الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على طريقها، فلمّا نظرت إليه شدَّت عليه، وهرب منها، فقال له أصحابه: اجلس لها خلف شيء. فجلس واستتر، وقال: إذا مرَّت فأعلِموني. فأقبلت حتى إذا انتهت إليه نادَوه، فخرج عليها، فقتلها، فذلك قول الله -جلَّ ذكره-:{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
(1)
. (ز)
57573 -
قال مقاتل بن سليمان: {وكان في المدينة} قرية صالح: الحجر {تسعة رهط يفسدون في الأرض} يعني: يعملون في الأرض بالمعاصي، {ولا يصلحون} يعني: ولا يطيعون الله عز وجل فيها، منهم: قدار بن سالف بن جدع عاقر الناقة، واسم أمه: قديرة، ومصدع، وداب، ويباب إخوة بني مهرج، وعائذ بن عبيد، وهذيل وذو أعين -وهما أخوان- ابنا عمرو، وهديم، وصواب، فعقروا الناقة ليلة الأربعاء، وأهلكهم الله عز وجل يوم السبت بصيحة جبريل عليه السلام
(2)
. (ز)
57574 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: قال التسعة الذين عقروا الناقة: هلُمَّ فلنقتل صالحًا، فإن كان صادقًا -يعني: فيما وعدهم من العذاب بعد الثلاث- عجلناه قبله، وإن كان كاذبًا نكون قد ألحقناه بناقته. فأتوه ليلًا ليبيتوه في أهله، فدمغتهم الملائكة بالحجارة، فلما أبطئوا على أصحابهم أتوا منزل صالح، فوجدوهم مشدوخين قد رُضِخوا بالحجارة، فقالوا لصالح: أنت قتلتهم. ثم همُّوا به، فقامت عشيرته دونه، ولبسوا السلاح، وقالوا لهم: واللهِ، لا تقتلونه أبدًا، وقد وعدكم أنّ العذاب نازل بكم في ثلاث، فإن كان صادقًا لم تزيدوا ربَّكم [إلا]
(3)
غضبًا، وإن كان كاذبًا فأنتم مِن وراء ما تريدون، انصرفوا عنهم ليلتهم تلك. والنفر الذين رضختهم الملائكة بالحجارة التسعة الذين ذكر الله عز وجل في القرآن، يقول الله:{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
(4)
. (ز)
{قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
(49)}
57575 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ
(1)
أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص 24 - 25.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 311.
(3)
سقطت من المطبوع من تفسير ابن أبي حاتم.
(4)
أخرجه ابن جرير 18/ 92 مختصرًا، وابن أبي حاتم 9/ 2900.
لَنُبَيِّتَنَّهُ وأَهْلَهُ}، قال: هم الذين عقروا الناقة، وقالوا حين عقروها: نُبَيِّت صالحًا وأهله فنقتلهم، ثم نقول لأولياء صالح: ما شهدنا من هذا شيئًا، ومالنا به علم. فدمرهم الله أجمعين
(1)
. (11/ 388)
57576 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- وفي قوله: {تقاسموا بالله} ، قال: تحالفوا على هلاكه، فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعين
(2)
. (11/ 386)
57577 -
عن الحسن البصري، في قوله:{لنبيتنه وأهله} ، قال: أهله: أمته الذين على دينه
(3)
. (ز)
57578 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} ، قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلًا فيقتلوه. قال: ذُكِر لنا: أنّهم بينما هم معانيق إلى صالح -يعني: مسرعين- ليقتلوه؛ بعث الله عليهم صخرةً، فأهْمَدتْهُم
(4)
، {ثم لنقولن لوليه} يعنون: رهط صالح
(5)
. (11/ 387)
57579 -
قال مقاتل بن سليمان: {قالوا تقاسموا بالله} يعني: تحالفوا بالله عز وجل {لنبيتنه وأهله} ليلًا بالقتل، يعني: صالحًا وأهله، {ثم لنقولن لوليه} يعني: ذا رَحِم صالح إن سألوا عنه: {ما شهدنا مهلك أهله} قالوا: ما ندري مَن قتل صالحًا وأهله، ما نعرف الذين قتلوه، {وإنا لصادقون} فيما نقول
(6)
. (ز)
57580 -
قال يحيى بن سلّام، في قوله:{قالوا تقاسموا بالله} : يقولُه بعضهم لبعض
(7)
[4889]. (ز)
[4889] ذكر ابنُ عطية (6/ 545 - 546) في قوله تعالى: {تقاسموا} احتمالين، فقال:«وقوله: {تَقاسَمُوا} حكى الطبري أنه يجوز أن يكون فعلًا ماضيًا في موضع الحال، كأنه قال: متقاسمين، أي: متحالفين بالله، وكأن قولهم {لَنُبَيِّتَنَّهُ} حلفٌ. ويؤيد هذا التأويل أنّ في قراءة عبد الله: (ولا يُصْلِحُونَ * تَقاسَمُوا) بسقوط: {قالُوا}. ويحتمل -وهو تأويل الجمهور-: أن يكون {تَقاسَمُوا} فعل أمر، أشار بعضهم على بعض بأن يتحالفوا على هذا الفعل بصالح، فـ {تَقاسَمُوا} هو قولهم على هذا التأويل، وهذه الألفاظ الدالة على قسم أو حلف تجاوب باللام، وإن لم يتقدم قسم ظاهر؛ فاللام في {لَنُبَيِّتَنَّهُ} جواب ذلك» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 18/ 89 - 90، وابن أبي حاتم 9/ 2900، 2902.
(2)
أخرجه ابن جرير 18/ 89، وابن أبي حاتم 9/ 2899، وأخرجه يحيى بن سلام 2/ 551 من طريق ابن مجاهد مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
علَّقه يحيى بن سلام 2/ 551.
(4)
أهْمدتْهم: أهْلَكتْهُم. النهاية (همد).
(5)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 551 مختصرًا، وابن أبي حاتم 9/ 2901 - 2902، وأخرجه عبد الرزاق 2/ 83 من طريق معمر مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 311.
(7)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 551.