الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ}
(1)
57933 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قال: الصور: البوق. قال: هو البوق، صاحبه آخِذٌ به، يقبض قبضتين بكفيه على طرف القرن [4909]، بين طرفه وبين فيه قدر قبضة أو نحوها، قد برك على ركبة إحدى رجليه، فأشار، فبرك على ركبة يساره مُقْعِيًا على قدمها، عقبها تحت فخذه وأليته، وأطراف أصابعها في التراب
(2)
. (ز)
57934 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ويوم ينفخ في الصور} : أي: في الخلق
(3)
. (ز)
57935 -
تفسير قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: أنّ المنادي -وهو صاحب الصور- يُنادي مِن الصخرة مِن بيت المقدس
(4)
. (ز)
57936 -
عن أبي بكر بن عبد الله [بن محمد بن أبي سبرة]-من طريق حجاج- قال: الصور كهيئة القرن، قد حَجَنَ
(5)
إحدى ركبتيه إلى السماء، وخفض الأخرى، لم يُلْقِ جفون عينيه على غُمْضٍ منذ خلق الله السموات، مستعدًا مستجدًا، قد وضع الصور على فيه ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه
(6)
. (ز)
{فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}
57937 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمّا فرغ اللهُ مِن خلق
[4909] ذَهَبَ ابنُ عطية (6/ 562) إلى أنّ الصّور: هو القرن، فقال:«هو القرن في قول جمهور الأمة، وهو مقتضى الأحاديث» .
_________
(1)
تقدمت الآثار مفصلة في معنى الصور عند تفسير قوله تعالى {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام: 73]، وقد ذكر ابن جرير في تفسير آية سورة النمل:{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} ما لم يذكره في تفسير آية سورة الأنعام، وأحال على تفسير آية سورة الأنعام.
(2)
أخرجه ابن جرير 18/ 132، وابن أبي حاتم 9/ 2929، وإسحاق البستي في تفسيره ص 30 مختصرًا، كما أخرجه يحيى بن سلام 2/ 569 من طريق ابن مجاهد مختصرًا.
(3)
أخرجه ابن جرير 18/ 134، وابن أبي حاتم 9/ 2929.
(4)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 572.
(5)
حَجَنَ: عَطَفَ، والحَجَن: اعْوِجاج الشيء. اللسان (حجن).
(6)
أخرجه ابن جرير 18/ 132.
السماوات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضِعُه على فِيه، شاخِصٌ ببصره إلى العرش، ينتظر متى يُؤمَر». قال أبو هريرة: يا رسول الله، وما الصور؟ قال:«قرن» . قال: وكيف هو؟ قال: «قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات؛ الأولى: نفخة الفزع، والثانية: نفخة الصعق، والثالثة: نفخة القيام لرب العالمين؛ يأمر الله عز وجل إسرافيل بالنفخة الأولى، فيقول: انفخ نفخة الفزع. فيفزع أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله، ويأمره الله فيديمها ويطولها فلا يفتر، وهي التي يقول الله: {ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} [ص: 15]، فيسير الله الجبال فتكون سرابًا، وترج الأرض بأهلها رجًّا، وهي التي يقول الله: {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة} [النازعات: 6 - 7]. فتكون الأرض كالسفينة الموبقة في البحر تضربها الأمواج، تكفأ بأهلها، أو كالقنديل المُعَلَّق بالعرش، ترجحه الأرواح، فيميد الناس على ظهرها، فتُذْهِل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هاربة حتى تأتي الأقطار، فتلقاها الملائكة، فتضرب وجوهها فترجع، ويولي الناس مدبرين، ينادي بعضهم بعضًا، وهو الذي يقول الله: {يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد} [غافر: 32 - 33]. فبينما هم على ذلك، إذ تصدَّعَتِ الأرضُ مِن قُطر إلى قُطْر، فرأوا أمرًا عظيمًا، وأخذهم لذلك مِن الكرب ما الله أعلم به، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل، ثم خُسِف شمسها، وخُسِف قمرها، وانتثرت نجومها، ثم كَشَطت عنهم» . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والأموات لا يعلمون بشيء مِن ذلك» . فقال أبو هريرة: فمن [ثَمَّ] استثنى الله حين يقول: {ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} . قال: «أولئك الشهداء، وإنّما يَصِل الفزع إلى الأحياء، أولئك أحياء عند ربهم يرزقون، وقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمَنَهم، وهو عذاب الله يبعثه على شِرار خلقه، وهو الذي يقول: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد}»
(1)
[4910]. (ز)
[4910] ذَهَبَ ابنُ عطية (6/ 562) إلى أنّ المَلَكَ له ثلاث نفخات في الصور، كما ورد في أثر أبي هريرة رضي الله عنهما، وذكر قولًا آخر، فقال:«قالت فرقة: إنما هما نفختان. كأنهم جعلوا الفزع والصعق في نفخة واحدة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} [الزمر: 68]، وقالوا:» أخرى «لا تُقال إلا في الثانية» . ثم انتَقَدَ قولهم، فقال (6/ 563):«والقول الأول أصح، و» أخرى" تُقال في الثالثة، ومنه قول ربيعة بن مقروم:
ولقد شفعتهما بآخر ثالث
ومنه قوله تعالى: {ومناة الثالثة الأخرى} [النجم: 20] ".
_________
(1)
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده 1/ 84 (10)، وأبو الشيخ في كتاب العظمة 3/ 821 (386) كلاهما مطولًا، وابن جرير 15/ 419، 16/ 447 - 449 واللفظ له، وابن أبي حاتم 9/ 2928 (16621)، 9/ 2929 - 2930 (16627)، من طريق إسماعيل بن رافع المدني، عن يزيد بن أبي زياد، عن رجل، عن محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه إسماعيل بن رافع المدني، قال عنه ابن حجر في التقريب (442):«ضعيف الحفظ» . وفيه أيضًا يزيد ابن أبي زياد قال عنه ابن حجر في التقريب (7717): «ضعيف، كبر فتغيّر، وصار يتلقن» . وفيه جهالة شيخ يزيد، وجهالة الراوي عن أبي هريرة.
57938 -
عن أبي هريرة -من طريق العوام، عمَّن حدَّثه- في قوله:{ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} ، قال: هم الشهداء
(1)
[4911]. (11/ 413)
57939 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير، وعطاء- في قوله:{إلا من شاء الله} ، قال: هم الشهداء؛ لأنهم أحياء عند ربهم، لا يَصِل الفزع إليهم
(2)
. (ز)
57940 -
عن الضحاك بن مزاحم، في قوله:{إلا من شاء الله} ، قال: هم رضوان، والحور، ومالك، والزبانية
(3)
. (ز)
57941 -
تفسير الحسن البصري، في قوله:{إلا من شاء الله} ، قال: استثنى الله طوائفَ مِن أهل السماء، يموتون بين النفختين
(4)
. (ز)
57942 -
قال محمد بن السائب الكلبي، في قوله:{إلا من شاء الله} : يعني: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت، فلا يبقى بعد النفخة إلا هؤلاء الأربعة، ثم يقبض الله روح ميكائيل، ثم روح إسرافيل، ثم روح ملك الموت، ثم روح جبريل، فيكون آخرهم موتًا جبريل عليه السلام
(5)
. (ز)
[4911] قال ابن عطية (6/ 564): «تظاهرت الروايات بأن الاستثناء في هذه الآية إنما أريد به الشهداء؛ لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهم أهل للفزع؛ لأنهم بشر، لكن فُضِّلوا بالأمن في ذلك اليوم» .
وبنحوه ابنُ جرير (18/ 135)، وكذا ابنُ كثير (10/ 436).
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 18/ 135. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.
(2)
تفسير البغوي 6/ 181.
(3)
تفسير البغوي 6/ 183.
(4)
علَّقه يحيى بن سلام 2/ 569.
(5)
تفسير البغوي 6/ 182.