‌ ‌تفسير الآية: 54519 - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن - موسوعة التفسير المأثور - جـ ١٦

[4715] اختُلِف في المخاطَب بقوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ولا نَصْرًا} على قولين: الأول: المخاطب الكفار، والمعنى: فقد كذبوكم أيها الكافرون مَن زعمتم أنهم أضلوكم. الثاني: المخاطَب المؤمنون، والمعنى: قد كذبكم أيها المؤمنون الكفار فيما تقولون من التوحيد والشرع.

وعلَّق ابنُ عطية (6/ 426) على القول الأول بقوله: «وفي هذا الإخبار خِزْيٌ وتوبيخ» .

ورجَّح ابنُ جرير (17/ 420) مستندًا إلى السياق القول الأول، وهو قول مجاهد، فقال:«وهو أن يكون خبرًا عن الذين كذبوا الكافرين في زعمهم أنهم دعَوهم إلى الضلالة وأمروهم بها، على ما قاله مجاهد من القول الذي ذكرناه عنه أشبه وأولى؛ لأنه في سياق الخبر عنهم» . ووجَّه قول ابن زيد -وهو القول الثاني- قائلًا: «فوجَّه ابن زيد تأويل قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} إلى: فقد كذبكم -أيها المؤمنون- المكذبون بما جاءهم به محمدٌ من عند الله بما تقولون من الحق» . ثم ذكر (17/ 422) قراءة ابن مسعود: (فَما يَسْتَطِيعُونَ لَكَ صَرْفًا)، وعلَّق صحة تأويل ابن زيد على صحة هذه القراءة، فقال بعد أن ذكر قراءة ابن مسعود:«فإن تكن هذه الرواية عنه صحيحة صحَّ التأويل الذي تأوَّله ابن زيد في قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ}، ويصير قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} خبرًا عن المشركين أنهم كذبوا المؤمنين» . ثم بيَّن معنى: {فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ولا نَصْرًا} على هذه القراءة، فقال:«ويكون تأويل قوله حينئذٍ: {فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ولا نَصْرًا}: فما يستطيع -يا محمد- هؤلاء الكفار لك صرفًا عن الحق الذي هداك الله له، ولا نصرَ أنفسهم مما بهم من البلاء الذي هم فيه بتكذيبهم إياك» .

_________

(1)

أخرجه ابن جرير 17/ 419، وابن أبي حاتم 8/ 2673. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وأخرجه يحيى بن سلام 1/ 473 من طريق ابن مجاهد، وعقَّب عليه بقوله: أي: إذ جعلوهم آلهة، فانتفوا من ذلك، ونزهوا الله عنهم.

(2)

أخرجه يحيى بن سلام 1/ 473.

(3)

علَّقه يحيى بن سلام 1/ 473.

(4)

تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 229.

(5)

أخرجه ابن جرير 17/ 420، وابن أبي حاتم 8/ 2673 من طريق أصبغ.