الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
(70)}
55373 -
عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنِّي لَأعلم آخِرَ أهلِ الجنة دخولًا الجنة، وآخر أهل النار خروجًا منها، رجل يُؤْتى به يوم القيامة، فيُقال: اعرضوا عليه صغارَ ذنوبه، وارفعوا عنه كِبارها. فتُعرَض عليه صغار ذنوبه، فيُقال: عملتَ يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملتَ يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول: نعم. لا يستطيع أن يُنكِر وهو مُشْفِقٌ مِن كبار ذنوبه أن تُعْرَض عليه، فيُقال له: فإنّ لك مكانَ كلِّ سيِّئة حسنة. فيقول: ربِّ، قد عملتُ أشياء لا أراها ها هنا» . فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضحِك حتى بَدَتْ نواجِذُه
(1)
[4764]. (11/ 222)
[4764] أورد ابنُ القيم (2/ 267 - 268) هذا الحديث من رواية الإمام مسلم، وفيها: أنّ هذا الرجل هو آخر رجل يخرج من النار، تحت القول بأنّ الله يبدل سيئاتهم التي عملوها إلى حسنات يوم القيامة، ثم ذكر في الاستدلال به على هذا القول وجهين، انتقد أحدهما، وصوّب الآخر، فأمّا الوجه الذي انتقده فهو أن يكون الحديث ساقه السلف مساق التفسير للآية، وأن يكون المراد به: أنّ التبديل حاصل بعد دخول النار، فقال:«فهذا حديث صحيح، لكن في الاستدلال به على صِحَّة هذا القول نظر؛ فإنّ هذا قد عُذِّب بسيئاته ودخل بها النار، ثم بعد ذلك أُخرِج منها، وأُعطِي مكان كل سيئة حسنة صدقة تصدق الله بها عليه ابتداءً بعدد ذنوبه، وليس في هذا تبديل تلك الذنوب بحسنات؛ إذ لو كان كذلك لَما عُوقِب عليها كما لم يُعاقَب التائب. والكلام إنّما هو في تائب أُثْبِت له مكان كل سيئة حسنة، فزادت حسناته، فأين في هذا الحديث ما يدل على ذلك؟» . وأما الوجه الذي صوّبه فهو أن يكون مقصودُ السلف مِن إيراد الحديث تحت هذا القول: الاستدلال به على أنّ التبديل حاصِلٌ بالتوبة بطريق الأَوْلى؛ فإنّ الحديث أفاد أنّ هذا الرجل بعد دخوله النار وتطهره بها أعطي مكان كل سيئة حسنة، فالتبديل بالتوبة يكون أولى؛ إذ هي أقوى أسباب محو آثار الذنوب. ومَن ساق الحديث من السلف قصد الاستدلال بها على هذا النحو، ولم يَسُقْه مساقَ التفسير للآية، فإنّ الآية في التائب، يقول ابنُ القيم:«والناس استقبلوا هذا الحديث مُسْتَدِلِّين به في تفسير هذه الآية على هذا القول، وقد علمتَ ما فيه، لكن للسلف غَوْرٌ ودِقَّة فهم لا يُدركها كثيرٌ مِن المتأخرين. فالاستدلال به صحيح بعد تمهيد قاعدةٍ إذا عُرِفَت عُرِف لطفُ الاستدلال به ودِقَّتُه، وهي أنّ الذنب لا بُدَّ له مِن أثر، وأثره يرتفع بالتوبة تارة، وبالحسنات الماحية تارة، وبالمصائب المُكَفِّرة تارة، وبدخول النار ليتخلص مِن أثره تارة، وكذلك إذا اشتد أثره، ولم تقو تلك الأمور على محوه؛ فلا بد إذن مِن دخول النار؛ لأنّ الجنة لا يكون فيها ذَرَّةٌ مِن الخبيث، ولا يدخلها إلا مَن طاب مِن كل وجه، فإذا بقي عليه شيء مِن خُبْث الذنوب أدخل كِير الامتحان، ليخلص ذهب إيمانه من خبثه، فيصلح حينئذ لدار الملك. إذا علم هذا فزوال مُوجب الذنب وأثره تارة يكون بالتوبة النصوح، وهي أقوى الأسباب، وتارة يكون باستيفاء الحق منه وتطهيره في النار، فإذا تَطَهَّر بالنار، وزال أثر الوسخ والخبث عنه، أعطي مكان كل سيئة حسنة، فإذا تطَهَّر بالتوبة النصوح، وزال عنها بها أثر وسخ الذنوب وخبثها، كان أولى بأن يعطى مكان كل سيئة حسنة، لأن إزالة التوبة لهذا الوسخ والخبث أعظم من إزالة النار، وأحب إلى الله، وإزالة النار بدل منها، وهي الأصل، فهي أوْلى بالتبديل مما بعد الدخول» .
_________
(1)
أخرجه مسلم 1/ 177 (190)، وابن جرير 17/ 520، والثعلبي 7/ 150.
55374 -
عن عائشة، قالت: يا نبيَّ الله، كيف {حسابا يسيرا} [الانشقاق: 8]؟ قال: «يُعطى العبدُ كتابه بيمينه، فيقرأ سيئاته، ويقرأ الناسُ حسناته، ثم يُحَوِّل صحيفتَه، فيُحَوِّل الله سيئاته حسنات، فيقرأ حسناته، ويقرأ الناس سيئاته حسنات، فيقول الناس: ما كان لهذا العبد سيئة؟! قال: يُعَرَّفُ بعمله، ثم يغفر الله له. قال: {أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}»
(1)
. (ز)
55375 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيأتينَّ ناسٌ يومَ القيامة ودُّوا أنّهم استكثروا مِن السيئات» . قيل: مَن هم؟ قال: «الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات»
(2)
. (11/ 222)
55376 -
عن سلمة بن نفيل، قال: جاء شابٌّ، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ مَن لم يدع سيِّئةً إلا عملها، ولا خطيئةً إلا ركبها، ولا أشْرَفَ له سهمٌ فما فوقه إلا اقتطعه بيمينه، ومَن لو قُسِمَت خطاياه على أهل المدينة لَغَمَرَتْهم؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
(1)
أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 34 (69) من طريق الليث بن سعد، عن ابن أبي جعفر، أنّه بلغه أنّ عائشة به.
إسناده ضعيف؛ لانقطاعه.
(2)
أخرجه الحاكم 4/ 281 (7643)، والثعلبي 7/ 150 كلاهما بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه. وعند ابن أبي حاتم موقوف على أبي هريرة كما سيأتي.
قال الحاكم: «وإسناده صحيح، ولم يخرجاه» . وقال الألباني في الصحيحة 5/ 209 (2177): «ورجاله ثقات معروفون، غير والد أبي العنبس، واسمه كثير بن عبيد التيمي، رضيع عائشة رضي الله عنها، لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه روى عنه جمع من الثقات
…
فهو حسن الحديث».
«أسلمتَ؟» . قال: أمّا أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. قال:«اذهب، فقد بدَّل الله سيئاتك حسنات» . قال: يا رسول الله، وغَدراتي وفجَراتي! قال:«وغَدَراتك وفجراتك» . ثلاثًا، فولّى الشابُّ، وهو يقول: الله أكبر
(1)
. (11/ 224)
55377 -
عن أبي طويل شَطْبٍ الممدودِ، أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلًا عمِل الذنوبَ كلها؟ فذكر نحوه
(2)
. (11/ 224)
55378 -
عن مكحول، قال: جاء شيخ كبيرٌ، فقال: يا رسول الله، رجل غَدَر وفجر، فلم يدع حاجَةً ولا داجَةً
(3)
إلا اقتطعها بيمينه، ولو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأَوْبَقَتْهم، فهل له مِن توبةٍ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أسلمتَ؟» . قال: نعم. قال: «فإنّ الله غافرٌ لك، ومُبَدِّلٌ سيئاتك حسنات» . قال: يا رسول الله، وغَدَراتي وفَجَراتي! قال:«وغدراتُك وفجراتُك»
(4)
. (11/ 223)
55379 -
عن سلمان، قال: يُعْطى رجلٌ يوم القيامة صحيفةً، فيقرأ أعلاها، فإذا سيئاته، فإذا كاد يسوء ظنُّه نظر في أسفلها، فإذا حسناته، ثم ينظر في أعلاها، فإذا هي قد بُدِّلت حسناتٍ
(5)
. (11/ 221)
55380 -
عن أبي موسى [الأشعري]، قال: التبديل يوم القيامة، إذا وقف العبدُ بين يدي الله، والكتابُ بين يديه، ينظر في السيئات والحسنات، فيقول: قد غفرت لك. ويسجد بين يديه، فيقول: قد بُدِّلَتْ. فيسجد، فيقول:
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 53 (6361)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 3/ 1352 - 1353 (3414).
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 1/ 301: «بإسناد ضعيف» . وقال الهيثمي في المجمع 1/ 31 (75): «رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده ياسين الزيات، يروي الموضوعات» .
(2)
أخرجه البغوي -كما في الإصابة 3/ 349 - 350 - ، وابن قانع 1/ 349، والطبراني (7235).
قال أبو القاسم البغوي: «روى هذا الحديث عن محمد بن هارون، عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير: أنّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم طويل شطب الممدود
…
وأحسب أنّ محمد بن هارون صحَّف فيه، والصواب ما قال غيره». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 32، 10/ 202:«رواه الطبراني والبزار بنحوه، ورجال البزار رجال الصحيح، غير محمد بن هارون، أبي نشيط وهو ثقة» . وأورده الألباني في الصحيحة (3391).
(3)
أراد بالحاجة: الحاجة الصغيرة، وبالداجة: الحاجة الكبيرة. والمعنى: ما تركت شيئًا دعتني نفسي إليه من المعاصي إلا وقد ركبته. النهاية (حوج، دجج).
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2735 (15444) مرسلًا.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2734. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
قد بُدِّلت. فيسجد، فيقول الخلائق: طُوبى لهذا العبد الذي لم يعمل سَيِّئةً قطُّ
(1)
. (11/ 224)
55381 -
عن أبي هريرة -من طريق أبي العنبس، عن أبيه- قال: لَيَأْتِيَنَّ اللهُ بأُناسٍ يوم القيامة رأوا أنهم قد استكثروا من السيئات. قيل: مَن هم، يا أبا هريرة؟ قال: الذين يُبَدِّل الله بسيئاتهم حسنات
(2)
. (ز)
55382 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: هم المؤمنون، كانوا مِن قبل إيمانهم على السيئات، فرَغِب اللهُ بهم عن ذلك، فحوَّلهم إلى الحسنات، فأبدلهم مكان السيئات الحسنات
(3)
. (11/ 220)
55383 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} إلى آخر الآية، قال: هم الذين يتوبون، فيعملون بالطاعة، فيبدل الله سيئاتهم حسنات حين يتوبون
(4)
. (ز)
55384 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: بالشرك إيمانًا، وبالقتل إمْساكًا، وبالزِّنا إحْصانًا
(5)
. (ز)
55385 -
عن مجاهد، قال: سُئِل ابن عباس عن قول الله -جلَّ ثناؤه-: {يبدل الله سيئاتهم حسنات} . فقال:
بُدِّلن بعدَ جِرَّةٍ
(6)
صَرِيفا
(7)
…
وبعد طول النفس الوجيفا
(8)
(9)
. (ز)
55386 -
عن عمرو بن ميمون -من طريق أبي إسحاق- {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: حتى يَتَمَنّى العبدُ أنّ سيئاته كانت أكثر مِمّا هي
(10)
. (11/ 222)
55387 -
عن أبي العالية الرِّياحي أنّه قيل له: إنّ أُناسًا يزعمون أنّهم يتمنون أن
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2733.
(3)
أخرجه ابن جرير 17/ 516، وابن أبي حاتم 8/ 2733. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 17/ 517.
(5)
أخرجه ابن جرير 17/ 517.
(6)
الجِرَّة: ما يُخرجه البعير من جَوْفِه ليأكُلَه مرَّة أخرى. النهاية واللسان (جرر).
(7)
الصَّرِيف: صوت ناب البعير. النهاية (صرف).
(8)
الوَجِيف: ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَريعٌ. النهاية (وجف).
(9)
أخرجه ابن جرير 17/ 518 واللفظ له، وابن أبي حاتم 8/ 2733 (15431).
(10)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 523. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
يستكثروا مِن الذنوب. قال: ولِم ذاك؟ قال: يتأوَّلون هذه الآية: {يبدل الله سيئاتهم حسنات} . فقال أبو العالية، وكان إذا أُخْبِر بما لا يعلم قال: آمنتُ بما أنزل الله من كتابه. ثم تلا هذه الآية: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيد} [آل عمران: 30]
(1)
. (11/ 223)
55388 -
عن أبي عثمان النهدي، قال: إنّ المؤمن يُعطَي كتابَه في سترٍ مِن الله، فيقرأ سيئاته، فإذا قرأ تغيَّر لها لونه، حتى يمر بحسناته، فيقرأها، فيرجع إليه لونُه، ثم ينظر، فإذا سيئاته قد بدلت حسناتٍ، فعند ذلك يقول:{هاؤم اقرأوا كتابيه} [الحاقة: 19]
(2)
. (11/ 221)
55389 -
عن سعيد بن المسيب -من طريق عطاء الخراساني- {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: تصير سيئاتُهم حسناتٍ لهم يوم القيامة
(3)
. (ز)
55390 -
عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- قال: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، فأبدلهم اللهُ بقتال المسلمين قتالَ المشركين، وبنكاح المشركات نكاحَ المؤمنات، وبعبادة الأوثان عبادةَ الله
(4)
. (11/ 218)
55391 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: {فأولئك} يعني: الذين فعلوا ما ذكر الله عز وجل في هذه الآية {يبدل الله} يعني: يُحَوِّل الله {سيئاتهم حسنات} قال: يبدلهم بمكان الشرك الإسلامَ، وبمكان القتالِ الكفَّ، وبمكان الزنا العَفافَ، {وكان الله غفورًا} يعني: لِما كان في الشرك، {رحيمًا} يعني: رحيمًا بهم في الإسلام
(5)
. (ز)
55392 -
عن علي بن الحسين -من طريق علي بن زيد- {يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: في الآخرة. =
55393 -
وقال الحسن البصري: في الدنيا
(6)
. (11/ 221)
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 17/ 519. وفي تفسير البغوي 6/ 97: يبدل الله سيئاتهم التي عملوها في الإسلام حسنات يوم القيامة.
(4)
أخرجه ابن جرير 17/ 517، وابن أبي حاتم 8/ 2734. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2732، 2733، 2736.
(6)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 523. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
55394 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق إبراهيم بن المهاجر- {يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: الإيمان بعد الشرك
(1)
. (11/ 221)
55395 -
عن مكحول الشامي، {يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: إذا تابوا جعل اللهُ ما عمِلوا مِن سيئاتهم حسنات
(2)
. (11/ 221)
55396 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: يُبدل اللهُ مكانَ الشرك والقتل والزنا؛ الإيمانَ بالله والدخولَ في الإسلام، وهو التبديل في الدنيا
(3)
. (ز)
55397 -
عن عمرو بن الحارث، أنّ عطاء بن أبي رباح قال -في قول الله:{فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} -، قال: إنّما هذا في الدنيا، الرجل يكون على الهيئة القبيحة، ثم يبدله الله بها خيرًا
(4)
. (ز)
55398 -
عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول الشامي، في قوله:{يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: يجعل مكان السيئات حسنات. قال
(5)
: فقال خالد سبلان
(6)
: يخرجهم مِن السيئات إلى الحسنات! قال: فرأيت مكحولًا غضب حتى جعل يرتعد
(7)
. (11/ 225)
55399 -
عن الحسن البصري -من طريق يونس- {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: التبديل في الدنيا؛ يبدل الله بالعمل السيِّئ العمل الصالح، وبالشرك إخلاصًا، وبالفجور عفافًا، ونحو ذلك
(8)
. (11/ 221)
(1)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 522. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 17/ 518. وفي تفسير الثعلبي 7/ 150، وتفسير البغوي 6/ 97 عن الضحاك: يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام، فيبدلهم بالشرك إيمانًا، وبقتل المؤمنين قتل المشركين، وبالزنا عفة وإحصانًا.
(4)
أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 53 (114)، وابن أبي حاتم 8/ 2734 (15437).
(5)
القائل: سعيد بن عبد العزيز.
(6)
هو خالد بن عبد الله بن الفرج أبو هاشم العبسي مولاهم، ويعرف بخالد سبلان، ولقب بذلك لعظم لحيته، سمع معاوية وعمرو بن العاص، وروى عن كهيل بن حرملة النمري الأزدي، روى عنه خالد بن دهقان، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وشهد مع معاوية صفين. تاريخ دمشق لابن عساكر 16/ 132.
(7)
أخرجه ابن عساكر 16/ 133.
(8)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 522، وابن أبي حاتم 8/ 2734. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
55400 -
عن سهل بن أبي الصلت، قال: سمعتُ الحسنَ البصريَّ يقول: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: هذه ليست لكم، هذه في أهل الشرك
(1)
. (ز)
55401 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ: يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسنَ الأعمال في الإسلام، فيبدلهم بالشرك إيمانًا، وبقتل المؤمنين قتل المشركين، وبالزنا عِفَّة وإحصانًا
(2)
. (ز)
55402 -
عن حصين بن عبد الرحمن، عن ميسرة أبي جميلة، في قوله:{فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ، قال: هم الذين ولَجُوا إلى الإسلام مِن المشركين
(3)
. (ز)
55403 -
تفسير محمد بن السائب الكلبي: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} بالشرك الإيمان، وبالفجور العفاف، {وكان الله غفورا رحيما}
(4)
. (ز)
55404 -
قال مقاتل بن سليمان: {فأولئك يبدل الله} يعني: يحول الله عز وجل {سيئاتهم حسنات} والتبديل من العمل السيئ إلى العمل الصالح، {وكان الله غفورا} لما كان في الشرك، {رحيما} به في الإسلام
(5)
. (ز)
55405 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} ، {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}: فقال المشركون: ولا، واللهِ، ما كان هؤلاء الذين مع محمد إلا معنا. قال: فأنزل الله: {إلا من تاب} قال: تاب مِن الشرك، {وآمن} قال: آمن بعقاب الله ورسوله، {وعمل عملا صالحا} قال: صدَّق، {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: يبدل الله أعمالهم السيئة التي كانت في الشرك الأعمالَ الصالحة حين دخلوا في الإيمان
(6)
. (ز)
55406 -
قال يحيى بن سلّام: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم} التي أصابوها في الشرك {حسنات} قال: وسيئاتهم: الشرك {حسنات} . وقال: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} بالشِّرك {لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر:
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2734.
(2)
تفسير البغوي 6/ 97.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2734.
(4)
علَّقه يحيى بن سلام 1/ 491.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 240 - 241.
(6)
أخرجه ابن جرير 17/ 519.