الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
(122)}
56193 -
قال مقاتل بن سليمان: {ثم أغرقنا بعد} أهل السفينة {الباقين} يعني: مَن بقي منهم مِمَّن لم يركب السفينة، {إن في ذلك لآية} يقول: إنّ في هلاك قوم نوح لعبرة لِمَن بعدهم مِن هذه الأمة، ليحذروا مثل عقوبتهم. ثم قال تعالى:{وما كان أكثرهم مؤمنين} يعني: مُصَدِّقين بتوحيد الله عز وجل. يقول: كان أكثرهم كافرين بالتوحيد، ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يُعَذَّبوا في الدنيا. ثم قال سبحانه:{وإن ربك لهو العزيز} في نِقْمَته منهم بالغرق، {الرحيم} بالمؤمنين إذ نَجّاهم من الغرق، إنّما ذكر الله تعالى تكذيب الأمم الخالية رسلهم لَمّا كذَّب كُفّار قريش النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالرسالة، أخبر الله عز وجل النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه أرسله كما أرسل نوحًا وهودًا وصالحًا ولوطًا وشعيبًا، فكذبهم قومهم، فكذلك أنت، يا محمد. وذكر عقوبة الذين كذبوا رسلهم لئلا يُكَذِّب كفار قريش محمدًا صلى الله عليه وسلم، فحذَّرهم مثلَ عذاب الأمم الخالية
(1)
. (ز)
56194 -
قال يحيى بن سلّام: {ثم أغرقنا بعد} من أنجينا في السفينة {الباقين} وهم قوم نوح، وفيها تقديم، ثم أغرقنا الباقين بعد
(2)
. (ز)
{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ
(123)}
56195 -
عن الربيع بن خُثيم -من طريق أبي وائل- قال: كانت عادٌ ما بينَ اليمن إلى الشام مثل الذَّرِّ
(3)
. (6/ 447)
56196 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: إنّ عادًا كانوا قومًا باليمن بالأحقاف، والأحقاف: هي الرمال، فأتاهم، فوعظهم، وذكَّرهم بما قصَّ اللهُ في القرآن، فكذَّبوه، وسألوا أن يأتيهم بالعذاب
(4)
. (ز)
56197 -
قال يحيى بن سلّام: قوله عز وجل: {كذبت عاد المرسلين} ، يعني: هودًا
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 273.
(2)
تفسير يحيى بن سلّام 2/ 513.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2792.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2792. وقد تقدم بسط قصة عاد مع نبيهم هود في سورة الأعراف.