوا: قد كنتم تصيبون مِن سليمان غِرَّة، فإن نكح هذه المرأةَ اجتمعت فِطْنَةُ الجن والوحي، فلن تصيبوا له غِرَّة. فقدموا إليه، فقالوا: إنّ النصيحة لك علينا حقٌّ، إنّما قدماها حافر حمار. فذلك حين ألبس البِركة قوارير، وأرسل نساءً مِن نساء بني إسرائيل تنظر إذا كشفت عن ساقيها ما قدماها؟ فإذا أحسن الناس ساقًا مِن ساقٍ شعراء، وإذا قدماها قدم إنسان، فبشَّرْن سليمان، وكَرِه الشعر، فأمر الجنَّ، فجعلت النُّورَة، فذلك أول ما كانت النورة
(1)
. (11/ 377)
57521 -
قال يحيى بن سلّام: {قال إنه صرح} قال سليمان: {إنه صرح ممرد من قوارير}
(2)
. (ز)
57522 -
قال يحيى بن سلّام: وقال بعضهم: إنّها لَمّا أقبلت إلى سليمان خافت الشياطينُ أن يتزوجها، وقالوا: قد كُنّا نلقى مِن سليمان مِن السخرة ما نلقى، فكيف إذا اجتمع عقلُ هذه وتدبيرها مع ملك سليمان ونبوته؟ مع أنّ أُمَّها كانت مِن الجن، الآن حين هلكتم. فقال بعضهم: أنا أصرف سليمان عنها حتى لا يتزوجها. فأتاه، فقال له: إنّه لم تلد جِنِّيَّةٌ قطُّ مِن إنسيٍّ إلا كان أحد رجليها رجل حمار. فوقع ذلك في نفس سليمان، وكان رجل مِن الجن يُحِبُّ كُلَّ ما وافق سليمان، فقال له: يا نبيَّ الله، أنا أعمل لك شيئًا ترى ذلك منها. فعمل الصرح، فلما جاءته حسبته لجة ماء، فكشفت عن ساقيها، فرأى سليمانُ قدميها قدمي إنسان، ورأى على ساقيها شعرًا كثيرًا، فساءه ذلك، فقال له الجني الذي كان يُحِبُّ كلَّ ما يُوافق سليمان: أنا أعمل لك ما يُذهب به ذلك الشعر. فعمل النورة والحمام، فكان أول ما عمل الحمام والنورة، وتزوجها سليمان في قول بعضهم
(3)
[4883]. (ز)
[4883] للسلف في بيان السبب الذي من أجله بنى سليمان صرحًا لبلقيس قولان: الأول: أنه بنى ذلك الصرح لها ليختبر عقلها. كما في قول وهب بن منبه. الثاني: أن ذلك كان إيحاء من الجن لسليمان؛ لأن الجن خافت من سليمان أن يتزوجها، فأرادوا أن يزهدوه فيها، فقالوا: إن رجلها رجل حمار، وإن أمها كانت من الجن، فأراد سليمان أن يعلم حقيقة ما أخبرته الجن من ذلك. كما في قول محمد بن كعب القرظي.
وقد رجّح ابنُ جرير (18/ 82) صحة القولين؛ لعدم المانع في ذلك، فقال:«وجائز عندي أن يكون سليمان أمر باتخاذ الصرح للأمرين الذي قاله وهب، والذي قاله محمد بن كعب القرظي، ليختبر عقلها، وينظر إلى ساقها وقدمها، ليعرف صحة ما قيل له فيها» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 549.
(3)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 549.